يقضي الناس ساعات طويلة من العمل على أجهزة الكمبيوتر، فالتطور التقني جعل الأدوات التكنولوجية وسيلة مهمة، للمساعدة في إنجاز مهام العمل المطلوبة، ولا غنى عنها، طيلة ساعات العمل اليومي، ما يسبب آلاماً مختلفة، عند الجلوس لساعات طويلة على طاولة المكتب أمام جهاز الكمبيوتر، دون الانتباه لضرورة نيل قسط من الراحة لمدة 10 دقائق على الأقل، كل ساعتين.
الإجهاد الجسدي، لمن يواصلون العمل دون استراحة، قد يظهر في أي منطقة بالجسم، والسيدات معرضات أكثر، للإصابة بما يسمى «متلازمة النفق الرسغي»، التي تتسبب في حدوث آلام وتنميل وانتفاخ في منطقة اليد والمعصمين، بسبب الاستخدام الطويل لفارة الكمبيوتر، ولوحة المفاتيح.
وتنتج آلام «متلازمة النفق الرسغي» عن الاستخدام الخطأ، ما يؤدي إلى زيادة الضغط على الأعصاب والأوتار في منطقة اليد والمعصمين، وهي آلام متراكمة تظهر نتيجة العمل لساعات طويلة دون توقف، فضلاً عن احتمالية اشتداد الشعور بالآلام، إذا رافقها الخمول البدني الناتج عن الكسل، وعدم ممارسة التمارين الرياضية، والوزن الزائد، والإصابة بالسكري.
وقد تشعر السيدات، القابعات طوال الوقت على أجهزة الكمبيوتر، بالتنميل أو الوخز في الأصابع، وغالباً ينتشر الألم في منطقة الكف كاملة، ويمكن أيضاً أن يتأثر الذراع كاملاً، ويزيد عند الكتابة أو حمل الهاتف أو حتى القراءة في كتاب، على سبيل المثال.
ويحذر أطباء موقع «مايو كلينك»، الطبي، من تجاهل هذه الآلام، أو الاكتفاء بتناول حبوب مسكنة، حيث يمكن أن يؤدي الأمر في نهاية المطاف إلى حدوث تلف دائم في الأعصاب والعضلات، ما يحد من القدرة على استخدام اليدين.
ومن المهم التبكير بعلاج «متلازمة النفق الرسغي» فوراً بعد ظهور الأعراض، خشية تفاقم المرض، ويمكن استخدام طرق علاج منزلية، تمهيداً لمراجعة الطبيب المختص، مثل: أخذ فترات راحة متكررة لإراحة اليدين، وتجنب الأنشطة التي تزيد الأعراض سوءاً، ووضع الكمادات الباردة لتقليل التورم.
وعادة، يقوم الأطباء بتصوير المنطقة المصابة بالآلام، وتفرعات الأعصاب، لمعرفة أماكن الضرر، إضافة إلى لف منطقة المعصم بمشد طبي ضاغط، وصرف أنواع معينة من أدوية المسكنات، مع منح المريض إجازة من العمل، لضمان عدم استخدام اليدين، وحاجة المنطقة المصابة للراحة.
وللوقاية من الإصابة بـ«متلازمة النفق الرسغي»، من الضروري توفير وضعية مريحة للنقر على لوحة مفاتيح الكمبيوتر، واستخدام الفارة، تتيح للمعصمين واليدين التحرك بسهولة وسلاسة، فضلاً عن ضرورة نيل استراحات قصيرة خلال فترات العمل، للمحافظة على صحة اليدين، وتقليل الضغط على المفاصل.