تتميز منطقة حتا، في إمارة دبي، بطبيعتها الجبلية الآسرة، التي تجتذب محبي الطبيعة والمغامرة من حول العالم، لما تتميز به من روعة البيئة الفطرية الطبيعية، وأصالة التراث، بما تضمه من شواهد تاريخية. وتشتهر حتا بالقلاع التاريخية والمزارع، لتتسق مع رغبة محبي التنزه في الطبيعة شتاءً، فهي مكان يجمع بين ممارسة الرياضة والمغامرة، والراحة والاسترخاء في أحضان الطبيعة، بعيداً عن صخب ومسؤوليات الحياة اليومية.
وبدءاً من 15، وحتى 13 من شهر ديسمبر الحالي، تفتح حتا ذراعيها لاستقبال زوار الدورة الأولى من «مهرجان شتانا في حتا»، الذي يأتي ضمن حملة «وجهات دبي»، بهدف تقديم معلومات للمواطنين والمقيمين والزوار، تمكنهم من قضاء عطلة شتوية فريدة في مختلف مناطق الإمارة.
وتعد منطقة حتا، وغيرها من المناطق السياحية، قبلة للسياحة الشتائية في دولة الإمارات، لما تتمتع به الدولة من مناخ مناسب في هذه الفترة من العام، حيث تستعرض قرية حتا نموذج الحياة القروية قديماً، لتقدم للزائر صورة تحاكي الواقع المعيش قديماً، من خلال ما تضمه من مجسمات ووثائق ومنحوتات وأعمال يدوية.
وقد تم افتتاح القرية عام 2001، لتعيد إحياء تراث دبي، من خلال الأكواخ والمباني التقليدية، التي عهدتها المدينة في الماضي. ومن المعالم التاريخية المهمة، «حصن حتا» الذي تم تشييده في 1896، ويعد من أهم المعالم الأثرية في دولة الإمارات، ويشمل فناءً داخلياً، وبرجاً للمراقبة بارتفاع 11 متراً.
وتعد زيارة «حديقة التل» من الأنشطة الموصى بها لزوار حتا، لاسيما لهواة ارتياد المناطق الخضراء، والأجواء المفتوحة، وقد تم تشييدها عام 2004، وتشتهر بكونها مقصداً لمحبي النزهات والشواء في الهواء الطلق، وتتميز بارتفاعها عن سطح الأرض؛ كونها شيدت على تلة، وهو السبب في إطلاق هذا الاسم عليها.
كذلك، تشكل السياحة الرياضية جزءاً مهماً من المنظومة السياحية في منطقة حتا، مثل سباق «سبارتن حتا»، وهو أحد أصعب سباقات التحمل في العالم، خلال نوفمبر من العام الجاري، بمشاركة أكثر من 3500 رياضي ورياضية من مختلف الجنسيات والأعمار والقدرات البدنية، من بينهم 900 متسابق من خارج الدولة، حيث جرى السباق بين جبال ووديان حتا، بحضور كبير تجاوز 5000 من المتابعين للسباق، الذي نظمه مجلس دبي الرياضي، ضمن الفعاليات التي ينظمها المجلس في إطار استراتيجية شاملة لتعزيز مكانة هذه المنطقة كوجهة نموذجية لسياحة المغامرات، وبطولات التحدي.
ويتميز مهرجان «شتانا في حتا»، الذي يُقام للمرة الأولى، بمزيج فريد من الفعاليات والأنشطة الرياضية والترفيهية، ويستمر حتى 31 ديسمبر الحالي، في محيط بحيرة «ليم» بالمنطقة الجبلية الخلابة، وفي حتا وادي هب. ويضم المهرجان أنشطة متنوعة للعائلات والأطفال من جميع الأعمار، ويسلط الضوء على تفرد المنطقة وتطورها كوجهة صديقة للبيئة. ويهدف المهرجان، أيضاً، إلى ترويج كنوز حتا الثقافية والتاريخية والطبيعية، وتشجيع الزوار على الاستمتاع بمناظرها الطبيعية الفريدة والأنشطة الترفيهية.
وتتنوع الأنشطة، التي يمكن لمحبي التشويق ورياضات المغامرة ممارستها في حتا، وهو ما تتيحه الطبيعة الجبلية للمكان، بما يضمه من مرتفعات وأودية وبحيرات، ومنها رياضة ركوب الخيل، إذ يمكن للزوار من مختلف الأعمار الاستمتاع بها بين جبال المنطقة للتجول بين الجبال والوديان، والتعرف إلى طبيعة المنطقة.
كذلك تشكل مسارات المشي الجبلية، التي تم إعدادها وتمهيدها لمحبي هذه الرياضة عنصر جذب للزوار عشاق هذه الرياضة، وتمنح الزائر فرصة الاستمتاع عن قرب بالطبيعة الجبلية الرائعة التي تتميز بها حتا، إذ تمتد تلك المسارات إلى أكثر من 32 كيلومتراً، لتكون بذلك الأطول من نوعها في دولة الإمارات، ما يمنح الزوار فرصة فريدة للاستمتاع بجمال جبال وسفوح هذه المنطقة عن قرب.