أسماء الشامسي: كتاباتي القصصية قريبة من الأطفال
بشكل فطري، كانت تنجذب المبدعة الإماراتية، أسماء الشامسي، إلى كل ما هو تعليمي وتثقيفي وتوعوي وممتع للطفل. إلى أن انضمت إلى عالم «ماجد» نهاية عام 2018، ومارست مختلف مجالات العمل الإعلامي الفني، بما فيها «تحريك الدمى»، الذي أتقنته، وتعمقت في تفاصيله، لأنه ـ كما تقول ـ عالم يجمع بين الخيال والواقع. ونتيجة للقراءة، التي تعشقها، أصبحت لديها حصيلة لغوية جيدة، وأفكار خيالية، اقتربت بها أكثر من عالم الأطفال؛ فأصبحت تكتب قصصاً سردية في «المجلة»، تتناول من خلالها موضوعات اجتماعية ذات بُعد نفسي وعاطفي للأطفال، ضمن أحداث خيالية في عالم الحيوانات، حيث لا تكتفي الشامسي بما تقدمه للطفل عبر هذه القصص من معلومات عن الحياة الفطرية للحيوانات المختلفة، وإنما ترسل بين سطورها ما يعزز القيم الأخلاقية والاجتماعية والتربوية لدى الطفل، بنسيج مبدع للعلاقات بين شخصيات القصة.. مؤخراً، فازت الشامسي بجائزة الصحافة العربية عن فئة صحافة الطفل، ومن هنا نبدأ حوارنا معها:
حدثينا عن فوزك بجائزة الصحافة العربية!
شاركت في جائزة الصحافة العربية، بتقديم 4 قصص سردية قصيرة، هذه القصص كانت ضمن سلسلة قصصية جديدة، بدأ صدورها بمجلة «ماجد» في فبراير 2023. تحمل هذه القصص العديد من الأهداف، والقيم التربوية والاجتماعية والنفسية، التي نعالج من خلالها العديد من القضايا والمواقف التي قد يمر بها طفل اليوم، بهدف أن نترك له رسالة ضمنية، تحملها شخصيات القصة، ويعيش مع أحداثها المشوقة. وقد كانت مشاركتي في هذه المسابقة بدعم وتوجيه من رئيس تحرير المجلة، التي كان لها الفضل الكبير، بعد الله عزَّ وجلَّ، في حصولنا على هذه الجائزة، التي يستحقها فريق مجلة «ماجد» بأكمله.
كيف اكتشفتِ موهبتك في الكتابة لأدب الطفل؟
صراحةً، إنني لم أكن أعلم بهذه الموهبة، لكن قراءتي العديد من القصص، وتعمقي في عالم الطفل بمجالات مختلفة، منها: إعداد برامج للأطفال، وتسجيل أصوات لمسلسلات كرتونية، كوَّنا داخلي حصيلة لغوية جيدة، وأفكاراً خيالية ساهمت في أن تكون كتابتي للقصص قريبة منهم، وتنال إعجابهم.
كيف بدأتِ رحلتك مع «تحريك الدمى»، وما الذي جذبكِ إلى عالم الأطفال؟
بدأت رحلتي في هذا المجال، بعد أن أمسكت أول «دمية» في يدي أثناء دراستي الجامعية بمدينة نيويورك، ولم أتخيل يوماً أن أكون ضمن فريق محركي الدمى ببرنامج «افتح يا سمسم»، الذي يبث على قناة «ماجد»، وأحرك إحدى الشخصيات الرئيسية فيه. كنت، ولا زلت، أهتم بكل ما هو تعليمي وتثقيفي وتوعوي وممتع للطفل، وعالم «الدمى المتحركة» كان إحدى الوسائل التي شدتني إلى تعلمها، والتعمق في تفصيلها، فهو عالم يجمع بين الخيال والواقع، فكيف لدمية أن تتواصل مع الطفل، وتحاوره، وتغني، وتلعب معه.
سحر «الدمية»
ما الدمى التي قمتِ بتحريكها، وشكلت لديكِ تحدياً أو إثارة للاهتمام؟
بعد عودتي إلى الإمارات، عملت على برنامج توعوي وتثقيفي، عن طرق التعامل مع الأطفال من أصحاب الهمم. الهدف من ذلك البرنامج كان زيادة الوعي لدى المجتمع حول جميع الإعاقات، ذهنية وحركية، ودمج أصحابها في المجتمع بطريقة تمكّن الجميع من التعامل معهم بأريحية. الدمى في ذلك البرنامج لم تكن مصممة بطريقة مريحة لقبضة الفم من الداخل، وكنت أثناء تحريكها أحس بألم في كتفي، وصعوبة في تحريك الفم.
ما القصة أو الموضوعات، التي تحبين تناولها خلال عروض الدمى الخاصة بك؟
للدمية سحر خاص، تجذب به الجمهور، ويكون من خلال صوتها المميز، ولونها، وشكلها، وحتى شخصيتها، فلكل دمية هوية يجب عليَّ الالتزام بها؛ حتى لا تخرج عن عالمها الخاص بها. بالنسبة للمواضيع، إنني أدخل بالدمية في جميع المواضيع المتاحة، بما يناسب شخصيتها، والفئة العمرية التي أتعامل معها.
