قطع المغامران المغربيان: يوسف الهواس (55 عاماً)، وسليم غاندي (47 عاماً)، مسافة 13 ألف كيلومتر، دعماً للطاقة المتجددة في العمل المناخي، برحلتهما على دراجة هوائية رباعية الدفع، تعمل بالطاقة الشمسية، بدأت من مدينة العيون في المملكة المغربية، وصولاً إلى إمارة دبي.
ووصل المغامران بالتزامن مع انطلاق مؤتمر الأطراف «COP 28»، بدعم من فريق «فيوليا» الإماراتي، وهو مشروع توليد الطاقة الكهربائية من الغاز الحيوي في محطة ورسان لمعالجة مياه الصرف الصحي في دبي، والذي يُعد أول مشروع في الإمارة يستخدم الغاز الحيوي لتوليد طاقة خضراء.
وانطلقت رحلة الثنائي في شهر أغسطس الماضي، ووصلا دبي قبل انطلاق مؤتمر الأطراف بيوم، وتهدف الرحلة التي نظمتها جمعية ومضة للابتكار والإبداع، إلى التوعية في كل محطة خلال مسارها، بأهمية الاستفادة من الطاقة المتجددة في العمل المناخي.
ووصل الثنائي إلى دولة الإمارات بعد رحلة استمرت 106 أيام، حيث استقبلهما فريق «فيوليا» بالإمارات في مشروع توليد الطاقة الكهربائية من الغاز الحيوي في محطة ورسان لمعالجة مياه الصرف الصحي، وتم اختيار استضافة المغامرين في هذا المشروع، بهدف تعزيز الوعي حول أهمية الطاقة النظيفة.
وأشرفت «فيوليا» الشرق الأدنى والأوسط على تطوير محطة توليد الطاقة الكهربائية من الغاز الحيوي، بما يتماشى مع استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، واستراتيجية دبي المتكاملة للطاقة 2030، حيث تصل قدرة المشروع إلى 45000 ميغاوات ساعي من الكهرباء سنوياً، من خلال تحويل الغاز الحيوي الناتج عن عمليات معالجة مياه الصرف الصحي.
تأتي المغامرة الفريدة بالتماشي مع جهود «فيوليا» نحو تحويل الاعتماد إلى الطاقة المتجددة وإزالة الكربون، وتؤكد أهمية الحفاظ على مواردنا، والاستفادة من الإمكانيات التي تتيحها المصادر الطبيعية المتجددة. وحرص المغامران باستمرار على تعزيز شعور بالوحدة عابر للحدود، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية الممارسات الصديقة للبيئة والصحة.
وقال المغامر يوسف الهواس: «راودتني فكرة ربط مدينة العيون مع دبي، نظراً للعلاقات القوية التي تجمع بين المغرب والإمارات، حيث غطّت الرحلة 11 دولة مروراً بالمدن التي انعقدت فيها الدورات السابقة من مؤتمر (كوب)، باستخدام الطاقة الشمسية والقوة العضلية فقط. وتسهم الطاقة الشمسية في الحفاظ على البيئة، فيما تتيح القوة البشرية ممارسة الرياضة التي تساعدنا في الحفاظ على صحة القلب والعقل والجسم في بيئة صحية».
فيما أشار سليم غاندي إلى أن الدراجة الهوائية الرباعية تشكل تصوراً جديداً لوسائل النقل، حيث تُعد حلاً صديقاً للبيئة، وتُلغي أي عذر لعدم ممارسة التمارين الرياضية والاستمتاع بوقت السفر، سواء للعمل أو للتسوق. كما تُعد شكلاً هجيناً من وسائل المواصلات بين السيارة والدراجة الهوائية. ولم يكن القيام بهذه المغامرة ممكناً باستخدام دراجة هوائية تقليدية وغير مزودة بالطاقة الشمسية، التي وفرت حوالي 90% من الطاقة اللازمة لتحريك الدراجة الهوائية الرباعية.
وأُطلق على الدراجة الرباعية التي طورها يوسف الهواس، رئيس جمعية ومضة، اسم «دراجة ابن بطوطة الشمسية»، حيث استُلهمت فكرتها من الرحالة والمستكشف والعالم المغربي ابن بطوطة، ما يضفي لمسة خاصة على المغامرة المميزة، ويسهم في تعزيز الوعي بقضايا مُلحّة مثل التغير المناخي.
كما تشكل الدراجة الرباعية النسخة الثانية من الدراجة، حيث طوّر يوسف الهواس النسخة الأولى على شكل دراجة ثلاثية العجلات، وحقق من خلالها إنجازاً هو الأول عالمياً، من خلال استخدامها للسفر من طنجة إلى كانتون، مروراً بفرنسا وسويسرا وإيطاليا وسلوفانيا وكرواتيا وصربيا وبلغاريا وتركيا وجورجيا وأذربيجان وكازاخستان والصين. وصمم النسخة الأخيرة خصيصاً لتجاوز تحديات الرحلة من المغرب إلى دبي، وإيصال رسالة خاصة لمؤتمر الأطراف «COP 28».