أُسَـائِـلُ بِنْتِـي سَـلاَمَـةَ عَمَّـا
أَثَــارَ لَــدَيْهَــا الحَكَـايَـا وَنَمَّــى
فَقَالَتْ: حَيَـاةٌ بِغَيْرِ حَـكَـايَـا
تَكَـــادُ تَكُــونُ سَـرَابـاً وَوَهْمَــا
فَقُلْتُ: فَهَيَّـا لِكَيْ تُخْبِرِينِـي
وَكَيْ تُفْـرِجِـي لِي بِسَرْدِكِ هَمَّـا
فَقَالَتْ : لَــدَيَّ حِكَـايَـةُ بِنْـتٍ
تُعَـانِي مِنَ اليُتْمِ وَالإِسْمُ سَلْمَى
وَلَمْ تَلْقَ سَلْمَى مِنَ النَّاسِ خَالاً
لِيَحْـنُــو عَلَيْهَـا وَلَمْ تَلْقَ عَـمَّــا
وَلَكِــنْ صَــدِيقُ أَبِيهَــا تَـوَلَّى
رِعَـايَةَ سَلْمَى وَقَـدْ كَانَ شَهْمَـا
وَمَا كَـانَ ذَاكَ الصَّدِيقُ غَنِيّـاً
وَلَكِــنْ نَــدَاهُ عَلَى النَّاسِ عَمَّـا
أَتَــاحَ لَهَـا العِلْـمَ حَتّى أَتَمَّتْ
دِرَاسَتَهَـــــا والتَّخَــــرُّجُ تَمَّـــا
وَلَمَّا صَـدِيقُ أَبِيهَـــا رَآهَــا
بِدَمْعِ السُّرُورِ البَهِيجِ اسْتَحَمَّـا
وَقَالَ لَهَا: يَـا ابْنَتِي لاَ أَزَالُ
أَعِيشُ لِأَشْهَـدَ فِي اللَّيْـلُ حُلْمَـا
وَأَلْقَى أَبَـاكِ الصَّدِيقَ الحَمِيمَ
وَأُخْبِـرَهُ عَنْـكِ صَحْـواً وَنَـوْمَـا
فَقَالَتْ: لَقَدْ كُنْتَ لِي خَيْرَ رَاعٍ
وَكُنْتَ أَبـاً تَمْنَـحُ العَطْفَ دَوْمَـا
وَجَـدْتُ لَدَيْكَ الحَنَـانَ العَظِيـمَ
وَلَمْ تَتَخَــلَّ عَـنِ البَــذْلِ يَـوْمَــا
وَآنَ الأَوَانُ لِتَــــرْتَــــاحَ أَنْـتَ
وَتَبْــــــــدَأَ رَدَّ جَـمِيلِكَ سَلْمَــى