قد تكونين في جلسة مع صديقاتك، لكنك تلحظين أن إحداهن تبالغ في التعبير عن مشاعرها، سواء في الضحك أو البكاء، وقد تظنين أنها تستعرض ذلك بهدف لفت الانتباه إليها، لكنها في الحقيقة هي مصابة بما يسمى «متلازمة التأثير البصلي الكاذب»!
هذه المتلازمة حالة تتسم بنوبات مفاجئة من الضحك أو البكاء، تأتي على شكل مبالغ في تقدير الموقف، ولا يمكن السيطرة عليها، وغالباً لا تكون ملائمة أو مساوية لحجم الموقف، ويقوم بها الأشخاص المصابون بأمراض عصبية، تؤثر في تحكم المخ بعواطفهم.
وتعد المبالغة في التعبير عن العاطفة، سواء عن طريق الضحك أو البكاء، إشارة إلى الإصابة بمتلازمة «التأثير البصلي الكاذب»، بحسب الدكتور فرانك لونغو، أستاذ علم الأعصاب في جامعة ستانفورد للطب بالولايات المتحدة الأميركية، الذي أشار في حديثه لصحيفة «واشنطن بوست»، الأميركية، إلى أن المتلازمة تطلق عليها، أيضاً، مسميات أخرى، مثل: الضحك أو البكاء المرضي، واضطراب التعبير اللاإرادي، والضحك أو البكاء القهري، والسلس العاطفي.
مرض نفسي:
تؤثر متلازمة «التأثير البصلي الكاذب» في مجموعات مختلفة من الناس، منهم الأطفال أيضاً، والنساء بشكل كبير، حيث تؤثر في 50% من المصابين بمرض «التصلب الجانبي الضموري»، وبنفس النسبة في المصابين بأمراض الدماغ المختلفة، وكذلك المصابين بأمراض «التصلب المتعدد».
وقد يصنف البعض متلازمة «التأثير البصلي الكاذب» ضمن الأمراض النفسية، باعتبار أن التغيرات العاطفية الملحوظة من ضحك أو بكاء ترتبط بالمزاج، إلا أن الدكتور فرانك يفضل تصنيفها كمتلازمة نفسية عصبية، أو حالة دماغية لها تعبير عاطفي مختلٌّ وغير سليم.
ولم يتم التوصل حتى الآن لسبب دقيق ومباشر للإصابة بهذه المتلازمة، لكن يمكن أن تحدث بسبب تعطل المسارات العصبية في الدماغ، المرتبطة بالتعبير العاطفي، حيث تؤثر المتلازمة في مناطق الدماغ المختلفة على طول المسار المخيخي، ويلعب جزء من هذا المسار دوراً رئيسياً في مراقبة الاستجابات العاطفية، والتأكد من أنها مناسبة للوضع الاجتماعي.
أنواع العلاج:
يشير أطباء موقع «مايو كلينك»، الطبي، إلى أن الهدف من خضوع المصاب بمتلازمة التأثير البصلي الانفعالي، هو تقليل شدة الانفعالات العاطفية، والتخلص من المبالغة المصاحبة لها، من خلال خيارات علاجية عدة، حيث يحدد الطبيب العلاج الأمثل، واضعاً في الاعتبار الآثار الجانبية المحتملة للأدوية، التي يتم تناولها للحالات الأخرى، التي يعانيها مريض المتلازمة.
ومن أشكال العلاج تناول مضادات الاكتئاب، التي تساعد على تخفيف ردة الفعل على الموقف، حيث توصف هذه المضادات، عادة، لعلاج عدم الثبات الانفعالي، بجرعات أقل من تلك المستخدمة لعلاج الاكتئاب.
ويمكن استخدام دواء «هيدروبروميد الديكستروميتورفان»، وهو الوحيد المصرح به من قبل إدارة المواد الغذائية والعقاقير الأميركية، الذي تم تصميمه خصيصاً لعلاج «عدم الثبات الانفعالي». كما يمكن أن يساعد اختصاصي العلاج على تطوير طرق عدة لاستكمال المهام اليومية، رغم «عدم الثبات الانفعالي»، الذي يعانيه المصابون بمتلازمة «التأثير البصلي الكاذب».