لا شك في أن التحدث بثقة يغير قواعد اللعبة، وينقلكِ من مكانٍ إلى آخر، حيث يمكنكِ التأثير في الناس لرؤية الأشياء من وجهة نظركِ، مع الحفاظ على مستوى من الاحترام والانفتاح.
وبالطبع، إن الأمر لا يتعلق فقط بما تقولينه، ولكن بكيفية قوله، وبالتالي السيطرة على كل من حولكِ بكلماتكِ، وجعلهم يستمعون.
لذا، في حال كنتِ ترغبين في أن تكوني من المتحدثين بثقة، فإليكِ بعض الاستراتيجيات، التي تساعدكِ على تعزيز ثقتكِ بنفسكِ، وتغيير أسلوب التواصل الخاص بكِ.
احتضان قوة التوقف المؤقت:
إن التحدث بثقة لا يتعلق بمدى سرعة التحدث، أو عدد الكلمات التي يمكنكِ قولها في الدقيقة الواحدة، وإنما يتعلق، أيضاً، بالإيقاع والتوقف من حينٍ إلى آخر، ومعرفة أين يمكنكِ الصمت.
هنا، يمكن أن يكون الإيقاف المؤقت أداة قوية في ترسانة أدوات التحدث بثقة، فهو يوفر لحظة تأمل لمستمعيكِ، ما يعطيهم الفرصة لاستيعاب كلماتك وأفكارك.
وتذكري أن الصمت يجعلنا غير مرتاحين، لذا نسارع إلى كسره، ما يجعلنا نتعثر في كلماتنا؛ لأننا في عجلة من أمرنا. وإن احتضان التوقف، واستخدامه بشكل استراتيجي في خطابكِ يساعد على التأكيد على النقاط والأفكار الرئيسية، كما أنه يمنح التشويق، ويلفت الانتباه، ويضيف إيقاعاً لجذب الاستماع.
الممارسة:
إن كثرة ممارسة الأمر تجعلكِ تتقنينه، لذا تدربي كلما استطعتِ على خطاباتكِ أمام المرآة، وسجلي صوتكِ لرصد أي عيوب في الإلقاء، وأيضاً اقرئي الخطاب أمام الأصدقاء للحصول على تعليقاتهم. وبمرور الوقت، ستساعدكِ الممارسة على اكتساب الثقة بقدراتكِ على التحدث، وتعلم كيفية التحكم في أعصابكِ، وتعديل صوتكِ للتركيز، واستخدام لغة الجسد بفاعلية.
إتقان فن رواية القصص:
هل تعلمين أن أدمغتنا مجهزة لسماع القصص، حيث وجد علماء الأعصاب أن سماع قصة ما يمكن أن يغير - في الواقع - الطريقة التي نفكر ونشعر بها.
ورواية القصص لا تقتصر فقط على وقت نوم الأطفال أو الأفلام الرائجة، بل إنها أداة قوية يمكنها أن تجعل خطاباتك أكثر جاذبية واستماعاً وإقناعاً، ويمكن أن يتذكرها الناس. فعندما تروين قصة، تأخذين الجمهور في رحلة معكِ، وتقومين بإنشاء اتصالٍ عاطفي، وجعل رسالتكِ أكثر ارتباطاً. لذا، أتقني فن رواية القصص، وستكونين في طريقكِ لتصبحي متحدثة أكثر إقناعاً وثقة.
الأمر لا يتعلق فقط بالكلمات:
قد تعتقدين أن كونكِ متحدثة واثقة يعتمد على الكلمات التي تستخدمينها، إلا أن هذا جزء فقط من المعادلة، حيث يلعب التواصل غير اللفظي دوراً حاسماً في كيفية إدراك الآخرين لنا ولرسالتنا. وإن أشياء، مثل: لغة الجسد، وتعبيرات الوجه، وحتى كيفية ارتداء الملابس، يمكن أن تؤثر بشكلِ كبير في تصور جمهورنا لنا. على سبيل المثال، الحفاظ على التواصل البصري، يمكن أن يعطي الجمهور انطباعاً بأنكِ واثقة وصادقة، كما يمكن للإيماءات أن تزيد التركيز على كلماتك، وتساعدكِ على التعبير عن أفكاركِ بشكل أكثر فاعلية. وكذلك يمكن للوقوف منتصبة بوضعية جيدة أن يعطيكِ الثقة، حتى لو كنتِ تشعرين بالتوتر من الداخل.
اعرفي جمهورك:
إن فهم من تتحدثين إليهم أمرٌ مهم، إذ يساعدكِ على تشكيل رسالتكِ، ونبرة صوتك، وحتى لغة جسدك، لذا قبل أن تبدئي صياغة خطابكِ، خذي بعض الوقت لفهم جمهوركِ، ومعرفة اهتماماتهم ومشاكلهم، ونوع اللغة التي يستخدمونها، وكلما عرفتِ المزيد عنهم، كلما تمكنتِ من تخصيص خطابكِ؛ ليتردد صداه معهم.
أظهري شغفك:
إحدى أقوى الطرق لإشراك جمهورك، والتحدث بثقة، هي السماح لشغفكِ بالظهور، فعندما تتحدثين عن شيءٍ تهتمين به، سيظهر ذلك حيث تضيء عيناكِ، وتتغير نبرة صوتكِ، ويرتفع مستوى طاقتكِ، ويصبح شغفكِ معدياً، ويلهم الآخرين؛ ليشعروا بالإثارة والحماس نفسيهما، اللذين تشعرين بهما.
لذلك، لا تخافي من إظهار مشاعركِ عندما تتحدثين، وكوني صادقة ومتحمسة، ودعي جمهوركِ يرى حقيقتكِ.