في بعض الأحيان ننشغل بالرومانسية والعلاقات؛ لدرجة أن إحساسنا بهويتنا يبدأ في التلاشي، وهو ما لا ينبغي أن يكون، إذ إن العلاقات الأكثر صحة هي الاتحادات، التي يمكن للمشاركين فيها الاستمتاع واحترام استقلالية بعضهما بعضاً، ويظلان معاً في نهاية اليوم.
وخلافاً للرأي السائد، فإن كونكِ في علاقة لا يعني أنه يمكنك المطالبة بملكية شريكك، حيث لن يؤدي ذلك إلا إلى خنقه، وبمرور الوقت، إلى جعله ينفجر، ويركض بعيداً عنكِ.
هنا، سنخبركِ بالحدود التي يضعها الأشخاص، الذين يقدرون الحرية في العلاقة.
الحاجة إلى الزمان والمكان:
بمجرد أن تفقدي إحساسكِ بذاتكِ بسبب الرومانسية، فقد يكون هذا أمراً مقلقاً، إذ في حال لم تسر الأمور على ما يرام، فإنكِ ستتعرضين للدمار، وستتعين عليكِ استعادة ما كنتِ عليه من قبل بشق الأنفس، وهو أمر كان من الممكن تجنبه جزئيًا على الأقل؛ لو حافظت على استقلاليتك في العلاقة.
لذا، إذا كنتِ تميلين إلى الانغماس في هذه الأمور، فمن المفيد بذل جهد إضافي، لبدء تحديد أولويات «الوقت الخاص بي»، أو ممارسة هواياتك الشخصية.
الاستقلال المالي:
غالباً، يرغب الأشخاص الذين يقدرون الحرية في فصل مواردهم المالية عن شركائهم، وتكون لديهم اتفاقيات واضحة بشأن تقسيم النفقات، ووضع نظام محاسبة داخلي غير رسمي، للأموال التي تذهب إلى أشياء، مثل: البقالة، والمرافق، والرحلات إلى الخارج.. وما إلى ذلك.
الحدود الاجتماعية:
عندما تتشابك حياتكِ مع شريكك، فإنكِ تخاطرين بأن تصبح الأشياء قديمة، وهذا هو أحد الآثار الجانبية الشائعة للتعرض المفرط.
لذلك، إن إنشاء الحدود الاجتماعية سعي موصى به للشركاء الذين يرغبون ويقدرون الشعور بالحرية، وهذا يعني أنه إذا لم تكوني مدعوةً دائماً لتناول العشاء، أو وجبة الفطور والغداء، أو الخروج مع مجموعة أصدقاء شريككِ، فلا تأخذي الأمر على محمل شخصي، إذ لا ينبغي أن تتشاركا كل نشاط اجتماعي كزوجين.
توقعات الاتصالات:
في حين أن بعض الأزواج ملتصقون ببعضهم بعضاً، ويتواصلون باستمرار عندما يكونون منفصلين حتى لمدة ساعة أو ساعتين، فإن هذه ليست الحال غالباً مع الشخص الذي يقدر الحرية، إذ سيضع إرشادات واضحة حول تكرار الاتصال، مع احترام حاجة شريكه إلى قطع الاتصال، والحصول على وقت الهدوء.
حدود اتخاذ القرار:
من المؤكد أن اتخاذ القرارات كزوجين، وكفريق، أمر مهم بلا شك، إلا أن الاحترام المتبادل بينهما في اتخاذ القرارات لكل منهما ضروري جداً، فربما يتعلق القرار بحياته المهنية أو صحته أو جسده، وهذه الأشياء لا تهمكِ بطبيعتها، لذا إذا طلب منكِ عدم التدخل، فيجب أن تكوني قادرة على احترام هذه الحدود.