تتبنى دولة الإمارات العربية المتحدة ممارسات بيئية مبتكرة تحقق النمو المستدام، من خلال مجموعة من المبادرات الخضراء، التي تصون التنوع البيولوجي، وتعزز التوازن البيئي، من خلال تشييد المحميات الطبيعية والعناية بها، والتي تعد شواهد وملاذات آمنة للأنواع البرية والبحرية المعرضة للانقراض.
ولم تكتف الإمارات بالبنية التأسيسية للمحميات الطبيعية التي تم إنشاؤها، بل سنّت مجموعة من القوانين لحماية هذه الأنواع وطبيعة التعامل معها، بما يُحقق التأثير الإيجابي في سلوك الأفراد ومسؤولياتهم، وصولاً إلى مجتمع واعٍ بيئياً.
وتشجع الإمارات على السياحة البيئية، من خلال رفع الوعي البيئي لكافة شرائح المجتمع وتعريفها بما تحتويه المحميات من تنوعٍ بيئي وحيوي، وتشجيع السياحة البيئية المستدامة في مناطق المحميات الطبيعية، في سعيها الهادف إلى المحافظة على طبيعة تلك المناطق، وتوفير الخدمات والمرافق لزوارها، تعزيزاً لجودة الحياة، فضلاً عن توفير تجربة سياحية متميزة؛ لتكون ضمن نقاط الجذب السياحي الرئيسية.
محمية صير بني ياس:
تعد محمية صير بني ياس، المقامة على جزيرة طبيعية، من أولى المحميات الطبيعية في دولة الإمارات، حينما أمر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عام 1971 بإنشائها، لتكون موطناً لآلاف الحيوانات البرية التي كانت مهددة بالانقراض، مثل: الظبي ذي العلامة السوداء، وماعز يوريال، والوشق البري، والمها العربي، والريم، وغزلان الأدمي، والماعز الوحشي، والفهد الصياد، وأعداد من الزرافات.
وتعتبر الجزيرة موطناً للطيور المهاجرة والبرية، مثل: طائر الغاق، والبط ذي الأجنحة السوداء، والنعام، والدجاج الحبشي، والنورس، والطائر الحزين، لكون موقعها على السواحل بعيداً عن الإنسان، كما تقصدها السلاحف البحرية لوضع بيضها فيها، وكذلك الدلافين التي تجوب مياه هذه الجزيرة.
محمية المرموم الصحراوية:
تغطي محمية المرموم الطبيعية 23% من مساحة إمارة دبي، وتمتد على طول رمال الصحراء الشاسعة، وتوفر نظاماً بيئياً دقيقاً لمختلف الحيوانات البرية، مثل: المها العربي، والغزال الرملي (الريم)، والغزال العربي (الدماني)، إضافة إلى تنوع استثنائي لأنواع الطيور والزواحف واللافقاريات. وتصُنف المحمية ضمن فئة المناطق المحمية التابعة للاتحاد الدولي لصون الطبيعة، وهي واحدة من أولى وأكبر المحميات الصحراوية غير المسورة في الدولة، والمفتوحة للجمهور، إذ تدمج بين مفهوم حماية التنوع البيولوجي والترفيه المستدام.
محمية غاف نزوى:
أنشئت محمية غاف نزوى خصيصاً من أجل حماية واحدة من أفضل غابات أشجار الغاف، الشجرة الوطنية للإمارات، وذلك عام 2008، لكونها تمتلك أهمية ثقافية وبيئية وتقليدية في الوقت ذاته، في حين تُعد أشجار الغاف موطناً رئيسياً للعديد من الطيور البرية المهددة بالانقراض، لأهميتها في احتواء تلك الطيور، واستخدامها كظل لها من أجل التكاثر والتعشيش، ومن أشهر الحيوانات البرية التي تضمها: بومة النسر الفرعونية، وسقنقور الرمال، والسحلية البيضاء المرقطة، ووزغ الرمال العربي، وأفعى الرمال، والسحلية الدودة، وهايدن أبو بريص.
محمية رأس الخور للحياة الفطرية:
تُعدّ محمية رأس الخور للحياة الفطرية مثالاً رائداً للمحميات الحضرية، حيث تعكس ملامح التراث الثقافي والتقليدي في الإمارات، نظراً لكونها أرضاً رطبة ذات أهمية دولية، كما تقع في بيئة شديدة الجفاف، وتستضيف نحو 25,000 طائر من 201 نوع مختلف، بما في ذلك: طيور النحام، والبط الخضاري، والبلبول، والحذف الشتوي، والطيور الخواضة، وطيور الشاطئ، والطيور الصداحة، والطيور الجارحة، إلى جانب عدد من الطيور المائية المهددة عالمياً، مثل؛ العقاب الكبير، والغاق السقطري، والبط الحديدي، والقطقاط الاجتماعي. وتم تصنيفها كمنطقة فريدة من نوعها في الإمارة تمتلك أراضي رطبة ذات أهمية عالمية ضمن اتفاقية «رامسار»، كأول موقع «رامسار» في الدولة عام 2007، كما أعلنت منطقة مهمة للطيور بواسطة منظمة «بيردلايف إنترناشيونال».
