هناك خط رفيع يفصل بين الشعور بعدم الأمان، والظهور بمظهرٍ غير آمن. وفي الأماكن العامة، يتلاشى هذا الخط في كثيرٍ من الأحيان.
وبالطبع، لدينا جميعاً لحظات نشعر فيها بالشك الذاتي، لكن عندما تبدأ هذه المشاعر تتسرب إلى سلوكنا العام، يمكن أن ترسل إشاراتٍ إلى الآخرين بأننا غير آمنين.
ومع ذلك لا يجب أن نقمع مشاعر الخوف لدينا، لكن من المهم أن نفهم ونعرف كيفية التعامل معها؛ عندما تكون أمام أعين الجميع، إذ إن الخطوة الأولى هي أن نكون على دراية بالأشياء التي نفعلها، وتجعلنا نظهر بهذا الشكل، ومعرفة ما يجب القيام به، بدلاً من ذلك.
ولمساعدتك في هذا الأمر، تابعي القراءة.
تجنب الاتصال بالعين:
من العلامات الأكثر شيوعاً، التي يلاحظها الناس بسهولة، عندما يتعلق الأمر بانعدام الأمان، هي تجنب الاتصال البصري، إذ إنه علامة عالمية على الانزعاج، وعدم اليقين.
وأثناء وجودك في الخارج، ومقابلة الآخرين، غرباء أو أصدقاء، فإن الحفاظ على التواصل البصري المستمر يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في كيفية النظر إليك، وهذا لا يعني التحديق باهتمام في عيونهم دون أن ترمشي، إلا أنه يعني القدر الصحي من التواصل البصري، الذي يُظهر الثقة والمشاركة، وأنك مرتاحة للتفاعل، وتقدرّين ما يقوله الشخص الآخر.
المبالغة في الاعتذار:
الإفراط في الاعتذار، بقولك: «أنا آسفة» كثيراً، ليس أمراً جيداً، إذ إن قولها بشكل متكرر قد يجعلك تبدين غير واثقة بنفسك، كما يعطي انطباعاً بأنكِ دائماً على خطأ، أو أنك خائفة من الإساءة للآخرين.
لكن ذلك لا يعني التوقف عن الاعتذار تماماً، إذ من المهم أن نعترف عندما نرتكب الأخطاء، وإنما إذا كنتِ تعتذرين عن أشياء لا تتطلب اعتذاراً، فقد يكون الوقت قد حان لإعادة التقييم.
لذا، بدلاً من أن تبدئي جملك بالاعتذار، حاولي أن تقولي «المعذرة»، أو ببساطة ادخلي في صلب الموضوع مباشرة، وحينها ستصبحين أكثر ثقة وأماناً في تفاعلاتك.
التململ:
حتى الحركات الصغيرة يمكن أن تكشف شعورك بعدم الأمان، ومنها التململ، مثل: النقر بقدمك، أو اللعب بشعرك، أو تعديل ملابسك باستمرار، إذ يمكن أن تؤدي إلى عصبية وعدم يقين من حولك تجاهك.
وغالباً، يكون التململ لا شعورياً، ما يعني أننا نقوم به دون أن ندرك، كطريقةٍ للتقليل من الشعور بالتوتر أو القلق، لكن بمجرد أن تدركي ذلك، يمكنك العمل على التحكم فيه.
ونظراً لذلك، في المرة القادمة التي تكونين فيها بمكانٍ عام، حاولي أن تنتبهي إلى تحركاتك، وحافظي على استرخاء يديك بجانبيك، أو على حضنك، وحاولي تهدئة نفسك، وسيساعدك هذا على الظهور بمظهر أكثر أماناً، ويمكن أن يساعدك على تقليل مشاعر القلق.
التحدث بسرعة كبيرة:
عندما يكون الشخص متوتراً يميل كلامه إلى السرعة، وهذه علامة شائعة على انعدام الأمن، إذ عندما لا نكون واثقين بأنفسنا، نشعر بالحاجة إلى التسرع في حديثنا، كما لو أن الشخص لا يستحق وقت المستمع.
وعادةً، يؤدي التحدث بسرعةٍ كبيرة إلى سوء الفهم، ويعطي انطباعاً بالتوتر. لذا بدلاً من ذلك، خذي نفساً عميقاً وبطيئاً، وتدربي على التحدث بوتيرة معتدلة، وخذي فترات توقف بين الجمل، وسيضمن لك ذلك أن رسالتك واضحة، وأنك واثقة ومتحكمة، وتستحقين وقت الأشخاص من حولك.