يهدف الناس إلى إنقاص أوزانهم، ولا يملون اتباع أنظمة غذائية مختلفة ومتنوعة، يوصي بها خبراء التغذية والرجيم، لكن قلة الخبرة والسعي وراء الهدف الأكبر (إنقاص الوزن)؛ للوصول إلى أجسام رشيقة، قد يجعل معظم الناس يغفلون أن طبيعة أجسامهم تختلف، وأن بعض الأنظمة الغذائية التي تهدف للتخلص من الوزن بأسرع وقت، لها عيوب أبرزها أنها تزيد الوزن في منطقة البطن، ما يجعل بروز الكرش أمراً حتمياً.
التحليل السابق ليس اجتهاداً شخصياً، بل هو نتيجة دراسة بحثية علمية، أشارت إليها صحيفة «الصن»، البريطانية، في تقرير لها، عن دراسة أجراها باحثون بريطانيون، حذروا خلالها من أن الأنظمة الغذائية القاسية، التي يتبعها البعض تؤثر سلباً في عملية التمثيل الغذائي بالجسم، ما يؤدي لاحقاً إلى تخزين الطاقة الفائضة على شكل دهون تبرز في منطقة البطن، بعد تحويل القدر الملائم من الطعام الصحي إلى طاقة.
خبراء الصحة في موقع «مايو كلينك» بينوا أن عملية التمثيل الغذائي تتأثر بالعديد من الأشياء، التي يقوم بها الشخص الراغب في إنقاص وزنه، مثل: النظام الغذائي، وممارسة الرياضة، مشيرين إلى أن عملية خفض السعرات الحرارية يمكن أن تزيد إنتاج هرمون «الكورتيزول»، المسؤول عن التوتر، وهذا الهرمون يساهم بالتأكيد في زيادة الوزن، في حال ارتفاع مستوياته، خاصة في منطقة البطن.
تقول اختصاصية التغذية البريطانية، كريستين ستافريديس، في حديثها لصحيفة «الصن»، إن جسم الإنسان عندما يبدأ اتباع نظام صحي غذائي منخفض السعرات الحرارية، يبدأ بتعلم كيفية الحفاظ على الطاقة وتوزيعها، لكنه عند العودة إلى تناول السعرات الحرارية العالية، يبدأ تخزين الدهون بشكل أكبر كإجراء احترازي، ما يجعل بروز الكرش طبيعياً.
وتحذر اختصاصية التغذية من أن الأنظمة الغذائية الصحية قد تعطل هرمون الجوع في جسم الإنسان، وهي النتيجة ذاتها التي يمكن أن يصل الإنسان إليها في ظل فقدان الوزن السريع.
ويعرف موقع «الطبي» الكرش بأنه تجمع للدهون في منطقة البطن، وتعتبر دهون الكرش ضارة بالصحة بشكل كبير. وتختلف أشكال وأنواع دهون منطقة البطن، بحسب مسببها، ومنها: «كرش التوتر»، حيث تتراكم الدهون عند الأشخاص الذين يمتلكون كرش التوتر، في أعلى منطقة البطن تحت الأضلاع مباشرةً، وقد تتدلى أو تترهل من تلك المنطقة إلى الأسفل، كما أنها قد تبرز أيضاً عند الجلوس، ويسبب هذا النوع من دهون البطن، عادةً، الشعور بضيق التنفس، أو عدم الارتياح، وينتج هذا الكرش عن التوتر وقلة النوم، حيث يؤثر التعب سلبياً في معدلات عمليات الأيض بالجسم، كما يسبب التوتر إفراز هرمون الكورتيزول الذي يحفز تراكم الدهون في منطقة البطن.
وتتراكم الدهون في «الكرش المتدرج» على شكل طبقتين، تكون الأولى في أعلى منطقة البطن، وتكون الأخرى بالقرب من السرة. وينتج هذا النوع، غالباً، عن عادات الطعام غير الصحية، ونمط الحياة الخامل قليل الحركة.