في ريعان شبابها، وفي أكثر مراحل عمرها عطاءً، رحلت الشابة الإماراتية حمدة تريم الشامسي عن دنيانا، تاركة خلفها إرثاً كبيراً من عمل الخير، الذي قدمته رغم صغر سنها.
إنجازات وريادة خيرية، في بكل بقاع الأرض سطرتها حمدة، وشهد بها القاصي والداني، وشكلت من خلالها قدوة لعدد كبير من الشباب، الذين باتوا يمتلكون الحافز؛ لاستكمال ما بدأته متسابقة الدراجات النارية الشهيرة.
ورغم أن حمدة تريم عرفت بكونها أول متسابقة سيارات إماراتية، واكتسبت شهرةً واسعة أيضاً في عالم الدراجات النارية، التي احترفت قيادتها وباتت واحدة من أبرز اللاتي مارسن هذه الرياضة من الفتيات الإماراتيات، فإن كل ذلك لم يمنعها من أن تشق طريقها في عمل الخير، وتأسيس المبادرات المتعلقة به، فقد عرفت منذ عدة سنوات بـ«سفيرة الخير»، و«ابنة العطاء والإنسانية»، خاصةً بعد أن أطلقت مؤسستها الخاصة بالاستثمارات الخيرية «مؤسسة حمدة للأعمال الخيرية».
وقد أنشأت هذه المؤسسة مدارس للأيتام والمحتاجين في الإمارات، وبعض الدول العربية، كما أنها كانت داعماً دائماً للمستشفيات والمراكز الصحية، وقدمت المساعدات إلى محتاجيها، فوفرت في إحدى السنوات مساعدات غذائية لأكثر من 500 عائلة محتاجة.
ودعمت حمدة، بشكل كبير، برامج التنمية المجتمعية، بما فيها: التعليم، وإعادة التأهيل والتدريب، سواء على مستوى الإمارات، أو الوطن العربي، وكان من أبرزها برنامج «أطفال المستقبل».
حمدة في القارة السمراء:
منذ سنوات شبابها الأولى، تجسد الخير وحب العطاء لدى حمدة، فمازالت مشاريعها في أوغندا ماثلة أمام كل محبيها ومتابعيها، يستذكرون - بكل فخر - كيف قامت شابة في مقتبل العمر بتأسيس معهد تعليمي مهني مجاني للأيتام في واحدةٍ من البلدات الأوغندية، عُرِف باسم «معهد حمدة المهني الاجتماعي»، كما أنشأت مدرسة تُعنى كذلك بتعليم الأيتام، ذكوراً وإناثاً، بقدرة استيعابية تقدر بـ350 طالباً وطالبة.
ولم تحصر تريم نشاطها في جانب معين، إذ عرفت أن أهم ما يحتاج إليه الناس في تلك المناطق هو التعليم والصحة، وجنباً إلى جنب مع المعهد التعليمي والمدرسة، أسست مستشفى حمدة الخيري، الذي يعالج آلاف المرضى مجاناً.
وفي أوغندا على خصوصاً، والقارة السمراء عموماً، حفرت الشابة الإماراتية الآبار، ووفرت الطعام لأعداد كبيرة من المحتاجين؛ فخلدت اسمها أبد الدهر، إذ لن ينساها أحسنت إليهم، وقدمت إليهم يد العون، وساعدتهم في عيش حياة أفضل.
مسيرة المثابرة والنجاح:
بدأ شغف حمدة برياضة السيارات وقيادتها منذ أن كان عمرها 15 عاماً، ولم يكن طريقها مليئاً بالورود؛ فقد عملت في أحد معارض السيارات تغسلها تارةً، وتقوم بإصلاحها تارةً أخرى، حتى باتت قادرة على شراء أول سيارة خاصة بها عام 1999، ووصفتها في إحدى مقابلاتها بأنها كانت السيارة التي أوصلتها إلى كل ما عرفها الناس به لاحقاً، لتكون بعد ذلك أول متسابقة سيارات إماراتية. وبعد وقت قصير بدأت حمدة قيادة الدراجات النارية؛ لتحترفها كذلك، وتكون واحدةً من الإماراتيات الرائدات اللواتي مارسن هذه الرياضة.