أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، حيث تربطنا بالأصدقاء والعائلة والعالم بأسره. ورغم فوائدها، فإن هناك أوقاتاً تصبح فيها هذه الوسائل ضارة برفاهيتنا، ما يستدعي الحصول على استراحة من هذه الوسائل، لذلك نذكر هنا بعض العلامات، التي تدل على ضرورة الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي.

  • 8 علامات تؤكد حاجتك إلى استراحة من «السوشيال ميديا»

8 علامات تؤكد حاجتكِ إلى استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي:

1. الشعور بالمقارنات المستمرة:

إحدى العلامات الدالة على حاجتك إلى استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي، تكون عندما تجدين نفسكِ باستمرار في مقارنة مع الآخرين، إذ يمكن أن يؤدي التمرير عبر المنصات إلى الشعور بعدم الكفاءة، وعدم الرضا عن حياتكِ. ويمكن أن يكون لهذه المقارنة المستمرة تأثير سلبي على احترامك لذاتك وصحتك العقلية بشكل عام. ويتيح لك أخذ استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي التركيز على رحلتك الخاصة، وتقدير تفرد تجاربك دون الضغط المستمر للارتقاء إلى مستوى الآخرين.

2. انخفاض الإنتاجية:

إذا لاحظت انخفاضاً في مستويات إنتاجيتك، فقد يكون ذلك علامة على أن وسائل التواصل الاجتماعي تستهلك الكثير من وقتك، ويمكن أن يكون التحقق المستمر من الإشعارات، والضياع في البث اللامتناهي، مصدر إلهاء كبيراً، ما يعيق قدرتك على التركيز على المهام المهمة.

ويمكن أن يؤدي هذا إلى التسويف، وتفويت المواعيد النهائية، والشعور العام بعدم الإنتاجية. لكن من خلال أخذ استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي، يمكنك استعادة وقتك، وإعادة توجيه طاقتك نحو الأنشطة التي تهمك، ما يتيح لك أن تكوني أكثر إنتاجية، ولتحققي أهدافك.

  • علاقات الحياة الواقعية المهملة

3. زيادة القلق والتوتر:

يمكن أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي أرضاً خصبة لمشاعر القلق والتوتر، والضغط من أجل البقاء على اتصال دائم، ومواكبة أحدث الاتجاهات، وهذا الأمر يؤثر سلباً في صحتك العقلية، فالخوف من تفويت الفرصة المعروف باسم (FOMO)، والحاجة المستمرة للتحقق من الصحة، يبعثان شعوراً بالقلق والتوتر. علاوة على ذلك، إن التعرض للأخبار السلبية، والصراعات عبر الإنترنت، والتسلط عبر الإنترنت، تساهم بشكل أكبر في زيادة مستويات التوتر.

لهذا، يوفر أخذ استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي فترة راحة تشتد الحاجة إليها من هذا القصف المستمر للمعلومات، ويسمح لك بالتركيز على الأنشطة التي تعزز الاسترخاء، والرعاية الذاتية.

4. علاقات الحياة الواقعية المهملة:

عندما تبدأ وسائل التواصل الاجتماعي في أخذ الأسبقية على علاقاتك في الحياة الواقعية، فهذه علامة واضحة على أنك بحاجة إلى فترة راحة، ويمكن أن يؤدي قضاء فترات طويلة من الوقت في تصفح القصص القصيرة، بدلاً من التفاعل مع أحبائك، إلى الشعور بالعزلة والانفصال.

ولا يمكن للطبيعة السطحية للتفاعلات عبر الإنترنت أن تحل محل عمق وحميمية الاتصالات وجهاً لوجه، لذا يمكّنك أخذ استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي من إعطاء الأولوية لرعاية، وتعزيز علاقاتك في الحياة الواقعية، وتعزيز اتصالات أعمق، وإنشاء ذكريات ذات معنى.

  • صعوبة الاسترخاء قبل النوم

5. اضطرابات النوم:

قد يؤدي استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، في وقت متأخر من الليل، إلى تعطيل أنماط نومك. ويتداخل الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات مع إنتاج الميلاتونين، وهو الهرمون الذي ينظم النوم، بالإضافة إلى أن التحفيز المستمر الناتج عن التمرير عبر القصص القصيرة، والتفاعل مع المحتوى عبر الإنترنت، يجعل من الصعب عليك الاسترخاء قبل النوم، وهذا يؤدي إلى اضطرابات في النوم، مثل: صعوبة النوم، أو البقاء نائمة طوال النهار. ومن خلال أخذ استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة قبل النوم، يمكنك توفير بيئة أكثر ملاءمة لنوم جيد، ما يسمح لجسمك وعقلك بالراحة والتجديد.

6. غياب الخصوصية:

مع وسائل التواصل الاجتماعي، من السهل الإفراط في مشاركة خصوصيتك، والتنازل عنها. إذا كنت تشعرين، باستمرار، بالحاجة إلى توثيق كل جانب من جوانب حياتك، أو تجدين أن خصوصيتك تتعرض للانتهاك، فهذا مؤشر واضح إلى أنك بحاجة إلى الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي لفترة من الوقت، بالإضافة إلى أن الإفراط في مشاركة المعلومات الشخصية يجعلك عرضة للتهديدات السيبرانية، وسرقة الهوية، وانتهاك الخصوصية. من خلال أخذ استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي، تضعين حدوداً صحية، وتستعيدين السيطرة على معلوماتك الشخصية، ما يضمن خصوصيتك وأمانك.

  • 8 علامات تؤكد حاجتك إلى استراحة من «السوشيال ميديا»

7. الهروب من مشاكل الحياة الحقيقية:

يعد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للهروب من مشاكل الحياة الواقعية علامة شائعة على أنك بحاجة إلى فترة راحة، فبدلاً من مواجهة المشكلات ومعالجتها، قد تجدين نفسك تتصفحين حسابات مواقع التواصل الاجتماعي بلا وعي؛ لتجنب التعامل مع الواقع.

وفي حين أن وسائل التواصل الاجتماعي توفر عوامل تشتيت مؤقتة، إلا أنها ليست بديلاً لمعالجة تحديات الحياة الواقعية، وحلها بشكل فعال. من خلال أخذ استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي، يمكنك إعادة توجيه طاقتك نحو التأمل الذاتي، وحل المشكلات، وطلب الدعم من الأفراد الموثوقين، ما يتيح النمو الشخصي والمرونة.

8. الحاجة المستمرة إلى تقدير الآخرين:

تنشر وسائل التواصل الاجتماعي ثقافة البحث عن تقدير الآخرين، حيث ترتبط قيمتك الذاتية بالإعجابات والتعليقات والمتابعين، وإذا وجدت نفسك تبحثين باستمرار عن التحقق الخارجي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، فهذه علامة على أنك بحاجة إلى أخذ قسط من الراحة، والتركيز على بناء احترام الذات من الداخل.

وقد يكون الاعتماد على الآخرين من أجل التحقق أمراً مرهقاً عاطفياً، ويؤدي إلى دورة من السعي للحصول على الموافقة المستمرة. لكن، بعد أخذ الاستراحة من وسائل التواصل الاجتماعي، يمكنك تحويل تركيزك نحو قبول الذات، والرعاية الذاتية، وتطوير شعور قوي بقيمة الذات، لا يعتمد على التحقق الخارجي.