محمية حتا الجبلية:
تتميز محمية حتا الجبلية بجبالها الشاهقة، التي تراوح ارتفاعاتها بين 250 و1,060 متراً، ضمن سلسلة جبال الحجر، حيث تمثل بقعة مثالية ومناسبة لدعم الحياة النباتية والحيوانية والعديد من الاحتياجات البشرية على مدار العام، بفضل احتوائها على أعلى السلاسل الجبلية الموجودة في شرق شبه الجزيرة العربية، في حين تمتلك المحمية تنوعاً بيولوجياً لأكثر من 133 نوعاً من النباتات، و215 نوعاً من الثدييات الكبيرة والطيور والزواحف، بجانب أحواض المياه العذبة، متمثلةً في سدود حتا والوديان، فضلاً عن كونها من أفضل مسارات رياضة المشي في الإمارات، وتضم عدة أنشطة أخرى، مثل؛ التجديف بالكاياك، وتسلق الجبال، وركوب الدراجات الهوائية الجبلية.
محمية جبل علي للحياة الفطرية:
تتميز محمية جبل علي للحياة الفطرية بالمناظر البحرية الخلابة، إذ تحدها الكثبان الرملية الصافية من جهة اليابسة، ومن جهة البحر المياه الزرقاء المتلألئة للخليج العربي، كما تتميز باحتوائها على أنواع مرجانية فريدة، وحيوانات بحرية مهمة دولياً، إضافةً إلى قيعان عميقة من الأعشاب البحرية، التي تُعد منطقة تغذية للسلاحف الخضراء، وأبقار البحر، إلى جانب عدد من الثدييات البحرية، مثل: الدولفين الأحدب، والدلافين عنق الزجاجة، وتُعد موطناً للعديد من أنواع الزواحف والطيور، وتعتبر الشاطئ الوحيد في الدولة الذي تتكاثر فيه سلاحف منقار الصقر، المهددة بالانقراض.
محمية النسيم البرية:
بموقعها المتميز على سهول منطقة المنامة في عجمان، استطاعت هذه المحمية أن تستقطب الزوار من داخل الإمارات، ومختلف البلدان الأخرى، علماً بأنها تمنح زائريها فرصة مشاهدة مناظر طبيعية خلابة، تختلط مع الحياة البرية النادرة فيها. وتكثر أشجار القرم في المحمية، إضافة لعدد كبير من الحيوانات البرية النادرة التي تعيش فيها، ومساحات خضراء على مد النظر، تمتد على مساحة تبلغ حوالي مليون و186 ألف متر مربع.
محمية أشجار القرم والحفية:
تعد هذه المحمية الواقعة في مدينة كلباء، التابعة لإمارة الشارقة، من أهم المواقع الإيكولوجية في الإمارات، بسبب ما تحتويه من تنوع بيولوجي وإيكولوجي معقد، بمساحة تبلغ قرابة الـ4.997 كيلومترات مربعة.
افتتحت المحمية عام 2012، وتمتاز أيضاً بقربها من عدد من المواقع التاريخية المهمة، مثل: الحصون، والمدافن، وبعض الرسوم والنقوش المحفورة على الصخور.
ولا بد من الإشارة إلى أن محمية أشجار القرم والحفية باتت ملاذاً لكل عشاق الطبيعة، إذ يأتونها من مختلف دول العالم؛ كونها موطناً لأقدم غابات القرم الطبيعية في المنطقة، وبها عدد كبير من الطيور النادرة، وأنواع بحرية قد لا توجد في مكان آخر.
محمية الوثبة:
على بعد 40 كم جنوب شرق العاصمة أبوظبي، توجد محمية الوثبة، التي تشتهر بمسطحاتها المائية، وكثبانها الرملية والأحفورية.
وقد شهد عام 2018 إدراج محمية الوثبة، ضمن القائمة الخضراء التابعة للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ومواردها، كما تم الاعتراف بها دولياً كأحد المواقع الرطبة المهمة بيئياً على مستوى العالم أجمع.
وتعد هذه المحمية مقصداً سياحياً مهماً، كونها تمنح زائريها تجربة طبيعية نادرةً، تجسد بشكل تام ذلك التناغم البيئي بين مختلف الكائنات الحية التي تعيش داخلها، وتتميز محمية الوثبة بشكلها المختلف، وتكتسي جمالاً كبيراً خلال فصلي الربيع والخريف، إذ يلجأ إليها أكثر من 4000 طائر فلامنغو، تغادرها مع حلول الصيف.
محمية الزوراء الطبيعية:
تمنح محمية الزوراء مرتاديها فرصة مشاهدة أنواع كثيرة ونادرة من الطيور والزواحف والحيوانات البحرية والنباتات الطبيعية، كما أنها تمتاز بوجود عدد كبير من الأنشطة والمغامرات المائية، ما يضفي عليها طابعاً خاصاً، يجذب الناس إليها من شتى الأماكن.
وبهذه المحمية أيضاً يمكن مشاهدة طيور الفلامنغو في بعض فصول السنة، كما أنها تسحر القادمين إليها بتلك المناظر الطبيعية الاستثنائية فيها، مثل: أشجار القرم، والواجهة البحرية الممتدة على طول المحمية.