تحتضن إمارة أبوظبي 85% من مساحة أشجار القرم في الدولة. وكجزء من استراتيجيتها، تعمل على دراسة هذه الموائل الساحلية المهمة، والمحافظة عليها. وقد شهدت أبوظبي زيادة في مساحة أشجار القرم على مدى العقود الماضية، بسبب برامج إعادة التأهيل، وزراعة أشجار القرم.
ويعود تاريخ الجهود لاستعادة أشجار القرم في دولة الإمارات إلى سبعينات القرن الماضي، حيث أطلق المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، برامج تشجير واسعة لزراعة أشجار القرم في شواطئ الدولة.
ويرتبط مواطنو الإمارات بهذا النوع من الأشجار، الذي يطلق عليه أيضاً «المانغروف»، لفرادة شكله، ومنحه العين طمأنينة، عدا فائدته الصحية، كونه قادراً على امتصاص الغازات من الجو، ما يجعله مهماً في خفض تأثير ظاهرة التغير المناخي، كونه يقلل نسب تلوث الهواء.
وتهدف هيئة البيئة في أبوظبي إلى زراعة أكثر من 2.5 مليون شتلة من أشجار القرم، لما لها من دور مهم في الحد من آثار تغير المناخ عبر منع انجراف التربة، والحفاظ على سواحل أبوظبي، وتعزيز التنوع البيولوجي، ومساهمتها بشكل كبير في تحسين نوعية الحياة بالمنطقة للأجيال المقبلة.
ونجحت إمارة أبوظبي، خلال الـ10 سنوات الماضية، في زراعة 15 مليون شجرة قرم، أسهمت بزيادة مناطق أشجار القرم في أبوظبي، بمعدل يتخطى الـ35%، لتصل مساحة أشجار القرم في الإمارة إلى 176 كيلومتراً مربعاً، تشمل الأشجار الطبيعية والمزروعة.
وتدعم أشجار القرم في إمارة أبوظبي مجموعة واسعة من صور التنوع البيولوجي، تشمل أكثر من 60 نوعاً من الطيور، و6 أنواع من الزواحف، و7 أنواع من الطحالب، و32 نوعاً من العوالق النباتية، و24 نوعاً من الأسماك، و42 نوعاً من اللافقاريات البحرية، التي تتخذ من أشجار القرم موئلاً لها. وتلعب أشجار القرم، أيضاً، دوراً مهماً في حماية الموائل المجاورة، مثل: طبقات الأعشاب البحرية، والشعاب المرجانية من الترسبات، فضلاً عن المساعدة في تحسين جودة المياه، ودعم أنشطة السياحة البيئية.
وتشتهر دولة الإمارات العربية المتحدة بضمها نوعاً واحداً من القرم (القرم الرمادي)، الذي ينمو على سواحل الدولة المختلفة، ويراوح ارتفاعه بين متر وثلاثة أمتار، حيث تأخذ أوراق هذه الأشجار الشكل الرمحي والبيضاوي، وتكون غالباً حادة القمة، وطول أوراق نبات القرم من 3 - 7 سم، وعرضها من 1 - 3 سم.