كشفت تجربة سريرية، أجريت في مستشفى «كليفلاند كلينك»، الذي يطبق معايير نظام الرعاية الصحية العالمي في العاصمة أبوظبي، عن نجاحها في خفض مستويات البروتين الدهني (أ)، الذي يعد أحد عوامل الخطورة الرئيسية لأمراض القلب، في الدم بأكثر من 94% لمدة عام تقريباً.
وعرضت نتائج التجربة السريرية الطبية، التي حملت عنوان: «فعالية وسلامة عقار ليبوديسيران.. دراسة طويلة الأمد للبروتين الدهني (أ) قصير التداخل الذي يستهدف الحمض النووي الريبي»، خلال جلسة علمية عقدت مؤخراً ضمن إطار فعاليات الجلسة العلمية 2023 لجمعية القلب الأميركية، كما تم بالتزامن نشر نتائج الدراسة في مجلة الجمعية الطبية الأميركية.
وقال الدكتور ستيفن نيسن، الرئيس التنفيذي الأكاديمي لمعهد القلب والأوعية الدموية والصدر في مستشفى «كليفلاند كلينك»: «تشير النتائج إلى أن المشاركين في التجربة أظهروا تحملاً جيداً للعقار، وسجلوا انخفاضاً طويل الأمد في البروتين الدهني (أ)، الذي يعد من أبرز عوامل الخطورة المؤدية إلى الأزمات القلبية، والسكتات الدماغية، وتضيق الأبهر».
وسجل المشاركون في التجربة، الذين حُقنوا بالجرعة الأكبر من عقار ليبوديسيران، انخفاضاً في مستويات البروتين الدهني (أ)، بنسبة وصلت إلى 96%، خلال أسبوعين، وحافظوا بعد ذلك على مستويات منخفضة بنسبة أكبر من 94%، تحت خط الأساس لفترة 48 أسبوعاً. ويعد العقار علاجاً قصير التداخل للحمض النووي الريبي (siRNA)، يقوم بمنع إنتاج الحمض النووي الريبي المرسال، اللازم لتصنيع أحد أهم مكونات البروتين الدهني (أ).
وتسهم نتائج الدراسة في إضافة عقار ليبوديسيران إلى القائمة المتنامية من العلاجات الواعدة لأمراض تصلب الشرايين القلبية الوعائية، في الأشخاص الذين لديهم مستويات مرتفعة من البروتين الدهني (أ)، الذي من المتوقع أن يؤثر في نحو 1.4 مليار نسمة حول العالم.
وعلى الرغم من توافر أساليب علاجية فعالة، لتخفيض مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية عبر خفض الكوليسترول الضار، وغيره من أنواع البروتينات الدهنية، فإنه لا يوجد إلى الآن علاج دوائي مُعتمد لخفض مستويات البروتين الدهني (أ)، التي نظراً لكونها تتحدد بالجينات التي يحملها الفرد، فإن أي تغير في أسلوب الحياة (النظام الغذائي، أو التمارين الرياضية)، لن يكون له أي تأثير ملموس.
وبين الدكتور نيسن: «على الرغم من الأدلة الواضحة على دور البروتين الدهني (أ) كعامل خطر لأمراض القلب، فإن الوصول إلى علاج فعال كان أمراً بعيد المنال. ويمنح هذا التوجه العلاجي الجديد الأمل لنحو 20% من سكان العالم، الذين يعانون ارتفاع مستويات البروتين الدهني (أ)».