ها هو قد لملم أوراقه، وهو يلتفت إلينا، ولسان حاله يسأل: ماذا ستقولون عني؟! يبصر فينا من ينظر إليه شاكراً ممتناً، ومن ينظر إليه غاضباً متذمراً.
إنه عام 2023، الذي ودعناه لنستقبل عاماً جديداً، وفي كل مرة يقف فيها الإنسان على الخيط الفاصل بين عام مضى وعام يجيء، تتزاحم الأفكار والمشاعر والأمنيات والأحلام في القلوب، فيتطلع الذين أسعدتهم أيام وشهور 2023 إلى أن تتواصل مسرَّاتهم ونجاحاتهم في عام 2024 بذات الطاقة الإيجابية والحظوظ، فيما يتمنى الذين عانوا، وواجهوا ظروفاً صعبة، أن يكون العام الجديد فاتحةً للتغيير، والانتقال من الأسى والمعاناة إلى السعادة والطمأنينة.
علاقة وثيقة بين الصبر والوقت، خصوصاً عندما يواجه الإنسان اختبارات الحياة؛ لأنه بالصبر يتجاوز أوقات المحن واليأس والإحباطات، ومع الوقت يحقق أحلامه وطموحاته؛ لتصبح أوقات الفشل هي نفسها قصص النجاح، التي يفخر بها، ويرويها.
إن السر يكمن في الإنصات، واليقين بأن الأعوام التي تمضي أو تجيء هي وجودنا على هذه الأرض، ومسيرة كل واحد منا حسب عمره وإنجازاته؛ لذا علينا أن ننصت لدروس الصبر، فالصبر ليس فقط الإرادة والتفاؤل والمحاولة، ولكنَّ الصبر هو الإنصات والانتباه إلى رسائل وتفاصيل قد غابت عنا في ظل تراكم الرغبات.
علينا في ذات الوقت أن نستقبل أيامنا القادمة بيقين الخير، كمن ينتظر الوقت؛ ليصنع لماضيه قصصاً وتجارب جديدة.
لا يمكن لأحد أن يعيد الزمن إلى الوراء، ولكن يمكن أن ينوي الخير؛ ليصنع واقعاً وذكريات يسعد بها؛ لذا فلنجعل من أوقاتنا القادمة أشجاراً خضراء بالأمل والتفاؤل والبهجة، وليكن كل بيت من بيوتنا منزلاً للسعادة، وكل عائلة من عائلاتنا أسرة متماسكة وآمنة. ليقل كل واحد منا لعام 2024: تقدم أيها الجديد، فتحت ظلال أيامك سوف تكون قلوبنا مملوءة بالحب، وبالتسامح، وبالإنسانية؛ فَبِكَ نتفاءل، ومعك نمضي في خطواتنا الثابتة باتجاه تحقيق أحلامنا الجميلة.
و«زهرة الخليج»، بهذه المناسبة، تتقدم إلى كل قرائها بأصدق التهاني والأمنيات الطيبة بالعام الجديد، وكلَّ عام وأنتم بخير..