يغفل الكثيرون، عند رغبتهم في إنقاص أوزانهم للوصول إلى جسم صحي ورشيق، ممارسة التمارين الرياضية، معتقدين أن اتباع نظام غذائي متوازن يغنيهم عن أي شيء آخر، في سبيل التخلص من الدهون والكيلوغرامات الإضافية في أجسادهم.
وحتى الأشخاص غير المصابين بالسمنة، الذين يتمتعون بأوزان معقولة، يتجاهلون أهمية ممارسة التمارين الرياضية، للحفاظ على صحتهم وطاقتهم ولياقتهم، لذا غالباً نجد المثالين السابقين أمامنا يشكون التعب والألم، في حال بذل أي مجهود إضافي غير روتيني.
ووفقاً لدورية «Neuroscience News» الطبية الأميركية، تؤثر التمارين الرياضية إيجابياً في الوقاية من أمراض القلب، والأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، والسمنة، حيث تحافظ الرياضة بشكل عام على صحة الجسم، وتبث فيه الطاقة، وتساهم في تأخر شيخوخة العقل والجسم معاً.
ويعتبر خبراء الصحة، في موقع «مايو كلينك»، أن الأساليب الصحية للنوم والجلوس وقيادة السيارة وممارسة العمل، جزء مهم من التمارين الرياضية، في حال تم استخدامها بطريقة صحيحة، وهي تقاوم فكرة الخضوع للألم المزمن من خلال القيام بتمارين الإطالة والسباحة والمشي والتأمل واليوغا، والحرص على الوزن وعدم زيادته، وذلك تجنباً لآلام المفاصل التي تؤثر على تركيز الفرد أيضاً.
وليس غريباً، إذا علمنا أن التمارين الرياضية طريق آمن لحياة صحية سليمة، فالرياضة تزيد ثقة الإنسان بنفسه، وتغمره بالسعادة والإثارة والمتعة، وتخرجه من جو الروتين، كما تبعده عن الإصابة بالأمراض التنفسية، ولها دور في انضباط الشخص وسيطرته على ردود فعله، وتخلصه من الطاقة السلبية والقلق والتوتر.
والتمارين الرياضية هي فعل اجتماعي، تساعد على تنشيط العقل، وترفع معدلات الذكاء، كما تقوي الذاكرة وترفع نشاطها وتقوي الملاحظة والتركيز، لذا يشعر الملتزمون بالتمارين الرياضية بقوة الجسد والعقل معاً، كما يضمنون بُعْدَهم عن الأمراض، لسببين: الأول: قدرتهم على مقاومة المرض لتمتعهم ببنية جسدية قوية. والثاني: أن الرياضي يتبع نظاماً غذائياً صحياً، يكسبه توازناً إيجابياً، يعود عليه بالنفع.
كما للتمارين الرياضية تأثير إيجابي على صحة ونفسية وعقل ممارسها، فهي تحسن الحالة المزاجية، كونها تزيد إفراز هرمونات السعادة، مثل: الإندورفين والسيروتونين، التي يمكن أن تساعد في تحسين المزاج، وجعل المرء يشعر بالسعادة، فهي تعزز التفكير الإيجابي، وتزيد الثقة بالنفس، وهي مثالية لتطوير المهارات العقلية، مثل: التركيز والتفكير الإبداعي والتخطيط واتخاذ القرار، وتساهم الرياضة في تعليم الشباب تحمل الضغوط والتحكم في انفعالاتهم، ما يمنحهم حياتهم آثاراً إيجابية شخصياً ومهنياً.