"الصقارة" فن تراثي إنساني أصيل، يميز دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تحافظ عليه وتحييه منذ أول مؤتمر دولي للحفاظ على الصقارة، أقيم عام 1976، بتوجيهات ورعاية من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

  • في يومها العالمي.. «الصقارة» تراث إنساني تحافظ عليه وتحييه دولة الإمارات

 

وكانت «اليونسكو» قد اعتمدت، عام 2010، السادس عشر من نوفمبر، يوماً عالمياً للصقارة، بعد أن تقدمت الإمارات بأكبر ملف مشترك للتراث غير المادي في تاريخ المنظمة الدولية، ومعها 11 دولة تهتم برياضة الصيد بالصقور، بقيادة الإمارات التي كان لها الفضل في إطلاق المُبادرة عام 2005، وانضمت إليها في ما بعد كلٌّ من: السعودية، وبلجيكا، والتشيك، وفرنسا، وكوريا الجنوبية، والمغرب، وإسبانيا، وسوريا، وقطر، ومنغوليا. ثم انضمت للملف عام 2012 دولتا النمسا والمجر. وعام 2006، انضمت دول: البرتغال، وألمانيا، وإيطاليا، وباكستان، وكازاخستان. أما في عام 2021، فقد انضمّت للملف كل من: كرواتيا وإيرلندا وقرغيزستان وهولندا وبولندا وسلوفاكيا.

وبذلك، بلغ عدد الدول المشاركة في ملف الصقارة اليوم 24 دولة، ما انعكس إيجاباً على توسيع رقعة انتشار رياضة الصيد بالصقور عالمياً، لتُمارس هذه الرياضة اليوم بشكل مشروع في 90 دولة من قبل ما يزيد عن 100 ألف صقار.

أبوظبي والصقارة:

وكان لأبوظبي الدور الأساسي في تسجيل الصقارة ضمن لائحة التراث غير المادي لليونسكو، حيث تضافرت جهود العديد من الجهات والمؤسسات الرسمية المعنية بالتراث والثقافة في دولة الإمارات، وبدعمٍ كبير ومتابعة مباشرة من قبل أصحاب السمو الشيوخ، لتحقيق هذا الإنجاز والاعتراف الدولي المُهم بمشروعية ممارسة الصيد بالصقور.

  • «الصقارة» تراث إنساني

 

توصيات معرض أبوظبي للصيد:

اللافت أنه، خلال شهر سبتمبر الماضي، احتضن «معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية» مؤتمر «استدامة الصقارة.. مواجهة تحدّيات القرن الحادي والعشرين»، وخرج المشاركون بتوصيات تدعو إلى ضرورة توعية المجتمعات بأهمية الحفاظ على البيئة، وحماية النظام البيئي المتوازن، والتعامل المسؤول مع الموارد الطبيعية، والكف عن الممارسات التي تؤثر سلباً في توازن البيئة، داعين إلى التركيز على مخاطبة الأجيال الجديدة؛ لتوعيتها بكيفية اختيار نمط حياة، يُساهم في تعزيز الاستدامة من حولهم.

نادي صقاري الإمارات:

مُنذ تأسيسه، حقق «نادي صقاري الإمارات» الكثير من الإنجازات في مجال الصيد المُستدام محلياً وعالمياً، وفي مُقدمتها تنظيم «معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية» مُنذ عام 2003، والذي يُعتبر أهم وأضخم حدث من نوعه في الشرق الأوسط وأفريقيا، والأكثر حضوراً جماهيرياً على مستوى العالم.

 

وتم إشهار «نادي صقاري الإمارات» في شهر سبتمبر 2001، انطلاقاً من رؤية مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كمؤسسة مُجتمعية غير ربحية تدعم جهود أبوظبي في صون الصقارة، باعتبارها إحدى أهم ركائز التراث الإماراتي الوطني.

ويهدف النادي للمُحافظة على الصيد بالصقور كتراث إنساني وإرث تاريخي، والتعريف بالمبادئ الأساسية والمُمارسات السليمة للصقارة العربية وأخلاقياتها، وتعزيز الصيد المُستدام، ودعم الدراسات والتشريعات والآليات الهادفة للمُحافظة على التنوّع البيولوجي، والمُساهمة في مشاريع صون الصقور والطرائد وإكثارها في الأسر وحماية بيئاتها الطبيعية ومناطق انتشارها، بالإضافة لتنظيم الأنشطة والفعاليات ذات الصلة، وتطوير التعاون الدولي مع المؤسسات المعنية بصون الصقارة.