هناك اعتقادٌ سائدٌ لدى الكثيرين، هو أن التأمل مفيد فقط في حالات خفض مستويات التوتر. لكن خبراء الصحة يؤكدون أن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة. ففي الواقع، إن التأمل ليس رائعاً لصحتك العقلية فحسب، بل أيضاً يمكن أن يقلل خطر الإصابة بالأمراض مع تقدمك في العمر.
ولمساعدتك على اكتشاف كيف يحافظ التأمل بانتظام على عقلك وجسمك في حالة جيدة مع تقدمك في العمر، فإننا نرصد لك العديد من الفوائد الصحية المذهلة للتأمل، بدءاً من تقليل التوتر، وحتى تعزيز المناعة.
فوائد التأمل:
1. الحد من التوتر:
يمكن للإجهاد المزمن أن يسرّع الشيخوخة، ويزيد خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالعمر، مثل: أمراض القلب ومرض الزهايمر، وأنواع معينة من السرطان. في حين يمكن أن يساعد التأمل على تقليل التوتر والقلق، عن طريق خفض مستويات هرمون التوتر (الكورتيزول).
2. تحسين وظيفة المناعة:
يعد الحفاظ على نظام المناعة لديك في حالة جيدة جزءاً مهمًا من البقاء بصحة جيدة قدر الإمكان، وحماية جسمك من الأمراض. لذا، إن التأمل المنتظم يعزز جهاز المناعة، الذي غالباً يضعف مع التقدم في السن، ما يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والأمراض.
3. تعزيز الوظيفة الإدراكية:
التأمل بانتظام يساعد، أيضاً، على تقليل خطر الإصابة بالأمراض الإدراكية، إذ يحسّن الانتباه والذاكرة وسرعة المعالجة، التي غالباً تنخفض مع تقدم العمر، وقد يقلل أيضًا خطر الاضطرابات المعرفية مثل الخرف.
4. نوم أفضل:
النوم عنصر آخر مهم لصحتك العامة، إذ إنه يؤثر عملياً في كل جانب من جوانب صحتك، بما في ذلك: صحة القلب والأوعية الدموية، وصحة الدماغ، وأكثر من ذلك، كما أن مشاكل النوم الأخرى تصبح أكثر شيوعًا مع تقدمنا في العمر. لذا، إن التأمل يحسن نوعية النوم، وهو أمر بالغ الأهمية للصحة العامة، وهذا يجعله عادة رائعة يمكنك إضافتها إلى روتينك الليلي.
5. انخفاض ضغط الدم:
ارتفاع ضغط الدم يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب عن طريق إتلاف الشرايين. ولحسن الحظ، هناك أشياء يمكنك القيام بها لإدارة ذلك، حيث يساعد التأمل على خفض ضغط الدم من خلال تعزيز الاسترخاء.
تأملات يسهل القيام بها في السرير:
لا يجب أن يكون التأمل صعباً. ففي الواقع، ينبغي أن يكون بسيطاً جداً، في ما يلي بعض التوصيات:
التأمل في فحص الجسم:
يعد التأمل في فحص الجسم طريقة مثالية للاسترخاء والراحة قبل النوم، ويمكنك القيام به من خلال الاستلقاء بشكل مريح على سريرك. وإغماض عينيك، وأخذ أنفاس عميقة قليلة، ثم قومي بفحص جسمك عقلياً من الرأس إلى أخمص القدمين، ولاحظي أي أحاسيس أو توتر أو إزعاج. بعدها، حاولي الاسترخاء، والتخلص من أي توتر في هذه المناطق.
التنفس اليقظ:
إليك تقنية بسيطة، يمكنك القيام بها في أي مكان، بما في ذلك السرير، وهي تعتمد على إغماض عينيكِ، والتركيز بشكل كامل على تنفسك، والانتباه إلى إحساس الهواء الذي يدخل ويخرج من أنفك. وإذا شرد عقلك، فأعيدي تركيزك بلطف إلى أنفاسك.
التأمل في المحبة واللطف:
ممارسة التأمل في المحبة واللطف طريقة رائعة لتخفيف المشاعر السلبية، وتنمية اللطف تجاه نفسك والآخرين، ويمكنك القيام بذلك مباشرة من سريرك في الصباح. لذا، أغمضي عينيكِ، وكرري - بصمت - سلسلة من العبارات، التي تتمنين بها لنفسك وللآخرين السعادة والسلام. على سبيل المثال: «أتمنى أن أكون سعيدة.. أتمنى أن أكون بصحة جيدة.. أتمنى أن أكون آمنة.. أتمنى أن أعيش بسهولة».