يخشى الناس تقلبات الفصول، إلا أن فصل الشتاء يمثل لهم الخطر الأكبر، للانخفاض الكبير في درجات الحرارة الذي يرافق فصل الشتاء، ويستمر أربعة أشهر تقريباً، خلال العام الواحد، وما يصاحبه من موجات باردة، ورياح جافة، حتى في البلاد التي تبقى درجات الحرارة فيها مرتفعة.
ويصاحب دخول فصل الشتاء تعرض الناس للبرد والإنفلونزا والالتهابات الرئوية الحادة، التي يمكن التعامل معها من خلال التبكير بأخذ حقن الإنفلونزا الموسمية، والاحتياط من خلال تدفئة الجسم بملابس ثقيلة، وتناول المشروبات الساخنة، وتناول الأدوية التي يصفها الأطباء لمن يصابون بأمراض فصل الشتاء.
لكن أكثر من يخشون أمراض الفصل البارد هم مرضى القلب، فحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية، تعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم، حيث تشكل نسبة تقدر بحوالي 30% من إجمالي حالات الوفاة سنوياً.
ويعتبر البرد من أكثر الأسباب والعوامل، التي قد تزيد خطر التعرض للجلطات القلبية التي تؤثر في أداء عضلة القلب. وتشمل هذه العوامل التغيرات في الطقس والتقلبات المناخية، ويشير أطباء موقع «مايو كلينك» إلى أن الأجواء الباردة لها علاقة مباشرة بالأعراض التي قد تصيب مرضى القلب والأوعية الدموية، من ناحية زيادة احتمالية التعرض للعدوى، وتأثير التلوث الهوائي على الجسم، فضلاً عن تأثر مستوى مختلف المركبات في الجسم، مثل: المركبات التي تتسبب في تجلط الدم والكوليسترول، والهرمونات والمركبات التي تؤثر في تمدد أو انقباض الأوعية الدموية، بتغيرات المواسم.
ويزيد وجود الهواء والرياح معدل فقدان الحرارة، حيث يتيح تحرك الهواء المستمر تغير الهواء القريب من الجسم في حالة انخفاض درجات الحرارة، حيث يقوم الجسم بحماية نفسه من فقدان الحرارة بشكل كبير، ويسعى للحفاظ على استقرار حرارة الجسم الداخلية بمستوى مناسب؛ لضمان قيام الأعضاء بوظائفها الحيوية. ويتم ذلك من خلال استجابتين رئيسيتين، هما: «الاستجابة العضلية» حيث يحدث تقلص العضلات لتوليد حرارة، و«الاستجابة الوعائية» حيث تتضيق الأوعية الدموية لتقليل فقدان الحرارة من خلال الجلد.
كما تزيد درجة إنتاج الطاقة في الجسم خلال الطقس البارد، حيث يحدث ذلك من خلال الارتجاف والارتعاش، ويولد الارتجاف حركات لا إرادية في العضلات، ما يؤدي إلى زيادة إنتاج الطاقة. أما الارتجاف، فيحتاج إلى تدفق أعلى من الأكسجين وزيادة عمل عضلة القلب؛ لضمان توفير كمية كافية من الدم للعضلات لإنتاج الطاقة، ورفع حرارة الجسم.
وفي جميع الحالات، يشكل القلب عنصراً أساسياً في المحافظة على درجة حرارة الجسم المناسبة، وبالتالي يؤثر وجود مشكلات أو أمراض مزمنة في القلب بشكل مباشر على كيفية استجابة الجسم لتغيرات الطقس، والظروف الجوية.