ما الخطوات التي اتخذتِها؛ لتحسين مهاراتكِ في تحريك الدمى، وهل تلقيت تدريباً رسمياً؟
أثناء التحاقي ببرنامج «افتح يا سمسم» عام 2014، والذي كان برعاية شركة «مبادلة»، وإنتاج شركة «بداية للإعلام»، تلقيت تدريباً خاصاً من شركة «sesame street». كان التدريب في أبوظبي باستوديوهات Two Four 45. أما في السابق، فكان تحريك الدمى في جميع البرامج باجتهاد شخصي مني، ومن خلال مشاهدة بعض الفيديوهات على «يوتيوب».
تعزيز القيم الأخلاقية
كيف كانت ردود الأفعال الأولى من الأصدقاء والعائلة؛
عندما شاهدوا أعمالكِ في تحريك الدمى؟ كان البعض يترقبون عرض برنامج «افتح يا سمسم»؛ ليتعرفوا إلى شخصية «شمس»، وفوجئ البعض الآخر أثناء معرفتهم بالأمر بعد عرض البرنامج، ووجدت الأثر الجميل من خلال تأثير «شمس» في الأطفال، وهم يحاولون تقليدها، والاقتداء بها في تناول الطعام الصحي، أو ممارسة التمارين، وحب القراءة.
تشكل قناة ومجلة «ماجد» منصة حقيقية للطفل العربي.. حدثينا عن تجربتك فيها، وأهم الأعمال التي تقومين بها!
انضممت إلى عالم «ماجد» نهاية عام 2018، ودخلت في العديد من المجالات الإبداعية لعالم الطفل، منها: إعداد حلقات للبرامج التي تُنتج وتُعرض على القناة، وعمل مقابلات مع شخصيات موهوبة من الوطن العربي في مجلات مختلفة؛ لتكون ضمن صفحات المجلة، كما قمت بتدريب الأطفال، الذين يرغبون في دخول مجال التقديم الإعلامي للوقوف أمام الكاميرا. ومؤخراً، أصبحت تصدر لي قصص سردية في المجلة بمعدل قصة كل شهر، وتتناول هذه القصص مواضيع اجتماعية ونفسية وعاطفية للأطفال، ضمن أحداث خيالية في عالم الحيوانات، ويتعرف الطفل من خلال هذه القصص إلى الحياة الفطرية لمختلف الحيوانات، كما نعزز القيم الأخلاقية والاجتماعية والتربوية لديه، من خلال علاقة الشخصيات في القصة ببعضها بعضاً.
اللغة العربية تأتي في صدارة أولويات دعم الهوية الوطنية.. ما أهمية البرامج التعليمية والفنون في إيصال ما نحب إلى الأطفال؟
عندما يكون البرنامج مُعداً بطريقة تُشبه عالم الطفل، يصبح من السهل إيصال المعلومة إليه، وترسيخها في ذهنه، وسيسهل عليه فهمها والتفاعل معها، وهذا - برأيي - أساس كل عمل ناجح مقدم إلى أطفالنا اليوم.
جيل محظوظ جداً
هل ترين أن هناك تقصيراً في التوجه الجاد للطفل من أجل تثقيفه، أو اكتشاف ما عنده من مواهب؟
على العكس تماماً، هذا الجيل محظوظ جداً بوجود العديد من الفرص، والمجالات التعليمية والأدبية والفنية والرياضية، وغيرها. نرى، اليوم، الكثير من الشخصيات البارزة من الأطفال، الذين لمعت أسماؤهم في سماء الإبداع والتميز، خلال المبادرات والمسابقات والفعاليات، التي تشهدها الدولة، محلياً وعالمياً.
كيف ترين مستقبل «تحريك الدمى» في الإمارات، وكيف يمكن أن يتطور مستقبلاً؟
أتمنى إنشاء مركز يقدم العديد من الخدمات في مجال تحريك الدمى، وأقصد بكلامي هذا أن يكون هناك العديد من الأقسام، منها: قسم لصناعة الدمى، وقسم لتعليم فن تحريك الدمى، وقسم مختص بصناعة محتوى تعليمي وترفيهي للأطفال والكبار أيضاً، ويضم المركز الهواة والموهوبين والمختصين بعالم الكتابة والإنتاج وتحريك الدمى وممثلي الأصوات، ومن يمتلكون الخبرة بالحياكة والأشغال اليدوية والفنية. وستستفيد من هذا المركز الهيئات التعليمية والترفيهية في إنتاج محتوى هادف، بطريقة إبداعية ومميزة.
حدثينا عن طموحاتك ومشاريعك المستقبلية!
أطمح إلى إنتاج سلسلة قصصية، موجهة إلى الأطفال من عمر 2 إلى 4 سنوات، وسلسلة قصصية أخرى موجهة إلى الأطفال من عمر 7 إلى 9 سنوات.
ما نصائحك للشباب، الذين يرغبون في دخول مجال تحريك الدمى والفنون الأدائية؟
مجال تحريك الدمى ممتع للغاية، ومن لديه الرغبة في دخوله عليه أن يتعلم طريقة التحريك الصحيحة للدمية، كما عليه أن يدرس شخصية الدمية التي سيحركها جيداً؛ حتى يتمكن من تقديمها إلى الجمهور بالصورة اللائقة، وإيصال الرسائل الهادفة إليهم بطريقة ممتعة ومحببة.