تؤمن رائدة الأعمال، نجلاء الشامسي، بأهمية الأفكار الإبداعية في المشروعات والأعمال كافة، وذلك بما يواكب التطور الهائل، الذي حققته دولة الإمارات في القطاع الاقتصادي، ما قادها إلى إطلاق مشروعها التجاري في مجال المعاملات الحكومية، وتنفيذه بفكرة مبتكرة، من خلال افتتاح مقهى يتيح للعملاء التقديم على الخدمات الحكومية من مقاعدهم، وهم يستمتعون بأوقاتهم، بكل أريحية ويسر، وفق أحدث تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتاحة، التي توفر الممكنات الذكية والحديثة كافة لخدمة المتعاملين، في أجواء مغايرة، تستهوي العملاء، وتحقق أعلى درجات الرضا، وتلبي احتياجات المستثمرين ورجال الأعمال من الرخص التجارية، وغيرها.. «زهرة الخليج» التقت نجلاء الشامسي؛ للتحدث عن تجربتها الثرية، وكيف بدأت، وإلى أين وصلت، وأبرز نصائحها لرواد الأعمال الجدد:
كيف دخلتِ مجال ريادة الأعمال؟
بدأ شغفي بمجال ريادة الأعمال عام 2014، فقد كان لديَّ إيمان بقيمة وأهمية التضحية والمثابرة؛ للوصول إلى الهدف. أومن بقوة السعي، وقيمة الشعور بالامتنان، لأي تجربة يعيشها الإنسان، وأعتبر مشروعي انعكاساً للشغف الذي يملأ وجداني؛ لتحقيق النجاح في طريق صعب مملوء بالصعود والهبوط، وواجهت خلاله الكثير من التحديات بسبب المنافسة والابتكار، لكنني تخطيتها بفضل الله، وأيضاً قوة الإصرار.
دعم.. وتشجيع
ما الخطوات التي اتخذتها؛ لبدء مشروعك الأول؟
بدأت مسيرتي من خلال التعامل مع دائرة السياحة والاقتصاد بدبي، حيث استقبلني العاملون هناك بشكل رائع، وقدموا إليَّ وسائل الدعم كافة، انطلاقاً من رؤيتهم بأهمية دعم رواد الأعمال في المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وفقاً لأفضل الممارسات العالمية، إذ تسهم مثل هذه المبادرات في ترسيخ مكانة دولة الإمارات مركزاً لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة على الصعد كافة، فلهم كل التقدير والامتنان، وكذلك لمؤسسة محمد بن راشد لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
لماذا اخترت مجال المعاملات الحكومية؛ لانطلاق مسيرتك في ريادة الأعمال؟
قبل سنوات عدة، كنت في مركز للمعاملات الحكومية، وبينما كنت أنتظر دوري، ظل يجول بخاطري تصور لو كان هذا المكان مجهزاً بمقهى، تُجرى فيه التعاملات والاستفسارات للعملاء من مقاعدهم بأريحية. من هنا، خطر ببالي تطبيق هذه الفكرة بطريقة جديدة، تعكس صورة الدولة، وتظهر للعالم تفوقها في تقديم الخدمات والمعاملات الحكومية، إذ إنها تعد فكرة فريدة ومختلفة، حيث يمكن للعملاء الاستمتاع بتجربة متميزة، تختلف عن الروتين المتعارف عليه في إنجاز المعاملات، والتواصل مع مجموعة متنوعة من الأشخاص، بمن في ذلك المستثمرون.
كيف تمكنتِ من تنفيذ هذا المشروع؟
عندما خطرت ببالي فكرة المشروع، أدركت أنني بحاجة إلى فهم أعمق للإجراءات، واكتساب خبرة واسعة بهذا المجال، لذلك عملت في أحد هذه المراكز، وبدأت فيه موظفة تقديم خدمة، وتنقلت بين إدارات مختلفة في المركز، ما ساعدني على اكتساب هذه الخبرة الواسعة، التي ساعدتني في تنفيذ فكرتي بنجاح.
