في الآونة الأخيرة، حظي شاي الفقاعات، وهو مشروب تايواني عصري، بشعبية كبيرة، وبات من المشروبات المفضلة لدى الكثيرين، إذ إنه مشروبٌ ممتع.
لكن مع المخاوف بشأن السكر المضاف، ومستويات الكافيين، وسلامة الجهاز الهضمي.. هل يجب على أطفالكِ أن يشربوا منه، أم أن يبتعدوا عنه؟.. إذ إنه من المهم معرفة ماذا يوجد داخل كوب من هذا الشاي قبل تناوله.
ما شاي الفقاعات؟
يتكون هذا الشاي، عادةً، من مغرفة من لآلئ التابيوكا، أو كرات مطاطية سوداء، مصنوعة من جذر الكسافا النشوي، توضع في قاع الكوب، ثم يُسكب الشاي البارد فوقها، ويخلط مع أشياء، مثل: الحليب أو الفاكهة أو المنكهات الأخرى، ويتم تقديمه بقشة واسعة، حتى يتمكن الشخص من امتصاص اللآلئ، ومضغها أثناء شربه الشاي.
وقد تم ابتكار هذا الشاي بالأصل في تايوان خلال الثمانينات، رغم أن الأصول الدقيقة له لاتزال محل خلاف إلى حد ما، والآن اكتسب قوة جذب كبيرة، وازدادت شعبيته في جميع أنحاء العالم.
يأتي هذا الشاي بعشرات الألوان الزاهية، والنكهات الممتعة، مثل: الباشن فروت، والكراميل، وله العديد من المحبين.
ما القيمة الغذائية لشاي الفقاعات؟
يحتوي شاي الفقاعات على بعض المكونات الطبيعية، مثل التابيوكا، إلا أن المكونات الغذائية الموجودة فيه بشكلٍ عام ليست مثالية. على سبيل المثال، وجد الباحثون أن حصة 16 أونصة من المشروب تحتوي عادةً على حوالي 300 سعرة حرارية، وقد تحتوي الأحجام الكبيرة من أكواب شاي الفقاعات على أكثر من 500 سعرة حرارية، أي حوالي ثلث ما يحتاج إليه الطفل الصغير في اليوم.
كما يمكن أن يحتوي شاي الفقاعات، أيضاً، على الكثير من السكر المضاف، إذ وجد أن حصة 16 أونصة تحتوي على ما يقارب الـ38 غرامًا من السكر، لكن هذه الكمية ستختلف أيضاً بناءً على النكهات، والمواد المضافة المختارة.
وهذا أمر مثير للقلق؛ لأن الأطفال بعمر عامين فما فوق، عليهم استهلاك أقل من 25 غراماً من السكر المضاف يومياً، ويجب على الأطفال الأقل من عامين تجنب السكر المضاف تماماً.
ووفقاً لخبراء الصحة، فإن الأطفال الذين يشربون أكثر من 10% من سعراتهم الحرارية اليومية من السكريات المضافة، هم أكثر عرضة لمستويات غير طبيعية من الكوليسترول، بما في ذلك: ارتفاع الكوليسترول الضار (LDL)، وارتفاع الدهون الثلاثية، وانخفاض الكوليسترول (HDL) الواقي للقلب، إلى جانب أنهم قد يعانون خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
علاوة على ذلك، وُجد أن الشاي بالحليب، على الطريقة التايوانية، يحتوي في المتوسط على 130 ملغ من الكافيين لكل حصة، في حين أنه يجب ألا يستهلك المراهقون أكثر من 100 ملغ من الكافيين يومياً، فالكثير من الكافيين يسبب القلق، والصداع، وتقلب المزاج، واضطراب المعدة، واضطراب النوم، وعدم انتظام ضربات القلب، وغيرها من الآثار الصحية السلبية.
بعد كل هذا.. هل شاي الفقاعات آمن للأطفال؟
تم ربط شاي الفقاعات بالعديد من المخاوف الصحية المختلفة. على سبيل المثال، ذكر أحد التقارير الإخبارية أن مراهقة صينية، تبلغ من العمر 14 عاماً، كانت تعاني آلاماً في المعدة والإمساك، وعند تصوير مكان الألم وجد الأطباء أن لديها أكثر من 100 «لؤلؤة» من التابيوكا غير المهضومة في جهازها الهضمي، ما يعني أنها شربت كمياتٍ كبيرة جداً، أدت إلى ذلك، لذا لا بد من الاستخدام المعتدل.
وفي كثيرٍ من الأحيان، قالت الشائعات عبر الإنترنت: إن شاي الفقاعات مرتبط بالسرطان، وهو ما لم يثبت حتى الآن، إذ إنه من غير المحتمل أن تحتوي لآلئ التابيوكا على مواد مسرطنة، أو مواد يمكن أن تسبب السرطان.
وسببٌ آخر للقلق هو الاختناق، إذ قد يكون من الصعب على الأطفال الصغار ابتلاع كرات التابيوكا المطاطية (التي يبلغ قطرها عادة بين 10و 15 ملم) بشكل صحيح، وقد يعاني الأطفال دون سن 4 سنوات خطر استنشاق اللؤلؤ عن طريق الخطأ إلى الرئتين.
هل لايزال من الممكن الاستمتاع بشاي الفقاعات بأمان؟
الإجابة: (نعم)، حيث يعد شاي الفقاعات آمنًا للاستهلاك؛ إذا تم الاستمتاع به باعتدال، أي أن كوباً من حين إلى آخر مناسب للأطفال والمراهقين.
ولجعله أكثر صحة، يمكنكِ إعداده في المنزل والتحكم في ما يدخل فيه من مكونات باستخدام الشاي المنزوع الكافيين، ولآلئ التابيوكا المحلية الصنع، أو التي يتم شراؤها من المتجر، واختيار الحليب المناسب، وكمية التحلية المناسبة، كما يمكن للوالدين اللذين يشتريان المشروب من متجر شاي الفقاعات، أن يطلبا أن يكون أقل حلاوة، وأن يختارا الحجم الأكواب الأصغر.