بعد يوم طويل ومتعب، لا بد من الخلود للنوم، لكن نوبات الأرق التي تنتابنا تصعب الأمر، فكما هو معروف أن ضغوط الحياة والعمل والمشاكل الأسرية والتحديات اليومية غير المتوقعة، تجعل من النوم مهمة شاقة، رغم التعب.
واللافت في الأمر، كذلك، أن للأرق تداعيات كثيرة، ليس أقلها الشعور بالتعب والإرهاق طيلة اليوم اللاحق، سواءً على صعيد العمل أو الأسرة، نظراً لعدم تمتع الجسم بالراحة المطلوبة والكافية، لاستعادة طاقته وحيويته.
وكثيرة هي النصائح التي يسمعها المصابون بالأرق حول طريقة نومهم، وتنظيم ساعات العمل والنوم، فضلاً عن الاستغناء عن قيلولة الظهيرة. لكنَّ أخصائي علم ومشكلات النوم الروسي، الدكتور رومان بوزونوف، يرى في القلق مسألة سلوكية أكثر منها مسألة مَرَضية، فيقول في تصريحات لموقع «سبوتنيك»، الروسي، إن الأرق اضطراب في التفكير والسلوك.
ويشرح الدكتور رومان فكرته، قائلاً: «النوم يتكون من مراحل عدة، وتحدث الصحوة الفسيولوجية كل ساعتين، والأشخاص الأصحاء ببساطة لا ينتبهون لذلك». ويؤكد أن الشخص السليم يستيقظ كل ساعتين، حيث يفتح عينيه ثم يتقلب ويغير وضعه، ثم ينام وينسى أنه استيقظ، مشدداً على أن هذا أمر طبيعي.
لكن الدكتور رومان يجد أن مشكلات الأرق تبدأ عندما تجعل هذه الاستيقاظات الإنسان يشعر بالقلق، ويعتقد أنه لن يتمكن من النوم، ما يؤدي تالياً للتأثير سلبياً في كل مفاصل الحياة.
ويحذر الدكتور رومان الشخص المصاب بالأرق من أن يوجه سؤالاً إلى نفسه، وهو: ماذا سيفعل إن ظل مستيقظاً؟ ويشير إلى أن هذا السؤال يدفع صاحبه للاستيقاظ وعدم النوم، ما يصيبه بالتوتر، ويؤدي إلى ارتفاع ضغطه، لأن لديه شعوراً بالخوف من عدم النوم، وتنشأ لديه حلقة مفرغة تؤدي إلى اضطرابات شديدة.
ويبين الدكتور رومان أن الحل الأمثل والأفضل للأرق، هو تنظيم النوم ومواعيده، وأنه لا يفضل، شخصياً، أن يتناول أي شخص مصاب بالأرق أي نوع من الأدوية.
ويحذر الدكتور رومان من اللجوء إلى تناول الحبوب المنومة تحديداً، للتخلص من الأرق، مبيناً خطورة الأمر، من ناحية تأثيراتها الجانبية في صحة الإنسان، فيقول: «للحبوب المنومة آثار جانبية خطيرة، عدا تأثيرها الصحي السيئ في الكلى على المدى الطويل، فهذه الحبوب تُشعر الجسم بالضعف والإعياء، وانخفاض القدرة على التحمل».
ويشدد أخصائي علم ومشكلات النوم على أن الأشخاص، الذين يواجهون صعوبات في النوم (لمدة أقل من 30 يوماً) لا يمكن اعتبارهم من الأشخاص المصابين بالأرق، مشيراً إلى أن حالات الأرق المتقطعة لا تسمى مرضاً، وغالباً يكون حلها بتنظيم النوم لا أكثر، وأن عدم استجابة العقل لطلب الجسم بالراحة، هو التفكير في بعض الأفكار السلبية، التي يمر بها الإنسان خلال يومه.