الاستدامة.. حياة تبدأ من المنزل
عندما نذكر كلمة استدامة، فإننا نتحدث عن الحياة والمجتمع والبيئة المحيطة بكوكبنا. هنا، بالتأكيد، علينا ألا نغفل المرأة، التي هي نصف المجتمع، وأم النصف الآخر، إذ تلعب دوراً مهماً في تكوين الأسرة المستدامة، وعلينا أن نبدأ تعديل بعض المفاهيم لديها، لإعادة ترتيب أولوياتها، بحيث تولي الأسرة جل اهتماماتها في هذا الشأن، ما يسهم في تحقيق استدامة الأسرة، وينعكس بالتالي في بناء مجتمع مستدام، أكثر تماسكاً وتميزاً، يعمل على دفع عجلة التنمية والتطور، من خلال الحفاظ على البيئة، والكوكب الذي نعيش عليه، وحمايته؛ لضمان حياة صحية خالية من الملوثات للأجيال القادمة، وهنا تبرز أهمية التربية البيئية منذ الصغر.
تهدف التربية البيئية، كمفهوم، إلى بناء المواطن الإيجابي، الواعي بمشكلات البيئة، وما يميز قوة المجتمعات، ويبين نهضة الدول وحضارتها، هو الوصول إلى المعرفة، وقدرة الأفراد على التسلح بها، والعمل على استثمارها، وتوظيفها، وحسن إدارتها؛ للوصول إلى أفضل الممارسات الخضراء، والتمكن من تطبيقها. ولن يحدث ذلك إلا من خلال رفع درجة الوعى والفهم والإدراك حول القضايا البيئية، والأضرار التي ستعود على المجتمعات؛ إذا لم تلتفت إليها.. «زهرة الخليج» التقت شريحة من الجمهور واستشاريين أسريين؛ للوقوف على أهمية دور الأسرة في حماية البيئة، كما نقدم نصائح وإرشادات من هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية؛ في التحقيق التالي:
تقول حصة محمد (ربة منزل، وأم لخمسة أبناء): «أعتقد أن الأم هي المسؤول الأول عن تربية أبنائها على الحفاظ على البيئة، لاسيما أنها المربية الأولى للطفل، وعليها أن تغرس فيه حب البيئة منذ السنوات الأولى لتربيته، فمثلما تعلم الأم ابنها أن الكذب حرام، عليها أيضاً أن تقول له إن إهدار الماء حرام، وإهدار الطعام حرام، وإهدار الطاقة الكهربائية وإضاءة المصابيح دون استخدام حرام، فهناك شعوب وبلدان ليست لديها كل هذه النعم، وسنحاسب عليها، وأفضل طريقة لكي يعي الطفل هذه الأمور، هي أن تكون الأم قدوة لأبنائها؛ فالطفل مثل الكاميرا يعكس كل تصرفات البالغين، خاصة الأم، في سلوكياته اليومية».
الزراعة وحماية البيئة
أما أحمد راشد (صيدلي)، فيؤكد أن الحفاظ على البيئة واستدامتها، بالتأكيد، يبدأ من المنزل، مشيراً إلى أنه يربي أبناءه على عدم هدر الطعام؛ لأنه أحد أسباب عدم الاستدامة، ويلفت إلى أنه خلال فترة «كورونا»، وعند الالتزام بالبقاء في المنزل، كان يجد سلوته - هو وأطفاله - في زراعة حديقة المنزل، وينصح أولياء الأمور بتعويد أبنائهم على الزراعة؛ لأنها تساعد على التخلص من ثاني أكسيد الكربون، بجانب مظهرها الراقي والجميل، فإذا قام كل شخص بزراعة شجرة في منزله، أو حتى آنية الزهور والرياحين في شرفة المنزل، فسيساهم - بأقل التكاليف - في حماية البيئة من التلوث.
