يلجأ الناس إلى الطبيب النفسي؛ ليتخلصوا من الضغوطات النفسية والعقلية، التي تتسبب فيها المشاكل، التي يتعرضون لها في جميع مناحي الحياة، سواءً في العمل أو المنزل أو حتى العلاقات الاجتماعية والعاطفية.
وإذا تجاوزنا خجل وخوف وخشية الغالبية العظمى من الناس، الذين يرفضون فكرة زيارة الطبيب النفسي، لما يمثله الأمر من حرج اجتماعي حال اكتشافه، فيعد البوح والتعبير عما يختلج النفس من أزمات ومشاكل، راحة تمكن من اكتشاف طريقة جديدة للتعامل مع المحيط بسلاسة، وبهدوء، ودون عصبية.
ولتجاوز عقدة الخجل أولاً، ولتوفير الوقت والجهد والمال ثانياً، يبدو أن الذكاء الاصطناعي قام بحل هذه المشكلة النفسية، من خلال تطبيق رقمي هو «Earkick» على شكل دب الباندا اللطيف، إذ صار بإمكانه أن يحل مكان الطبيب النفسي، ويقدم المساعدة العلاجية فور طلبها.
وتقوم فكرة «Earkick» على مساعدة الأشخاص المضطربين، نتيجة تعرضهم لمشكلة في البيت أو العمل أو لأي سبب، حيث يمكن الحديث مع دب الباندا، عما يختلج في صدرك من مشاعر غاضبة، إما من خلال تسجيل صوتي أو فيديو مصور أو حتى كتابة نص، ليقوم الباندا اللطيف من خلال الخوارزمية الموجودة بداخله بتحليل البيانات التي تلقاها، بحثاً عن علامات القلق والحزن، بهدف تقديم توصية على شكل محادثة شخصية لتحسين شعورك المضطرب.
ومن شأن هذه العملية أن تحسن وتعزز الصحة النفسية للشخص الذي يشعر بالغضب أو الخذلان أو الوحدة، ويحتاج لمن يرشده في لحظات الضعف، حتى يجد حلاً عقلانياً وعاطفياً يعود بالفائدة على الشخص ذاته، بلا خجل وبلا خوف من معرفة أنه اضطر لزيارة الطبيب النفسي، ما يزيد لديه شعوره بالإحباط.
وفي تقرير لها، نشرت مجلة «Time» البريطانية، اعتماداً على خبراء صحة نفسيين، أن روبوتات الدردشة تحسن الحالة المزاجية للشخص المضطرب، باعتبارها أداة علاج سلوكية، وتبين الدراسة التي قامت بها جامعة بيل البريطانية، أن 34% من الأشخاص الذين استخدموا تطبيق «Earkick» الرقمي، لمدة ثلاثة أشهر، تحسنت حالتهم المزاجية وانخفضت لديهم نسبة القلق والخوف والشعور بالعجز والإحباط.
وعن هذه الدراسة، يقول الأستاذ المساعد في الطب النفسي بجامعة ييل، ديفيد تولين: «من المهم أن يشعر المريض بإحساس بالثقة مع المعالج، وأن يشعر بأن المعالج دافئ ومتفهم ومتعاطف، وأنه شخص يمكن التحدث إليه، على الرغم أنه من المحزن للأطباء النفسيين الشعور بأن تقنيات الاتصال الرقمي صارت تحل مكانهم، لذا أعتقد أنه مهما بلغت الثورة التكنولوجية، فلن تعوض شعور الإنسان بنفسه، وغيره».