لا يقتصر التقدم الطبي في العالم على الدول الغربية، فكثيرة هي الابتكارات الطبية التي سطرتها مستشفيات عربية، استطاعت تقديم حلول ناجعة للعديد من الحالات الطبية، التي ساهمت عقول عربية في إيجاد حلول لها، منها ما يشهده القطاع الطبي في دولة الإمارات، التي حققت مستشفياتها ومؤسساتها الطبية العديد من الإنجازات، خلال عام 2023.

وليس بعيداً عن دولة الإمارات، فقد أعلن مستشفى الملك فيصل التخصصي، ومركز الأبحاث بالعاصمة السعودية الرياض، عن ابتكار تقنية متقدمة في فحص اضطراب طيف التوحد (ASD)، في إنجاز طبي يعكس التزاماً بالتميز في تقديم خدمات الرعاية الصحية إلى محتاجيها، حيث حصل هذا المنهج المبتكر على براءة اختراع مسجلة في مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية بالولايات المتحدة (USPTO)، كما تم نشره في مجلات علمية متخصصة.

  • تقنية جديدة لتشخيص «التوحد».. تركز على تتبع حركة العين

ويرتكز الابتكار الجديد على تتبع العين، والمحفزات البصرية المدمجة مع الذكاء الاصطناعي، وتتغلب هذه الآلية على طرق الفحص التقليدية، كما أنها تتلاءم مع الجوانب اللغوية والثقافية المحلية، الأمر الذي يوفر بديلاً فعالاً، وأكثر دقة، في فحص اضطراب طيف التوحد. وجاء تطويره نتيجة دراسة شملت مجموعة متنوعة من المشاركين، ذكوراً وإناثاً، عبر نطاق عمري واسع، ما أكد إمكانية تطبيقه على نطاق واسع.

ويعرف موقع «مايو كلينك»، الطبي، اضطراب طيف التوحد (ASD)، بأنه حالة ترتبط بنمو الدماغ، وتؤثر في كيفية تمييز الشخص للآخرين، والتعامل معهم على المستوى الاجتماعي، ما يتسبب في حدوث مشكلات خلال التفاعل والتواصل الاجتماعي، كما يتضمن الاضطراب أنماطاً محدودة ومتكررة من السلوك. ويُشير مصطلح «الطيف»، في عبارة اضطراب طيف التوحد، إلى مجموعة كبيرة من الأعراض، ومستويات الشدة.

وبحسب أخصائيي «مايو كلينك»، يبدأ اضطراب طيف التوحد في مرحلة الطفولة المبكرة، ويتسبب بنهاية المطاف في حدوث مشكلات على مستوى الأداء الاجتماعي، في المدرسة والعمل، على سبيل المثال.

  • «التوحد»

وغالباً، تظهر أعراض التوحد على الأطفال في غضون السنة الأولى، حيث يحدث النمو بصورة طبيعية على ما يبدو بالنسبة لعدد قليل من الأطفال في السنة الأولى، ثم يمرون بفترة من الارتداد بين الشهر الثامن عشر والسنتين من العمر، عندما تظهر عليهم أعراض «التوحد». وفي حين لا يوجد علاج لاضطراب طيف التوحد، إلا أن العلاج المكثف المبكر قد يؤدي إلى إحداث فارق كبير في حياة العديد من الأطفال.

ويواجه بعض الأطفال، الذين يعانون اضطراب طيف التوحد، صعوبة في التعلم، وبعضهم لديه علامات أقل من الذكاء المعتاد، ويراوح معدل ذكاء الأطفال الآخرين، الذين يعانون هذا الاضطراب، من طبيعي إلى مرتفع، حيث إنهم يتعلمون بسرعة، إلا أن لديهم مشكلة في التواصل، وتطبيق ما يعرفونه في الحياة اليومية، والتكيف مع المواقف الاجتماعية.