في يناير الماضي، كشف الأمير هاري في كتاب مذكراته «سبير» (الاحتياط)، عن مدى الانقسام بينه وبين شقيقه الأكبر الأمير وليام، مشيراً إلى أنه تعرض للكثير من الآلام بسبب الأخير، ما جعل العلاقة بينهما تزداد توتراً وصل إلى حد المقاطعة.
ورغم توقعاتٍ كثيرة بأنها أيامٌ وتعود علاقة الأخوين إلى سابق عهدها، فإن ذلك لم يحدث، فبعد مرور قرابة العام على نشر كتاب «سبير»، لم يتغير شيء على الإطلاق، كما يقول المؤلف أوميد سكوبي، الذي سيصدر كتابه الجديد «Endgame» (نهاية اللعبة)، في 28 نوفمبر الحالي.
وأضاف سكوبي لمجلة «بيبول»: «في الواقع، إن الأذى والغضب بين الأخوين: أحدهما، أمير ويلز والملك المستقبلي. والآخر، دوق ساسكس وكاليفورنيا، قد تحول الآن إلى شيء أكثر برودة وصلابة، وهو اللامبالاة».
ويقول سكوبي، الذي يحكي في كتابه الجديد عن انهيار العائلة الملكية، وضعف النظام الملكي الحديث، إنه رأى في إطلاق هاري كتاب «سبير» محاولةً أخيرة من الأمير لإخبار عائلته بما شعر به لسنوات، مبيناً: من الواضح أنه لم يكن هناك حوارٌ مفتوح بما فيه الكفاية، لإجراء هذه المحادثات، أو مشاركة هذه المشاعر.
ويشير سكوبي إلى أن العائلة الملكية معروفة بعدم تركيزها على المشاعر، وأنه ربما أكثر من أي وقت آخر في التاريخ، تتجاهل العائلة انقساماتها الداخلية ومسؤوليتها الخاصة، لأن «جزءاً من قبول الجمهور البريطاني لها، هو أن تكون العائلة هي ملكة الأمة».
ويؤكد سكوبي أن وريث العرش وليام (41 عاماً) أعطى الأولوية لولائه للنظام الملكي، حتى إنه تعاون بهدوء مع الصحافة البريطانية؛ لتقويض ما قاله وكشفه الأمير هاري (39 عاماً)، وتجاهل كل ما ورد عن العائلة.
ويوضح سكوبي أنه كان في كتابه الجديد تحدث إلى أحد المصادر وقت إصدار الكتاب، وقد وصفوا هاري بأنه «منشق»، وقالوا إن هذه هي وجهة نظر وليام، لافتاً إلى أن هذين الرجلين كانا في يوم من الأيام متفقين بشدة في نظرتهما، وكان على أحدهما أن يتحرك لحماية التاج أيضاً.
وتساءل سكوبي حول ما إذا كان هناك من سيحمي التاج بعد عقودٍ من الآن، مشيراً إلى أن هناك فرصة حقيقية هنا للتعلم والتكيف مع المجتمع الحديث، وكذلك تعويض أخطاء الماضي.
وحتى لو استمر النظام الملكي، سيبقى السؤال حول ما إذا كانت التضحية بالروابط الأخوية تستحق العناء، إذ إنه في نظر البعض، داخل المؤسسة، هاري يشكل تهديداً للتاج، وأن حريته في ممارسة تفكيره خارج حدود المؤسسة جعلت منه عدواً وتهديداً، ولهذا السبب يقول سكوبي بملء الفم: «ليست هناك عودة إلى الوراء في علاقة الأخوين».