يزخر العالم الموسيقي بالكثير من الأصوات الاستثنائية، والشخصيات الفنية البارزة. ومن بين تلك الشخصيات المتميزة، تبرز الفنانة الإيرانية كوكوش بأناقتها وعمق أدائها. فمع مسيرة فنية طويلة استمرت لعقود، نجحت كوكوش في إحداث تأثير كبير في عالم الموسيقى العالمية، وأذهلت الجماهير بأغانيها العاطفية والمميزة. وفي الآونة الأخيرة، قدمت حفلة مميزة لها، ضمن حفلات «ليالي السعديات» في أبوظبي، حيث استمتع الجمهور بأدائها الرائع، وأغانيها العاطفية. في حوارنا معها، نعرف أكثر عن مسيرتها الفنية الرائعة.
* للمرة الأولى تحيين حفلاً في أبوظبي.. ما شعورك حول هذه التجربة، وما أكثر ما تتطلعين إليه؟
- أشعر بالكثير من الحنين، لاسيما عند مروري بالطائرة فوق موطني إيران؛ فلطالما شعرت بالألفة في الإمارات العربية المتحدة، وأكثر ما يسعدني هو الجمهور القادم من أنحاء العالم لحضور عروضي، خاصة من بلدي إيران.
* من خلال الموسيقى.. ما الرسالة التي تودين توجيهها إلى جمهورك في الإمارات؟
- أشعر بأنني محظوظة للغاية؛ للتعرف على جماهير وأماكن جديدة لتقديم عروضي، وأنا في سن الـ73 عاماً. لطالما كانت الموسيقى والغناء مصدر إلهام رئيسياً لي، وآمل أن أتمكن من تقديم أداء استثنائي يرضي الجمهور.
* هل هناك فنانون أو موسيقيون بالمنطقة، ترغبين في التعاون معهم مستقبلاً؟
- يتطور عالم الفن بصورة سريعة مع ظهور مواهب مذهلة ومتنوعة باستمرار. لكن، بصراحة، لا يمكنني التفكير في أسماء معينة، لكن يسرني التعاون مع أيٍّ من الفنانين المحليين الموهوبين؛ لنتشارك الإيقاعات والموسيقى المتشابهة.
* هل لديك خطط مستقبلية؛ لخوض تجربة فنية في المنطقة؟
- لطالما كان هناك بعض النقاشات مع فريقي الإداري، حول إمكانية خوض تجربة فنية في المنطقة. وعلى الرغم من أنه لم يتطور شيء بما يكفي ليكون لدينا إعلان رسمي حتى الآن، فإنني متحمسة لاستكشاف فرص جديدة في هذه المنطقة الرائعة والمثيرة. سأواصل العمل مع فريقي؛ وآمل أن تكون لديَّ الفرصة للتفاعل مع الجمهور في هذه المنطقة مرة أخرى.
* قدمت عروضاً في جميع أنحاء العالم.. ما الفرق بين أدائك في أبوظبي وغيرها من الأماكن؟
- كما ذكرت، سابقاً، أشعر في أبوظبي بأنني في موطني، فضلاً عن شغف الجمهور الرائع، الذي يشجعني على تقديم أفضل ما لديَّ.
* بعد مسيرة فنية امتدت لسنوات عدة.. هل تغير أسلوبك في أداء الأغاني والتعامل مع الجمهور؟
- يمكن طرح هذا السؤال على المعجبين، لكن يمكن القول بأن التغيرات التي حدثت على مدى سنوات مسيرتي الفنية كانت طبيعية وعفوية، فلم أشعر بهذه التغيرات بشكل ملموس أثناء تطورها. إلا أنه مع إعلان جولتي الأخيرة، أدركت أنني أصبحت مغنية أكثر اندماجًا مع العواطف في أدائي.
* ما أنواع الموسيقى التي تواصل إلهامكِ وتحفيزكِ؟
- أجد إلهامًا في الكلمات الجديدة، والمعاني العميقة، التي تحملها الأغاني، كما أنني أعشق التوزيع الموسيقي المبتكر، الذي يجمع أصواتاً مختلفة وآلات موسيقية متنوعة. ولديَّ، أيضًا، امتنان كبير للأجيال الجديدة، التي تستمتع بأعمالي الموسيقية، وتتفاعل معها بإشراق وحماس. يشجعني هذا التفاعل الإيجابي، ويجعلني متحمسة للمزيد من التجارب والإبداع في عالم الموسيقى.
* هل تعزز الموسيقى التواصل بين الشعوب المختلفة؟
- أرى أن المرحلة الحالية من حياتنا مليئة بالمخاوف، التي تجبرنا على أن نكون ضعفاء، وأكثر قلقاً وتوتراً تجاه المستقبل. لذا، أتمنى أن تساعد الموسيقى على إدراك فكرة التشابه الكبير بيننا، وتعزز قدرتنا على التواصل معاً بكل سهولة.
* ما نصيحتك التي توجهينها إلى كوكوش الشابة؟
- نصيحتي لكوكوش الشابة، هي: ابقي ملتزمة بمبادئك، ومعتقداتك الفنية، وعند مواجهة المشاكل والتحديات في مسيرتك الفنية، يجب أن تتذكري، دائمًا، أن الحياة قصيرة جدًا؛ فلا تسمحي للضغوط والمواقف الصعبة بأن تؤثر سلبًا في سلامك الداخلي. إن الثقة بالنفس، والاحتفاظ بروح إيجابية، سيكونان دائمًا من أدواتك القوية لتحقيق النجاح، والاستمرار في مسيرتك الفنية الناجحة.
* في سن مبكرة نلت حظاً كبيراً من الشهرة ورافق ذلك مديح وتحديات.. كيف تعاملتِ مع المشهد الاجتماعي والثقافي أثناء صعودك إلى الشهرة؟
- بدأت الغناء مع أبي على المسرح في الثالثة من عمري، وحصلت على الشهرة بشكل تلقائي منذ طفولتي، وتعلّمت كيف أتصرف تحت الأضواء، إلى أن أصبح ذلك جزءاً من شخصيتي. لم أحاول، أبداً، أن أبذل مجهوداً في التعامل مع الشهرة، إذ كنت كوكوش الفنانة والمؤدية الموسيقية منذ طفولتي.
* هل هناك أنشطة مفضلة خارج نطاق الموسيقى؟
- أنا من عشاق السينما بشكل أساسي؛ لأنها كانت جزءًا مهمًا من مسيرتي الفنية، منذ أن كنت في الثامنة من عمري، عندما شاركت في التمثيل. أحب مشاهدة الأفلام، واستكشاف عوالم مختلفة من خلالها. بالإضافة إلى ذلك، أنا أميل إلى قضاء وقت ممتع مع الأطفال، فهم مصدر البهجة والسعادة، وأستمتع بالأوقات الجميلة التي أقضيها معهم.
* ما الذي تودين قوله لمتابعي «زهرة الخليج» وقرائها.. بشكل خاص؟
- استمتعوا بالموسيقى، فهي لغة عالمية، تتجاوز الحدود، وتجمع الناس؛ كما أنها مصدر للإلهام والتأمل، وقادرة على لملمة القلوب والعقول، ولا تقتصر على مكان دون آخر. لذلك، اسمحوا للموسيقى بأن تغمركم، وتمنحكم لحظات جميلة مفعمة بالعواطف. ففي عالم مليء بالضغوط والتحديات، يمكن للموسيقى أن تكون ملاذًا للسعادة والهدوء؛ فاستمتعوا بها، واسمعوها بقلوب مفتوحة، فقد تجدون فيها الإلهام والسرور، اللذين تبحثون عنهما.