الإنسان بطبعه كائن اجتماعي، يسعى للتواصل مع الآخرين، سواء في محيطه العائلي أو العملي، فالحياة عبارة عن تجربة عيش متكاملة الأركان، يستحيل أن يعيشها الشخص بمفرده، مهما كانت إمكانياته ومهاراتها وانشغالاته اليومية، فلا بد له من وسط اجتماعي، يمارس فيه إنسانيته مع عائلته وأصدقائه.

  • تغلبي على الشعور بالوحدة.. بهذه الطريقة

ورغم ذلك، فقد يشعر الإنسان بالوحدة، في حال لم يجد رفيقاً يشاركه اهتماماته، فالحياة قائمة على مبدأ المشاركة، وهو ما يوضحه «مركز ثرايف للصحة النفسية»، الذي يتخذ من إمارة دبي مقراً له، حيث يبين في تقرير له أن الرجال والنساء يعانون بنفس القدر الشعور بالوحدة، الذي يحدث بسبب عوامل عدة، منها: انخراط الأشخاص بأعمالهم لأوقات طويلة، ما يصعب عليهم التواصل الإنساني مع محيطهم، أو خروجهم من علاقة عاطفية فاشلة، أو آثار النشأة والتربية العائلية التي تجعلهم يميلون للانعزال والعزلة، ما يجعل الفرد يدور في دائرة مفرغة من الأشخاص.

ولمواجهة الشعور بالوحدة، والتغلب على هذه العزلة، سواء كنت في مجتمعك، أو عند الانتقال إلى مجتمع جديد، بحكم ظروف العمل، يجب أولاً التحلي بالطاقة الإيجابية والانفتاح على الآخرين، وعدم أخذ موقف مسبق منهم قبل التعامل معهم، مع ترك مساحة شخصية لك مخفية عن الجميع. من هنا، يمكن الاستمتاع بالوقت من خلال القراءة، أو ممارسة بعض التمارين الرياضية، أو مشاهدة الأفلام، أو التنزه في الطبيعة، والبحث عن مجموعات تقوم بنفس الاهتمامات، والتفاعل معها.

  • التواصل مع 3 أشخاص

القاعدة الثلاثية:

ولكسر جمود العلاقات الاجتماعية، التي قد تخجلين من تكوينها، عليك اتباع قاعدة «ثلاثة توقعات». تقوم هذه القاعدة على التواصل مع ثلاثة أشخاص، لا تربطك بهم حالياً علاقة مستمرة أو صداقة. على سبيل المثال، يمكن الاتصال بصديقة قديمة منذ أيام الدراسة، وزميلة في العمل، إضافة إلى شخص ما التقيت معه في مناسبة عامة، والهدف هو تشكيل قاعدة معارف جديدة، دون توقع الكثير من وراء هذه التجربة، التي قد تلقى قبولاً من الطرف الآخر، أو لا يتم التجاوب معك لأسباب عدة.

  • الثقة بالنفس

الثقة بالنفس:

ومن الضروري أن يثق الإنسان بنفسه أولاً، قبل أن يبحث عن الثقة لدى الآخرين، بمعنى أن الشخص الذي يشعر بالوحدة عليه أن يقرر فعلاً أن يتخلص من المشاعر السلبية، والإحباط، وعدم الثقة بالآخرين، ولا بأس من الحذر عند التعامل مع الآخرين في البداية. لكن، من المهم تعزيز الثقة بالنفس، والتوقف عن لومها، وإدراك أن الشعور بالوحدة لا يعني أنك وحيدة، بل يمكن أن تكوني محط أنظار الآخرين، لكن بسبب تطرفك الزائد، والرغبة في الابتعاد عمن حولك، توحين للمحيطين بك بعدم رغبتك في التواصل.

واللافت أن باحثين بريطانيين، من جامعة كامبريدج، وجدوا أن الشعور بالوحدة لثماني ساعات، يعادل الشعور بالجوع لنفس الفترة الزمنية، بناءً على دراسة أجروها على مجموعة من الطلاب البالغين، كما وجدوا أن الشعور بالوحدة والإحساس بالجوع لهما ذات النتيجة، وهي انخفاض الطاقة، وزيادة التعب.