لفت مشروع «الغدير للحرف الإماراتية» زوار مؤتمر الأطراف «COP 28»، بفرادة منتجاته ومعروضاته في مدينة «إكسبو دبي»، التي تؤرشف التاريخ والتراث والتقاليد الإماراتية بأيدي سيدات يحولن خامات بسيطة إلى حرف وتحف يستفاد منها، تضمن نقلها للأجيال القادمة، وتحقيق الاستدامة الاقتصادية لهم.
وأنشئت «مؤسسة الغدير للحرف الإماراتية» عام 2006، بإشراف ورؤية حرم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، سمو الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان، مساعد سمو رئيس الهيئة للشؤون النسائية، بهدف تحسين حياة النساء ذوات الدخل المحدود، ومساعدتهن على كسب رزقهن من خلال تصنيع الحرف اليدوية.
ويعد حضور «مؤسسة الغدير» في «COP 28»، فرصة ثمينة لإيصال الموروث الثقافي لدولة الإمارات وبيئتنا المحلية في صناعة المنتجات المستدامة، من خلال الحرف الإماراتية للمشاركين وزوار هذا الحدث العالمي الذي تستضيفه الدولة، وإبراز أهمية المحافظة عليها من خلال الخطط الاستراتيجية التطويرية للمشروع، ودعم الحوار العالمي حول الممارسات المستدامة، وتحفيز التغيير الإيجابي.
تمكين النساء:
وتكمن رؤية «مؤسسة الغدير للحرف الإماراتية» في تمكين النساء ذوات الدخل المحدود بالإمارات، ومساعدتهن على كسب لقمة العيش من خلال الحِرف المُستدامة، وتعمل المؤسسة على توفير مختلف ما تحتاجه النساء من مواد وأدوات لصنع المنتجات التي تحمل الطابع المحلي وبيعها، ما يُوفر لهن حياة كريمة.
وتشجع المؤسسة منتسباتها على الإبداع والتميز بالمهارات والمواهب المُختلفة، ويثمر ذلك صنع الحرف اليدوية الجميلة، كإحدى القيم التي تسمو بها المؤسسة، ويعني المحافظة على الشغف، الذي يُشجع على الاستمرار في اكتساب المعرفة، الذي بدوره يُشجع على إنتاج الحُلي والمصنوعات الفريدة.
حرف تقليدية:
ومن أبرز المعروضات التي تميز بها جناح المؤسسة «حرفة التلي»، التي تعد من فنون التطريز الإماراتية التقليدية، وهي عبارة عن خيوط حرير، يتم نسجها على أداة تُسمى «كاجوجة»، وتُعد الأخيرة مخدة على قاعدة حديدية، يتم تثبيت الخيوط عليها. وكانت النساء الإماراتيات قديماً يستخدمن التلي المصنوع من الخيوط الفضية لتزيين ملابسهن، ولاتزال هذه العادة تُستخدم حتى هذه اللحظة في تزيين الملابس، لكنها استُبدلت بالخيوط المعدنية المُسطحة.
وأيضاً «حرفة السدو»، وهي نسج خيوط الصوف الطبيعية على أداة خشبية، كما كان يُستخدم في السابق لصناعة السجاد والخيم. وفي وقتنا الحاضر، يُصنع السدو بالصوف أو القطن الطبيعي لصناعة المنتجات العصرية.
و«حرفة الخوص» وهي سعف النخيل المنسوج، التي كانت لها استخدامات عديدة في السابق، منها: سقف للمنزل وفرش الأرض. أما في وقتنا الحالي، فهي تستخدم لصنع سلال الأكل والتمور وحقائب البحر. وكان يُصنع الخوص عن طريق تجميع السعف الجاف، ثم تبليله بالماء ليسهل تشكيله، كما يُمكن صبغه بالعديد من الألوان والمواد الطبيعية.