يسافر الناس للترفيه عن النفس، واستكشاف مدن جديدة، والاطلاع على بيئات وثقافات مختلفة، تزيد معارفهم، وأيضاً يسافر الناس للعلاج.
مؤخراً، انتشر مفهوم السياحة العلاجية، وهو السفر إلى دول معينة بهدف الاستشفاء والعلاج من أمراض مستعصية، بفضل تطور المؤسسات الصحية المتخصصة، وامتياز كوادرها بالكفاءة العالية، ولما تضمه من تجهيزات طبية متطورة، كما تشمل السياحة العلاجية أيضاً، الترفيه عن النفس، وزيارة المناطق الطبيعية.
ولكل دولة مميزاتها وخصائصها التي تنفرد بها عن غيرها. وعربياً، تعتبر الإمارات في مقدمة الدول التي يقصدها الناس للعلاج، بعد أن صارت مركزاً إقليمياً للعلاج الطبي والتجميلي، بفضل الرعاية الصحية العالية الجودة، وفترات الانتظار القصيرة، والأسعار التنافسية، وتعتبر وجهة مثالية للمرضى، الذين يسعون لتلقي علاجهم في الخارج.
وتمتد شبكة واسعة من المستشفيات والمراكز الطبية في جميع أنحاء الدولة، بحسب البوابة الرسمية لحكومة دولة الإمارات، وتقدم الشبكة أفضل خدمات العلاج الطبي.
وبالإضافة إلى العمليات الروتينية والإجراءات التجميلية، تستضيف دولة الإمارات مراكز متخصصة لجودة الخدمات في عدة تخصصات، أبرزها: طب الأسنان، والعمليات الجراحية التجميلية والاختيارية، والفحوص العامة والتشخيص، والأورام، والسرطان، وداء السكري، حيث يقصد الكثير من مواطني منطقة الخليج العربي المستشفيات الإماراتية للعلاج، لما تمثله من تجربة حقيقية ورائدة في تقديم العلاج الناجع لهم.
وكانت دائرة الصحة في أبوظبي، وبالتعاون مع دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، أطلقت في شهر ديسمبر عام 2018، البوابة الإلكترونية للسياحة العلاجية، التي توفر منصة رقمية، تتيح للراغبين في زيارة أبوظبي إمكانية الاستفادة من خدماتها الصحية، ومن باقة الخدمات والمنتجات المتكاملة، التي يحتاجون إليها منذ اللحظة التي يقررون فيها زيارة الإمارة، وحتى تعافيهم، ومغادرتهم.
وتضم البوابة قائمة بالمنشآت الصحية المدرجة ضمن شبكة السياحة العلاجية، التي تضم عدداً كبيراً من مزودي الرعاية الصحية، المستوفين شروط برنامج "جودة" التابع لدائرة الصحة أبوظبي، إضافة إلى أكثر من 287 باقة علاجية لأكثر من 173 طبيباً في الإمارة.
وتمنح البوابة مستخدميها، أيضاً، إمكانية الحصول على باقات التأمين المخصصة للسياحة العلاجية، إلى جانب توفيرها باقة واسعة من الخدمات التي يحتاجها السائح العلاجي، بدءاً من التواصل المباشر مع مقدمي الرعاية الصحية، وإصدار التأشيرات، وحجز المواعيد، والفنادق، والمواصلات، وأي نشاطات ترفيهية أخرى.
وكما دولة الإمارات، تحتل بعض الدول الأجنبية مواقع متقدمة في تقديم العلاج الطبي والنفسي والتعويضي لزوارها، منها: سويسرا الدولة التي تعتبر من أكثر الأماكن صحة للعيش في العالم، وبها أفضل أنظمة الرعاية الصحية العالمية. وتشتهر سويسرا بمياه الشرب النظيفة للغاية، والأنشطة المحفزة للنشاط، مثل: التزلج على جبال الألب في الشتاء، والمشي لمسافات طويلة في الصيف.
أما محبو السباحة والعلاج الطبيعي والتدليك، فتعتبر تايلاند الوجهة المثلى لهم، بدءاً من التدليك التايلاندي التقليدي على الشاطئ، إلى منتجعات السباحة في الجزر الخصبة، والمنتجعات الصحية الحضرية الصاخبة، وغيرها من الممارسات الصحية، التي تضع تايلاند في مقدمة قائمة الوجهات الصحية في آسيا.
أما اليابان، فهي مملكة ينابيع المياه المعدنية الطبيعية الساخنة، إذ يوجد بها أكثر من 25 ألف ينبوع، مليئة بالكبريت والمغنيسيوم، المفيدين لصحة الجلد، إذ تقلل حرارة هذه الينابيع التي تراوح بين 77 و200 درجة مئوية، من الالتهابات، كما تعزز جهاز المناعة.
وكونها تتبع النظام الغذائي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، تعد إسبانيا المكان الصحي الأفضل لقضاء إجازة مليئة بالمأكولات الصحية، التي تعتمد على زيت الزيتون واللحوم الخالية من الدهون والخضروات والفواكه، عدا انتشار مراكز العناية بصحة القلب.