التفكير العالي المستوى، تجربة لا مثيل لها، إذ إنه يؤدي إلى ولادة الأفكار، التي تحمل في النهاية القدرة على التأثير على العالم، وتشكيل الرؤى غير العادية.
ومع ذلك، فإن التفكير الرفيع المستوى لا ينبع من الموهبة، كما أنه ليس امتيازاً، إذ لا يتمتع به سوى عدد قليل جدًا من الأشخاص، وهم الأشخاص الذين دفعوا الثمن للارتقاء بعقلياتهم.
في ما يلي علامات تدل على أنكِ من المفكرين رفيعي المستوى.
تقومين ببناء مجموعة فريدة من التجارب:
أكثر ما في حياتك ينطلق من عقلك الباطن، حيث إن كل ما تختبرينه وتتعلمينه في الحياة يذهب إلى عقلك الباطن، ويشكل كرة متشابكة من ملايين الأفكار والآراء. لذا، عندما تحتاجين إلى أفكار في الحياة، يدفع عقلك الباطن الاقتراحات إلى الجزء الواعي من عقلك، هو الذي يقرر بعد ذلك ما يجب فعله بها.
تفكرين بطريقة رفيعة المستوى:
الآن، فكري في الجزء اللاوعي من دماغك، ما الذي تعتقدين أنه يحدث إذا بدا مشابهاً إلى حد كبير للعقل الباطن للآخرين؟.. بالطبع حينها ستنتجين أفكاراً مطابقة لتلك التي تنتجها الأغلبية. وتحتاج المشاكل المعقدة والكبيرة إلى القوة العقلية للأشخاص، الذين نعتبرهم مفكرين رفيعي المستوى من أجل حلها. لأن ما يميزهم أن لديهم مجموعة من التجارب الفريدة، التي تمكنهم من الحصول على عقل لاوعي مميز يسمح لهم بالتوصل إلى حلول غير عادية، لا يستطيع الشخص العادي حشدها.
تحاولين دائماً السير في الطريق الأقل ارتياداً:
وقد يعني ذلك، على سبيل المثال، السفر إلى مواقع ليست الأكثر شعبية، أو تفضيل قراءة الكتب النادرة، التي ربما لم يسمع عنها معظم الناس. بعبارةٍ أخرى، يحاول المفكرون رفيعو المستوى الحصول على تجارب لا يملك الآخرون الشجاعة لتجربتها.
تنتبهين جيداً للأفكار الجديدة:
الأغلبية ترفض الأفكار الجديدة طوال الوقت، بسبب تشكيكهم فيها بشكل مفرط، أو لأنهم لا يرتاحون للتغيير، لكنَّ المفكرين رفيعي المستوى قادرون على رؤية الإمكانات الكامنة في الأفكار الجديدة، لأنهم عملوا على تعزيز التوازن المثالي بين الانفتاح والتشكيك، وهذا أمر مهم لأنهم إذا لم يكونوا متشككين بما فيه الكفاية، فقد يضيعون وقتهم ومواردهم من خلال الرهان على كل فكرة جديدة تظهر، ما يضيع عليهم الأفكار الحقيقية، التي يمكن أن تُحدث التغيير. كما أنهم منفتحون ويحاولون ألا تكون لديهم أي تحيزات، ويدرسون المفاهيم الجديدة عن كثب قبل أن يقرروا ما هي إمكاناتها. ومن ناحية أخرى، يفتقر المفكرون العاديون إلى الانفتاح؛ لأنهم يلبسون أنفسهم بأحكام مسبقة لا تسمح لهم بالبحث عن الحقائق.
أنتِ فضولية:
يطرح المفكرون رفيعو المستوى الكثير من الأسئلة، إذ إن رغبتهم في المعرفة كبيرة، وهم فضوليون للغاية. وقد يبدو طرح الأسئلة أمراً بسيطاً حقاً. لكنه، في الواقع أمر صعب جدًا بالنسبة لمعظم الناس؛ لأنه ليس سهلاً على غرورهم. أما بالنسبة للمفكرين رفيعي المستوى، فالأمر مختلف لأنهم يعلمون أن طرح الأسئلة؛ هو مهارة حاسمة للتعلم مدى الحياة. ومن ثم، فإن التواضع الفكري أمر أساسي في عملية تفكيرهم. لذا، في حال كنتِ شخصاً لا يخشى أن يكشف للعالم أن معرفتكِ محدودة من خلال طرح الأسئلة، فأنتِ بالتأكيد من المفكرين رفيعي المستوى.