رغم حبكِ القيام بإجازات عائلية، والاستمتاع مع أطفالكِ في الأماكن التي تذهبين إليها، فإنه في كثيرٍ من الأحيان قد ترغبين في بعض الخصوصية والسفر مع زوجكِ وحدكما، حيث تعزز هذه الرحلات الرومانسية الصداقة، وتجلب التقدير لعلاقتكما.
لذا، في حال رغبتِ في القيام بذلك، فقد يتطلب منكِ الأمر بعض التحضير، لاسيما إذا كان أطفالكِ صغاراً.. هنا، نرصد لكِ بعض النصائح.
تحدثي مع أطفالكِ عن خططكِ:
في حال كنتِ أنتِ، وشريكك، تخططان لقضاء إجازة، فمن المهم أن تقولي لأطفالكِ إنكِ تتطلعين إلى قضاء بعض الوقت مع والدهم وحدكما، إذ من الجيد للأطفال أن يروا أن والديهم يقدران علاقتهما، وأنهما يقومان برعايتها لتستمر.
وإذا كنتِ تعتقدين أن أطفالكِ لا ينزعجون من قضاء الوقت مع مقدم الرعاية أو أجدادهم، فلا بأس من إخبارهم بخطتكِ قبل بضعة أيام. أما إذا كنتِ تعتقدين أنهم سيكونون غير سعداء؛ لأنكِ ستذهبين إلى مكان ما من دونهم، أو سيكونون قلقين بشأن الابتعاد عنكِ، فإنه يجب إعدادهم وتهيئتهم قبل ذلك بوقتٍ أطول، لكن من دون أن تثيري القلق في نفوسهم بشأن رحلتكِ الوشيكة.
وتذكري أنه حتى لو بدا الأطفال منزعجين بعض الشيء، فمن الرائع بالنسبة لهم أن يروا والديهم يريدان قضاء بعض الوقت بمفردهما.
ابحثي عن مقدم الرعاية المناسب:
بمجرد أن تحددي الموعد الذي يناسبك، فإن الخطوة التالية هي العثور على شخص جدير بالثقة ومتاح لمراقبة أطفالك، وقد يكون والداك أو أقاربك في المرتبة الأولى بقائمتك.
وتأكدي من أن مقدم الرعاية شخص يشعر أطفالك بالراحة معه. إذ بخلاف ذلك، قد يشعرون بقلق شديد بشأن غيابكِ وذهابكِ؛ لأنهم لن يحصلوا على ما يريدون منه.
وفي حال كنتِ تفكرين في تعيين شخص لا يعرفه أطفالك، فيجب عليكِ تحديد وقت لهذا الشخص؛ ليأتي ويلعب مع الأطفال في وقت مبكر، فقط للتأكد من أنه مناسب.
أما إذا كنتِ ستسافرين خلال العام الدراسي، ولديكِ أطفال في المدرسة، فقد يكون من السهل أن يبقى الأجداد أو مقدم الرعاية في منزلك حتى لا تعطلي روتينهم، سواء كان ذلك يعني أنه يمكنهم اتباع روتين وقت النوم المعتاد بسهولة أكبر، أو أنه يسمح لهم باللعب بألعابهم الخاصة، فعادةً يشعر الأطفال بالتحسن؛ عندما يكونون في بيئة مألوفة.
بلغي الجميع بتوقعاتك:
كوني واضحة بشأن توقعاتك مع أطفالك، وكذلك مع والديك أو أقاربك أو أي شخص تثقين به لمراقبة أطفالك، إذ إن أهم القواعد التي تريدين من شخص ما أن يتبعها هي قضايا السلامة، بما في ذلك الأطعمة التي لا يمكنهم تناولها، وأي عادات أخرى لا تحبذينها.
ومع ذلك، لا بأس أن تتركي بعض السلطة التقديرية لمقدم الرعاية، أي لا تعطيه الكثير من القواعد، ولا تقلقي كثيراً إذا بقي طفلك مستيقظًا بضع دقائق متأخراً عن المعتاد، أو تناول وجبة خفيفة إضافية، فلن يؤذي هذا أطفالكِ على المدى الطويل.
وإلى جانب ذلك، من المهم أن تساعدي مقدم الرعاية، من خلال ترك بعض المعلومات حول روتين أطفالك النموذجي، وأفكار حول كيفية الترفيه عن الجميع، وأن تضعي خططاً للرعاية الطبية في حالة الطوارئ.
ابقي على اتصال:
من الضروري وضع مبادئ توجيهية حول كيفية التواصل مقدماً. على سبيل المثال، قد تقولين إنكِ ستتصلين في وقت النوم للاطمئنان على الجميع، أو يمكنك الطلب من مقدم الرعاية أن يرسل لك رسالة نصية في أوقات معينة، منها: عندما يعود الأطفال إلى المنزل من المدرسة، أو عندما ينتهون من تناول الطعام، أو عندما يكونون في السرير.
ولا حرج، أيضاً، في وضع حدود مع أطفالكِ بشأن الاتصال بالحالات غير الطارئة؛ إذا شعرتِ بأن ذلك سيتعارض مع غرض الرحلة، وهو قضاء الوقت معاً كزوجين.
لا تشعري بالذنب:
تذكري أن الوقت البعيد يساعد أطفالكِ على الحصول على الاستقلالية، لأن ذلك يمنحهم الفرصة للتدرب على العيش دونك. على سبيل المثال، يمكن للأطفال الأصغر سناً أن يتعلموا كيفية التعامل مع قواعد مختلفة قليلاً، كما يسمح للأطفال الأكبر سناً بالتدرب على حل المشكلات بمفردهم، والانسجام مع الآخرين، أي أن غيابكِ سيعلمهم الصبر والتسامح والانضباط الذاتي، ويمنحهم أيضاً فرصة للتدرب على التعامل مع المشاعر غير المريحة دونك.
ومن المهم، بالقدر نفسه، أن يقضي الآباء وقتاً معاً دون الأطفال، إذ يحتاج الآباء إلى الرعاية الذاتية، كما يحتاجون أيضاً إلى رعاية العلاقات.