يُقال إن الشيخوخة ليست شباباً ضائعاً، بل هي مرحلة جديدة من الفرص والقوة، وهو ما تشترك فيه معظم النساء الأكثر إلهاماً في هوليوود. فرغم كل الضغوط التي تأتي مع الشيخوخة من قِبَل الجمهور، وحتى صُناع الأعمال، فإنهن كنَّ دائماً واقعيات بهذا الشأن، وحريصاتٍ أيضاً على مواجهة ثقافة التجميل، وهوس الشباب الكبير بهذا الأمر.
فمن باميلا أندرسون إلى بيونسيه، اتخذت العديدات من النجمات الشيخوخة مصدرَ قوةٍ لهنَّ، وتحدثن عن ذلك بكل صراحة، وكيف يفعلن ذلك، وفقاً لشروطهن الخاصة.
باميلا أندرسون:
خلال حضورها أسبوع الموضة في باريس، خلال وقت سابق من هذا العام، أحدثت الممثلة وعارضة الأزياء الكندية، باميلا أندرسون، ضجةً كبيرة بسبب عدم وضعها المكياج، مبررةً هذا الأمر بأنها تفضل الذهاب في نزهة على الأقدام، وإلقاء نظرة على الهندسة المعمارية في باريس، بدلاً من الجلوس على كرسي المكياج لمدة ثلاث ساعات.
وفي إحدى مقابلاتها، عرضت أندرسون بعض المفردات البديلة التي تستخدمها، حيث قالت: «أحب أن أقول كلمة (الحياة)، بدلاً من (الشيخوخة)»، مشيرةً إلى أن مطاردة الشباب أمر لا جدوى منه، إذ إنها لن تصل إلى هناك أبداً، وإنها ببساطة تتقبل تلك التغيرات التي طرأت على شكلها لأن تشعر بالارتياح.
سارة جيسيكا باركر:
عام 2021، اعترفت الممثلة الأميركية، سارة جيسيكا باركر، بوجود «الكثير من الثرثرة الكارهة للنساء»، في إشارةٍ إلى ما يحدث عندما تكبر المرأة في السن بأوساط العمل، قائلةً: «أنا أجلس مع آندي كوهين (مذيع ورجل أعمال أميركي)، ورأسه ممتلئ بالشعر الرمادي، وهو رائع.. فلماذا هو بخير بالنسبة له؟ أما بالنسبة للنساء فلا؟».
وأضافت، وقتها، أن لدى كل شخصٍ شيئاً ليقوله، مثل: «لديها الكثير من التجاعيد»، أو «وجهها تظهر عليه علامات الشيخوخة»، ما يجعل الأمر يبدو كما لو أن الناس لا يريدون لنا أن نكون على ما يرام تماماً مع ما نحن فيه، وكما لو أنهم يستمتعون تقريباً بأننا نتألم مما نحن عليه اليوم، سواء اخترنا أن نتقدم في العمر بشكل طبيعي ولا نبدو مثاليين، أو ما إذا كنت تفعل شيئاً ما إذا كان ذلك يجعلك تشعر بالتحسن، مؤكدة أنها بشر في النهاية.
غوينيث بالترو:
قالت الممثلة الأميركية، غوينيث بالترو، لمجلة «بيبول»: لسوء الحظ، نحن دائماً ننظر إلى أنفسنا بعين ناقدة، وأنها تود الوصول إلى مكان لا تفعل فيه ذلك بعد الآن، وأنها تريد أن تظهر طريقة أكثر حباً لنفسها، لأن كل شيء يتغير، ولا يوجد شيء يمكنها القيام به حيال ذلك.
وتابعت بالترو، أنه بالنسبة لها، عندما تمضي في عملية الشيخوخة؛ تدرك أن الأمر لا يتعلق بـ«أوه لديَّ هذه التجاعيد، هل سأقوم بإصلاحها أم لا؟»، بل إنها تشعر بأنها نابضة بالحياة، وأنها لا تريد العودة إلى العشرينات من عمرها، أو حتى الثلاثينات، فهي تعرف نفسها، وتحبها، وممتنة جداً للحكمة التي تأتي مع تقدم العمر.
بيونسيه:
كتبت المغنية العالمية، بيونسيه، في مذكرة كلمة بخط يدها بمناسبة عيد ميلادها الأربعين، وشاركتها على موقعها الرسمي على الإنترنت، قالت فيها إن هذه هي السنة الأولى التي تفهم فيها حقاً ما يعنيه أن يكون المرء على قيد الحياة، وأن يعيش اللحظة، أي فهم مدى هشاشة الحياة، ومدى صعوبتها في بعض الأحيان، وبالتالي مدى أهمية التوقف وشم الورود خلال الأوقات الجيدة، إذ كانت تعتقد أنها عرفت ذلك عندما كانت في الحادية والعشرين، أو الثلاثين من عمرها، إلا أن ذلك لم يكن صحيحاً.
