يواصل «مهرجان الحصن التراثي»، في دورته الحادية عشرة، الاحتفاء بالتراث الإماراتي، ضمن سياق برنامجه اليومي الذي يقدمه إلى جمهوره من المواطنين والسياح والمقيمين، عرباً وأجانب.
ويحتفي المهرجان، ضمن برنامجه اليومي، الذي يختتم مساء بعد غدٍ الأحد 28 يناير الحالي، بـ«الصقارة»، التي تعد جزءاً أصيلاً من التراث الإماراتي، حيث ينظر إليها باعتبارها إرثاً تاريخياً وتراثياً وثقافياً مرتبطاً بالأجداد وكبار المواطنين.
ويسعى المهرجان، من خلال برامجه المختلفة، إلى توطيد العلاقة بين الأجيال الجديدة، والعادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة، من خلال ما يقدمه من فعاليات مجتمعية أصيلة، تعكس اهتمام الناس ببدايات تأسيس دولة الإمارات، سيراً على الحفاظ على خصوصية الماضي، الذي انطلق منه الناس لتأسيس الحاضر، وصولاً إلى المستقبل.
ومهنة «الصقارة» المسجلة كتراث إنساني وثقافي عالمي يخص البشرية في «اليونسكو» منذ عام 2010، تحت عنوان «مقناص»، إذ تعد من الملامح الرئيسية البارزة للتراث الثقافي والتاريخي لدولة الإمارات، فهي مهنة قديمة ظل يمارسها الناس منذ زمن قديم، ويورثونها لأولادهم، جيلاً بعد جيل، كونها كانت وسيلة لتوفير لحوم الطير والحيوانات البرية من الحبارى والأرانب، وغيرها. ولا تزال هذه المهنة - إلى يومنا - تحظى بشعبية كبيرة بين شريحة كبيرة من المجتمع، خاصة الإماراتيين الذين يمتلكون نسبة كبيرة من صقاري العالم، حتى أصبحت تمثل تراثاً وطنياً حقيقياً في العديد من الرموز الوطنية لدولة الإمارات، حيث يستطيع زائر «مهرجان الحصن» أن يطلع على أسرار المهنة وتاريخها، من الألف إلى الياء.
ويحتفي معرض «انطلق الصيد» بمهنة «الصقارة»، باعتبارها جزءاً من الهوية الوطنية، وسيراً على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ليستكشف زوار المعرض تاريخ الصقارة، وأهميتها الثقافية في دولة الإمارات، كرمز يرتبط بالقيم العربية الأصيلة، مثل: الصبر والفراسة والفطنة والقناعة، كما تتمحور موجودات المعرض حول تاريخ الصقارة، وممارسة هذه الرياضة قديماً وحديثاً، وأهمية الصقر كرمز ومصدر إلهام للمبدعين والشعراء، لما يرمز إليه من قوة وفخر واعتزاز، كما يعكس الجذور الثقافية الراسخة والتطلعات نحو التطور والحداثة.
وبإمكان زوار ركن «الصقارة»، في «مهرجان الحصن التراثي»، الاستمتاع بحضور فيلم «الصقارة عوشة المنصوري»، ضمن فعاليات قسم «سينما في القصر»، حيث يساهم الفيلم الوثائقي القصير، الذي يصور عائشة المنصوري وابنتها «عوشة»، أثناء استكشافهما الصحراء، وممارسة الصيد بالصقور، بأدبيات وأساليب وطرق ممارسة «الصقارة»، كما يركز الفيلم على «عوشة» كأصغر صقارة في هذه الرحلة الفريدة، متغلبة على كل التحديات.