تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة اهتمامها بالنهضة الفنية والسينمائية، في دلالة كبيرة على مدى اتساع التزامها بتطوير صناعة السينما والفنون المرتبطة بها، خاصة بعد التقدم السينمائي، الذي حققته الأعمال الفنية الإماراتية في السنوات الأخيرة، وبروز العديد من الأسماء المهمة في عالم صناعة السينما، مثل: المخرجَيْن راكان وناصر التميمي، والفنان أحمد صالح الشهير بشخصية «ضحي».
وتأكيداً على أهمية تطوير صناعة السينما في الإمارات، رخصت هيئة المعرفة ودائرة الاقتصاد والسياحة في حكومة دبي أول معهد لتعليم فنون السينما في دولة الإمارات. وتم افتتاحه، مؤخراً، كمكان لتأطير دراسة السينما، وتحقيق التقدم والابتكار في هذا المجال على يد مجموعة من صناع السينما، هم: المخرج خالد مهران، ومعه محمد التلاوي، وإنعام التونسي، بهدف منح الطلاب المهتمين بصناعة السينما فرصة تطبيق ما تعلموه في المعهد على أرض الواقع، حيث قام المعهد بالاتفاق مع شركة «كري إيكو للإنتاج الفني» (Cre Eco Production) بالتعاقد مع الطلاب المتخرجين، لمنحهم فرصة إنتاج أعمال سينمائية خاصة بهم، سيتم عرضها في الأسواق المحلية والعالمية، لاكتشاف مواهب جديدة واعدة.
وقال المخرج خالد مهران، في تصريحات صحافية، إن المعهد يتميز بالتعاون مع خبراء ومدربين ذوي خبرة عالمية في مجال السينما، ما يوفر للطلاب فرصة التعلم من أفضل الأساتذة والمخرجين في هذا المجال، كما يشمل المنهج الدراسي للمعهد مجموعة متنوعة من المواضيع، بما في ذلك: تصوير الأفلام، وكتابة السيناريو، وتحرير الفيلم، وتقنيات الإضاءة والصوت، والتمثيل، والإخراج السينمائي، حيث يتم تقديم هذه المواد بأساليب تعليمية مبتكرة ومتطورة؛ لتمكين الطلاب من تطوير مهاراتهم، وإظهار قدراتهم الفنية.
بدوره، أشار التلاوي إلى أن تأسيس معهد للسينما يأتي في ظل النمو السريع، الذي تشهده صناعة السينما العالمية في الإمارات، بعد أن أصبحت الدولة واحدة من أبرز الوجهات السينمائية في العالم، إذ تستقطب إنتاجات عالمية، وتوفر بيئة مشجعة ومثالية للتصوير، وبرزت من هذا الجانب فكرة إنشاء معهد يركز على تعليم فنون السينما العالمية، ما يمكن الموهوبين من الحصول على تدريب متخصص، والتواصل مع خبراء ومحترفين في هذا المجال.
وقالت إنعام التونسي إن المعهد يهدف، أيضاً، إلى تعزيز الروابط بين الصناعة السينمائية في الإمارات والصناعات السينمائية العالمية، من خلال توفير برامج تبادل وورش عمل دولية، ويمكن للطلاب معرفة أحدث التقنيات والاتجاهات في صناعة السينما، وتوسيع شبكاتهم الاحترافية.
ويعد هذا الإنجاز الجديد محطة مهمة في تطور صناعة السينما بالإمارات، ويعكس التزام الحكومة الإماراتية بتشجيع الابتكار، وتوفير الفرص للشباب الموهوبوين في هذا المجال.