تُعد الأزياء جزءاً مهماً من صناعة أي فيلم أو عمل درامي، فمن خلالها يمكن الإشارة إلى الزمن الذي تدور فيه الأحداث، كما أنها تحكي الكثير عن الشخصيات، ويمكن توظيفها درامياً لتوجيه المشاهدين إلى بعض الأمور والدلالات الخفية.
وسواء كان الأمر يتعلق بموهبة المخرج في التقاط صورة ظلية لزيٍّ ما على الشاشة، أو المساهمات التي قدمها مصممو الأزياء إلى عالم الأفلام على مر السنوات، فقد خلقت هذه العلاقة الوطيدة بين الموضة والأفلام بعضاً من أكثر اللحظات التي لا تنسى.
وفي حال كنت من محبي هذه العلاقة، وترغبين في مشاهدة بعض الأفلام، التي تتحدث عن صناعة الموضة، أو توفر بعض اللحظات الأيقونية لأزياء مختلفة، فإننا نرصد لكِ عدداً من الأفلام الأكثر شهرة حول الأزياء.
«وجه مضحك» (Funny Face).. 1957:
في هذا الفيلم الكوميدي الرومانسي، تلعب أودري هيبورن دور «جو ستوكتون»، المساعدة الخجولة في مكتبة مدينة نيويورك، التي تحلم بدراسة الفلسفة في باريس.
وتتمكن «جو» من تحقيق تطلعاتها عن طريق وسائل غير محتملة، بعدما أصبحت مصدر إلهام لمصور الأزياء الشهير «ديك أفيري»، الذي يلعب دوره النجم فريد أستير.
ونظراً لذلك، فإن هذا الفيلم مليء بالقطع الباريسية الرائعة، والإيقاعات الموسيقية المذهلة، التي ألفها جورج وإيرا غيرشوين، وكذلك الفساتين الرائعة التي أبدعتها مصممة الأزياء الأسطورية إديث هيد، وأيضاً هوبرت دي جيفنشي المصمم المفضل لدى هيبورن.
«الشيطان يرتدي برادا» (The Devil Wears Prada).. 2006:
رغم وجود عدد من الأفلام التي تسلط الضوء على عالم وسائل الإعلام الخاص بالموضة، فإن القليل من الأفلام حقق نجاحاً، مثل هذا الفيلم من بطولة ميريل ستريب في دور «ميراندا بريستلي»، رئيسة تحرير مجلة «رانواي»، وهي شخصية قاسية وحادة، وتعد أقوى امرأة في مجال الأزياء والموضة.
وفي أحداث الفيلم، يقع الاختيار على «آندي ساتسز» (آن هاثاواي)، التي تعد أميّة في الموضة، لتكون مساعدة «ميراندا»، وتجد نفسها جاهلة بعالم الأزياء، وتدرك أن وظيفتها تتطلب الكثير من العزيمة والإصرار، إذ عليها معرفة الفروق البسيطة بين منتجات بيوت الأزياء، وارتداء أرقى خطوط الموضة من الرأس إلى أخمص القدمين، وتحاول تغيير شكلها، وتكتشف الجوانب المظلمة في هذا المجال.
يقدم هذا الفيلم نظرة ثاقبة، ولو مضحكة للغاية، حول الطبيعة المهووسة لأولئك الذين يعملون بمجال الموضة.
«كوكو قبل شانيل» (Coco Before Chanel).. 2009:
في حال كنت تبحثين عن جرعة من تاريخ الموضة، فإن أداء النجمة أودري توتو الرائع في دور «كوكو شانيل»، خلال سنواتها الأولى كخياطة، قبل أن تؤسس دار الأزياء الخاصة بها، بمساعدة التصوير السينمائي الأنيق والإخراج الفني، ولحظات الأسلوب المذهلة التي قدمتها مصممة الأزياء الفرنسية كاثرين ليتيرييه، هو أفضل ما يناسبك. فهذا الفيلم سيرة ذاتية للأزياء النادرة، ويقدم نظرة مؤثرة على العالم الداخلي للمصممة كوكو شانيل.
«شيطان النيون» (The Neon Demon).. 2016:
رغم أن هذا الفيلم يُصنف على أنه فيلم رعب نفسي للمخرج نيكولاس ويندينج ريفن، فإنه يقدم الكثير من الأزياء اللافتة للنظر أيضاً، إذ سرعان ما تنجرف عارضة الأزياء الشابة «جيسي»، التي تلعب دورها إيل فانينغ، إلى الجزء السفلي المظلم من ذلك العالم أثناء صعودها للقمة، وفي رحلتها تقابل العديد من الإغراءات والاستغلالات، بالإضافة إلى غيرة منافساتها، وكذلك تقع ضحية تسلسل نهائي مرعب من الأحداث.
«خيط الشبح» (Phantom Thread).. 2017:
قليلة هي الأفلام التي تصور الطبيعة المهووسة والدقيقة للأزياء الراقية ببراعة، مثل هذا الفيلم للمخرج بول توماس أندرسون، الذي يرسم العلاقة بين مصمم المجتمع الراقي ريجينالد وودكوك، وامرأة شابة يلتقيها في أحد المطاعم، على شاطئ البحر، فتصبح ملهمته.
ويقدم الفيلم نظرةً على عالم أزياء ما بعد الحرب، لاسيما حقبة الخمسينات، ورغم أنها قصة خيالية منسوجة بشكل جميل، فإنها تبدو في النهاية أقرب إلى الكابوس.
«كرويلا» (Cruella).. 2021:
يروي هذا الفيلم، الذي أنتجته «ديزني»، القصة الأصلية للشريرة «كورلا دي فيل»، التي ابتكرتها الكاتبة ودي سميث، وظهرت في روايتها «مئة مرقش ومرقش» (One Hundred and One Dalmatians). تدور أحداث الفيلم خلال السبعينات في لندن، وينقل لنا تفاصيل حياة «كورلا»، وطفولتها، قبل أن تتحول إلى السيدة الشريرة في فيلم الرسوم المتحركة «101 مرقش»، حيث سنرى العوامل التي أدت إلى هذا التحول. وقد تكون الأزياء في هذا الفيلم غير تاريخية، لكن الغرور والإفراط في الموضة هما ما يميزانه.
«بيت غوتشي» (House of Gucci).. 2021:
استنادًا إلى قصة حقيقية، يتتبع الفيلم «باتريسيا ريجياني» أثناء زواجها من عائلة غوتشي، إذ يبدأ طموحها بسلسلة من ردود الفعل، من الخيانة، والانتقام، والقتل.
والفيلم مليء بالأزياء المبهرة والدراما العائلية. بالإضافة إلى ذلك، إن إعادة الرواية الدرامية لحكاية إمبراطورية الموضة الإيطالية تضم نجومًا، مثل: ليدي غاغا، وآدم درايفر، وآل باتشينو.