وأضافت: كلما أصبحت أكثر نضجاً، كلما فهمت أكثر، وزادت سعادتي عمقاً، وأنها أخيراً سمحت لنفسها بالاستمتاع بالبذور، التي عملت بجد لزراعتها طوال حياتها، مشيرةً إلى أن هذا أفضل ما شعرت به في حياتها، وأنها ممتنة جداً لكونها كبرت.
أنجلينا جولي:
لطالما كانت أنجلينا جولي منارةً للأناقة، وموقفها من الشيخوخة متطور بشكل مميز، حيث اعترفت ذات مرة بأنها تحب أن تكون أكبر سناً، وأنها تشعر براحة أكبر خلال الأربعينات من عمرها، أكثر مما كانت تشعر به عندما كانت أصغر سناً.
وأضافت: لأن والدتها لم تعش طويلاً، فإن الأمر بالنسبة لها يبدو كأنه انتصار بدلاً من الحزن، مؤكدةً أنها تتطلع إلى الخمسينات من عمرها، وأنها تشعر بأنها ستحقق خطوتها.
هالي بيري:
قالت بيري: «سنتقدم جميعاً في السن، سوف تذبل بشرتنا، وسنبدو مختلفين، أرى الأشياء تتغير في وجهي وجسدي، ولا شيء يزعجني»، مبينةً أنها عرفت، دائماً، أن الجمال أعمق من الجسد المادي الذي نملكه.
وأكدت رفضها أن تصبح شخصاً يحاول فقط التمسك بوجه شاب، وعدم احتضان ما هو أكثر أهمية من أن تكون جميلة. على سبيل المثال، أن تحتضن كيف تعيش حياتها، وكيف ترد الجميل للآخرين، وكيف تتواصل مع الناس، وكيف تقوي عقلها وجسدها وروحها، وتغذي نفسها، مشيرةً إلى أن أجمل الناس لديهم شيء مشع «في الداخل».
وبينت أن النساء عندما يصلن إلى رقم معين، يشعرن بأنهن لم يعدن ذوات قيمة، إلا أنها تعتقد العكس، حيث يجب أن ينظر إليهن المجتمع كجواهر كلما تقدمن في السن، لأنهن كلما كبرن أصبحن أكثر روعة.
سلمى حايك:
قالت سلمى حايك، لرابطة المتقاعدين الأميركية، عن فلسفتها الشخصية الخاصة بالشيخوخة، والتي تتوقف على احتضان حداثة كل فصل تالٍ: «إن التقدم في السن، بالنسبة لي، يتعلق بالتكرار، أي أن الشيء يصبح قديماً عندما تفعله لفترة طويلة، وفي حال كنت تتغير دائماً، وإذا كنت فضولياً دائماً، فكيف يمكنك أن تصبح كبيراً في السن؟.. أنت شخص جديد كل يوم».
جين فوندا:
قالت جين فوندا إنها عندما كانت على وشك أن تبلغ الستين من عمرها، أدركت أنها تقترب من الفصل الثالث (الأخير)، وأنه لم يكن بروفة، وأن أحد الأشياء التي كانت تعرفها بالتأكيد هو أنها لم تكن ترغب في الوصول إلى النهاية مع الكثير من الندم. لذا، إن الطريقة التي تعيش بها حتى النهاية، هي التي ستحدد ما إذا كانت ستشعر بالندم أم لا. وبناءً على ذلك، أجرت فوندا «مراجعة للحياة»، ساعدتها على رؤية الأمور بشكل أكثر وضوحاً. وأضافت: «لقد غيرت الطريقة التي كنت أفكر بها في نفسي تماماً، وكيف أردت أن أعيش الثلث الأخير من حياتي، كما أدركت أهمية أن نكون متعمدين، بشأن الطريقة التي نمضي بها في الحياة».
وأكدت أن أحد أكبر الدروس التي تعلمتها، خلال رحلتها في التقدم بالسن، هو أنه عندما تكبر؛ تدرك أن البقاء بصحة جيدة أمر ممتع ومهم، لأن العمر ليس تسلسلًا زمنياً، إذ يمكن أن تكون كبيراً في السن عندما تبلغ 84 عاماً، لكن يمكنك أيضاً أن تكون صغيراً جداً.
جينيفر لوبيز:
قالت لوبيز: «أجد نفسي أفكر في أن أكون شابة وخالدة بكل الأعمار»، مشيرةً إلى أنه في مرحلة ما، ستحدث الشيخوخة، لكن حتى ذلك الحين، عليها أن تقرر مدى قوتها ونشاط عقلها وجسدها، مبينةً أن الشخص هو صاحب القرار، إذ يمكنه الاحتفاظ بها قوية.