سعادة أسرتي
خلال مسيرتك في ريادة الأعمال حققتِ إنجازات عدة.. ما سر تميزك، وريادتك في هذا المجال؟
سر تميزي يكمن في إعطاء المركز جلَّ وقتي لإدارته بالشكل الأمثل، إذ إنني طبقت فيه التقنيات الحديثة كافة؛ لتسهيل تقديم الخدمات، وقمت بالإدارة والإشراف والاطلاع المباشر على الاقتراحات، ومتطلبات العملاء، وتقديم أفضل الخدمات إلى رجال الأعمال والمستثمرين، باستخدام أحدث أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتوفير الممكنات الذكية والحديثة طافة؛ لخدمة المتعاملين.
مع توسع مشروعك.. كيف تمكنتِ من تأسيس مشروعين آخرين بالكفاءة والتميز نفسيهما؟
بعد نجاح مشروعي الأول «دي اي دي كافيه»، اكتسبت خبرة بإنجاز المعاملات الحكومية، ومتطلبات سوق العمل للمستثمرين، فقد كان تجربة قيمة في هذا المجال، ما جعلني أشعر بالحماس لإكمال بقية الخدمات للمستثمرين، وهنا يسعدني أن أتقدم بالشكر إلى الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي، وبشكل خاص مديرها العام، سعادة الفريق محمد أحمد المري، وفريق عمله، على الدعم وإتاحة المجال لي لتقديم هذه الخدمات، وإطلاق مشروع صالة «آمر». بعد ذلك، قمت بتأسيس مشروع مركز «بزنس لاونج» في «ون سنترال»، والذي يضم كل خدمات المستثمرين في صالة واحدة، تبدأ من وجود استشاريين في خدمات رجال الأعمال، وحتى إصدار الرخصة، وخدمات «آمر»، والخدمات كافة المتعلقة بالمشاريع، وذلك بتطبيق أحدث التقنيات، لمواكبة التوسع الاقتصادي للإمارات، وتماشياً مع أهداف الأجندة الاقتصادية.
كيف تمكنت من تحقيق التوازن بين حياتك العملية والأسرية؟
لم يكن الأمر سهلاً، إذ إنني أم لثلاثة أبناء، وكل واحد منهم يحتاج إلى رعاية واهتمام، ولكوني من الأشخاص الذين يقدرون الأسرة، ولست من النوع الذي يركز على الحياة العملية فقط، فقد حرصت على أن يكون لديَّ جدول زمني منسق، يوازن بين عملي، وسعادة عائلتي.
نصيحة للشباب
ما طموحاتك المستقبلية؟
تعلمنا من قادتنا أن الطموح لا يعرف الحدود، لذلك نعمل جاهدين للاستمرار في تقديم الأفكار وتنفيذها، بدعم من قادتنا وحكومتنا، وبالتعاون مع الإدارات والجهات الحكومية كافة، التي من خلال دعمها يتم تنفيذ جميع الأفكار الإبداعية، والمبادرات التي تخدم الدولة، وتعكس تقدمها بطريقة راقية ومتطورة، وتسهم في تقديم صورة استثنائية عن الإمارات.
من خلال تجربتك.. ما نصائحك للشباب المقبلين على مجال ريادة الأعمال؛ ليتمكنوا من النجاح؟
أنصح الشباب المهتمين بريادة الأعمال بطرح أفكار إبداعية ومتميزة، وجعل التحديات فرصاً للتعلم والتطوير، والصبر على نجاح المشروع، وبناء فريق متميز، وتوجيه جهودهم نحو حلول تلبي احتياجات سوق العمل.
من ملهمك في الحياة؟
ملهمي هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إذ كانت مقولة سموه: «لا مستحيل مع الإصرار، ولا مستحيل مع الإيمان، ولا مستحيل مع الحياة»، مصدر إلهام كبيراً بحياتي، فضلاً عن رعاية سموه غير المحدودة، وثقته بالمرأة الإماراتية؛ حتى تمكنت من تحقيق طموحاتها في التنمية، والمساهمة في بناء الوطن بالمجالات كافة.. كل هذا كان كفيلاً بإصراري على الوصول إلى هدفي، وتحقيق تلك النجاحات.