سيارات كهربائية
بدَوْره، يؤكد سليم المري (طالب في كلية الهندسة)، أن استدامة البيئة تتطلب تضافر جهود الأفراد والحكومات والمؤسسات والجهات المختصة، وعلينا أن نبدأ بأنفسنا أولاً، ويستنكر ما يقوم به بعض الشباب من تركيب مكبر صوت لموتور السيارة كنوع من التباهي؛ لمسايرة ما أطلق عليه «تقاليع وموضة سلبية»، فما يفعله بعض الشباب هو نوع من عدم تحمل المسؤولية، والمساهمة في تلوث البيئة، سواء بسبب الضوضاء، أو عوادم السيارات، التي تزيد انبعاث ثاني أكسيد الكربون، بينما تتجه الدول والحكومات نحو استخدام السيارات الكهربائية، ولطالما نادى الجميع بالحفاظ على البيئة بالطرق كافة، ويشدد على ضرورة زيادة الوعي البيئي بين أفراد المجتمع، عن طريق زيادة ورش العمل الخاصة بالبيئة، والإعلانات التلفزيونية، ويجب ألا ننسى دور الإعلام في إيصال هذه الرسالة إلى أولياء الأمور، لاسيما أن استدامة البيئة تبدأ من المنزل بكل تأكيد.
دور المرأة
تقول المستشارة الأسرية ومدربة تطوير الذات، الدكتورة ياسمين الخالدي: «يتوجب النظر إلى دور المرأة في تعزيز التنمية المستدامة بطريقة مبتكرة، ولا بد من توظيف كل القدرات المتاحة والثروات والموارد من أجل عملية تغيير واقع المرأة أولاً؛ لذلك لابد من منحها الفرصة للتغيير على كل المستويات، وهذا يستدعي إيجاد حلول سريعة ومبتكرة، لأن المستقبل لا ينتظر أبداً. ولا بد أن تتوحد الجهود للعمل نحو مستقبل أفضل للمرأة المستدامة؛ حتى ننجح في تكوين الأسرة المستدامة».
وعن كيفية تحقيق استدامة المرأة، توضح الخالدي أن هناك بعض النقاط التي تساعد المرأة، مثل:
- دعم المرأة في عملها وحياتها بشكل عام، وتوفير بيئة ومناخ عمل ملائمين لها؛ كي تشعر بالاستقرار أولاً، فتستقر حياتها الأسرية بعد ذلك.
- رفع الوعي لدى المرأة، وتطوير مهاراتها، من خلال المؤسسات المختصة، ووسائل الإعلام؛ كي تستطيع الحفاظ على تماسك الأسرة، واستقرارها.
- إشراك المرأة في عملية استدامة المجتمع، ومعالجة المشاكل البيئية، فكل امرأة - من خلال عملها - تستطيع مساعدة الأخريات، وأفراد أسرتها وأبنائها.
نصائح
لسلامة غذائكم كجزء من استدامة البيئة، شاركت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية «زهرة الخليج» بعض النصائح، فعند تسوق المنتجات الغذائية، تجب مراعاة ما يلي:
• شراء الأغذية من مصدر موثوق، ومورّد معتمد، يضمن لك غذاء سليماً.
• الحرص على قراءة البطاقة الغذائية بعناية، والتأكد من تاريخ الصلاحية قبل الشراء.
• شراء المواد الغذائية المجمدة والمبردة، في آخر مراحل التسوق، يضمن استمرار حفظها ودرجة برودتها.
• عدم شراء المعلبات المنتفخة أو المنبعجة أو المثقوبة بالخطأ، واستبعاد المعلبات الصدئة تماماً.
• عدم خلط المواد الغذائية مع المواد الكيميائية، مثل: أدوات التنظيف، والمبيدات الحشرية، أثناء التسوق.
• الإسراع في نقل المشتريات الغذائية إلى المنزل، هو أفضل وسيلة للحفاظ عليها من التلف، خاصة في الصيف.
• الإبلاغ عن المخالفات الغذائية أثناء التسوق يسهل اتخاذ الإجراء الفوري الرادع بحق المخالفين.
• تقنين المشتريات يعتبر ضرورة، للحفاظ على الصحة العامة، وتوفير النفقات.
وعند تحضير الطعام، تُرجى مراعاة ما يلي:
• طهي اللحوم جيداً، خاصة المفرومة، حتى يصبح سائلها شفافاً، ويكون اللحم خالياً من اللون الوردي.
• في حال تسخين الطعام أكثر من مرة، يجب التأكد من وصول الطعام إلى درجة حرارة عالية (أكثر من 70 درجة مئوية)، وليس فقط تسخيناً بسيطاً، إذ إن التسخين البسيط يشجع النمو البكتيري.
• تسخين الكمية التي سيتم تناولها، وعدم تسخين الطعام كاملاً في كل مرة.