عادة، يخشى معظم الناس البوح بما يفكرون فيه، ويعتبرون أفكارهم وخططهم أسراراً، لا يمكن البوح بها، لسببين: الأول: قد يكون منطقياً، وهو رغبتهم في الاحتفاظ بأفكارهم لأنفسهم. والثاني: قد يكون صادماً؛ إذا كان يضمر العديد من الأمور التي لا يرغبون في البوح بها.
وكثيرة هي الأفلام الخيالية، التي كانت تستعين بخوذة لقراءة الأفكار، ويعرفها الناس على أنها جهاز لكشف الكذب، لكن يبدو أن الخيال قد أصبح واقعاً مع تطور التقنيات الرقمية التكنولوجية، إلى مستوى غير مسبوق.
لهذا السبب، يواصل المؤمنون بقدرة تقنيات الذكاء الاصطناعي على تغيير وجه الحياة البشرية، العمل على ابتكار صناعات تأخذ حيزاً كبيراً من الاهتمام العالمي، عبر تحويل أفكار ومبادرات يحلم بها الناس إلى حقيقة واقعة، وجعلها قابلة للتطبيق، خلال الحياة اليومية.
وحتى تأخذ هذه الأفكار شرعية وموافقة من قبل الناس، دون احتجاج أو ضيق، تتم تجربة ابتكارات الذكاء الاصطناعي التي يبدو أنها لن تقف عند حد معين، في القطاع الطبي، بحجة مساعدة المرضى على الشفاء، وتلبية احتياجات الحالات الصحية المتقدمة، لكن من يدري أنه في حالة نجاح الابتكار يتم التعاطي معه، كأمر مسلم لا يمكن التراجع عنه.
ومن هذا الجانب، كشفت صحيفة «ديلي ميل»، البريطانية، عبر موقعها الإلكتروني، عن توصل علماء أستراليين بجامعة التكنولوجيا في سيدني، إلى تجربة ثورية، قالوا إنها ستكون مفيدة في معالجة ورعاية المرضى، الذين فقدوا القدرة على النطق، بسبب تعرضهم لسكتة دماغية أو شلل.
وفي التفاصيل، طور العلماء خوذة إلكترونية، تعد أول برنامج ذكاء اصطناعي لقراءة الأفكار، وتحويلها إلى نص قابل للقراءة، ويوجد بالخوذة، التي توضع على الرأس، مستشعر يراقب النشاطات الكهربائية في الدماغ أثناء تفكير الشخص، وتحول هذه الأفكار إلى كلمات.
ونشرت الصحيفة البريطانية صورة من مقطع فيديو لشخص يفكر في جملة معروضة على الشاشة، ثم تتحول بعد ذلك إلى ما فك تشفيره نموذج الذكاء الاصطناعي، وكانت النتائج متطابقة تقريباً لدرجة مذهلة.
ويرى العلماء أن هذا الابتكار سيسمح في مرحلة لاحقة، للمرضى الذين لديهم أطراف اصطناعية بتحريكها، وفقاً لإشارة يرسلها الدماغ إلى الأطراف، يأمرها بفعل أي شيء يرغب فيه الشخص المريض، الذي لا يقوى على الكلام.
وقال الباحث الرئيسي للدراسة البحثية، البروفيسور سي تي لين، إن الابتكار الجديد يمثل جهداً خارقاً وناجحاً، في ترجمة موجات (EEG) الخام مباشرة إلى اللغة.
وأجرى البروفيسور، وفريقه البحثي، تجارب على 29 متطوعاً، عُرضت عليهم جملة أو عبارة على الشاشة، وكان عليهم التفكير في قراءتها، ثم عرض نموذج الذكاء الاصطناعي ما ترجمه من الموجات الدماغية لكل مشارك.