تزدان مدينة العين هذه الأيام، لوداع عام واستقبال آخر، بأكثر من 3.4 ملايين زهرة موسمية، تمت زراعتها في قلب المدينة خلال موسم الشتاء الحالي، على مساحة تتعدى الـ340 ألف متر مربع.
وتمنح الزهور المدينة منظراً بديعاً، من خلال تنسيقات جمالية على جوانب الطرق الرئيسية والفرعية، وفي الجزر الوسطية، والمساحات الزراعية العامة في المدينة. وتعمل بلدية العين على تحقيق التنوع في زراعة أصناف الزهور لكل موسم، وفق خطة مدروسة لاختيار أنواع وألوان متعددة من الزهور، باستخدام طرق وتصاميم حديثة، بما يبرز التدرج الجمالي للألوان والأصناف المستخدمة.
وتنفذ بلدية العين خطتها السنوية لزراعة الزهور الموسمية في المدينة، مقسمة على ثلاث عروات رئيسية، هي: الصيفية والخريفية والشتوية، حيث يتم اختيار الزهور لكل عروة بناء على ملاءمتها للظروف المناخية، والاحتياج المائي، ودرجة تحمل الملوحة، وغيرها. كما تتم عملية زراعة الزهور في مدينة العين على مراحل عدة، بدءاً بتجهيز التربة وإزالة زهور الموسم السابق وتنظيف الأحواض من الحشائش الضارة وتعقيمها، لتتم بعد ذلك إضافة السماد العضوي لدعم التربة بالعناصر الغذائية مع مواصلة عمليات الري، ومن ثم زراعة الشتلات والعناية بها عن طريق إضافة السماد الكيميائي، ومواصلة تقليب وتهوية التربة.
ولا يعد الاهتمام بالزهور في العين مفاجئاً، إذ تضم المدينة «حديقة العين براديس» في منطقة زاخر، حيث دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية لعامين متتاليين، بتحقيقها 2424 سلة زهور، على مساحة قدرها 70 ألف متر مربع، بما في ذلك الممرات والمماشي الداخلية، التي تبلغ أطوالها 1000 متر تقريباً.
وتضم الحديقة أكبر برج من سلال الزهور المعلقة عالمياً بارتفاع 7 أمتار، و50 هرماً من الزهور بألوان وأنواع مختلفة، إضافة لمجسم مصغر لبرج إيفل يبلغ ارتفاعه 12 متراً، مزود بنظام متطور للإضاءة، لإضافة مزيد من اللمسات الجمالية إلى الحديقة الجديدة من نوعها.
وتحوي الحديقة شلالاً للمياه يمتد بطول 95 متراً تقريباً، وبارتفاع 250 سم، تم تصميمه على شكل سد من الصخور الطبيعية، بحيث تتدفق المياه عبره من أعلى إلى أسفل، لتأخذ مساراً على شكل مجرى دائري، كما يتميز مدخل الحديقة بأنه على شكل قوس من معدن الحديد بارتفاع 7.5 أمتار، ويحمل في قمته اسم الحديقة، ومثبتة على جانبيه مجموعة من السلال المعلقة، وعمل على تنفيذ هذا المشروع حوالي 300 مهندسين وفني وعامل من مختلف التخصصات والمهن، قاموا بإنجاز هذه الحديقة التي تشتمل على أكثر من 25 نوعاً من مختلف الزهور، تنحدر أصولها من بلدان عدة، مثل: أميركا، واليابان، وهولندا، وألمانيا وإيطاليا، كما تم وضع مجسمات من النباتات المعلقة بمنطقة الجلوس، وزراعة كامل أرضية الحديقة بالعشب الطبيعي، وإنشاء مسرح صغير بمساحة 50 متراً مربعاً، لاحتضان الأنشطة والفعاليات المختلفة التي تقام في المناسبات، مع ساحة تتسع لحوالي 500 شخص.
كما صممت الأرضيات على شكل أسماك متداخلة، تتألف من 3 ألوان، إضافة لأكبر مجسم هرمي ثلاثي الأبعاد من الزهور العمودية المعلقة بالحديقة، ويبلغ ارتفاعه 7 أمتار، وقاعدته مربعة الشكل طول ضلعها 5 أمتار، تتوسط تصميماً من الزهور يسمى «حديقة الحياة»، وهو عبارة عن تصميم عالمي معروف بمجال الحدائق، يأخذ شكل زهرة كبيرة.