يحتاج مرضى «السكري» إلى رعاية ودعم مستمرين، لإدارة الحالة الصحية، وتجنب المضاعفات، إذ يعاني أكثر من 460 مليون شخص حول العالم، مرض السكري بنوعَيْه الأول والثاني، إضافة إلى الملايين غيرهم المعرضين لخطر الإصابة به.
ولهذا السبب، اختارت منظمة الصحة العالمية أن يكون شعار احتفائها باليوم العالمي للسكري، الذي يوافق الرابع عشر من نوفمبر سنوياً، للأعوام من 2021 - 2023، «رعاية مرضى السكري.. أولوية».
وداء السكري مرض مزمن، يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الإنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعال للإنسولين الذي ينتجه. والإنسولين هو هرمون ينظم مستوى السكر في الدم. ويُعد فرط سكر الدم أو ارتفاع مستوى السكر في الدم، من الآثار الشائعة التي تحدث جراء عدم السيطرة على داء السكري، ويؤدي مع الوقت إلى حدوث أضرار وخيمة في العديد من أجهزة الجسم، لاسيما الأعصاب، والأوعية الدموية.
ويتسم داء السكري من النمط الأول (كان يُعرف سابقاً باسم داء السكري المعتمد على الإنسولين، أو داء السكري الذي يبدأ في مرحلة الشباب أو الطفولة) بنقص إنتاج الإنسولين، ويقتضي تعاطي الإنسولين يومياً، ولا يُعرف سبب داء السكري من النمط الأول، ولا يمكن الوقاية منه باستخدام المعارف الحالية. وتشمل أعراض هذا الداء: فرط التبول، والعطش، والجوع المستمر، وفقدان الوزن، والتغيرات في البصر، والإحساس بالتعب، وقد تظهر هذه الأعراض فجأة.
أما داء السكري من النمط الثاني (كان يُسمى سابقاً داء السكري غير المعتمد على الإنسولين، أو داء السكري الذي يظهر في مرحلة الكهولة)، فيحدث بسبب عدم فاعلية استخدام الجسم للإنسولين. وتمثل حالات داء السكري من النمط الثاني نسبة 90% من حالات داء السكري المسجّلة حول العالم، وتحدث في معظمها نتيجة لفرط الوزن، والخمول البدني. وهذا النمط من داء السكري لم يكن منتشراً إلا بين البالغين حتى وقت قريب، لكنه يظهر الآن بين الأطفال أيضاً.
وتشير أخصائية صحية، في مستشفى «كليفلاند كلينك»، إلى أن الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني يمكن أن يعيشوا حياة طبيعية وصحية، لكن يجب تشخيص المرض والتعامل معه قبل تسبب تقلبات الجلوكوز في إحداث أضرار بالأوعية الدموية، ما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
تقول أخصائية الغدد الصماء في «كليفلاند كلينك»، الدكتورة إم. سيسيليا لانسانغ، الحاصلة على ماجستير في الصحة العامة: «يمكن للسكري أن يسبب الضرر في الأوعية الدموية الصغيرة والكبيرة، ما قد يؤدي إلى مضاعفات حادة ومزمنة. وقد تشمل المضاعفات الحادة مستويات منخفضة جداً، أو مرتفعة جداً من سكر الدم، في حين أن المضاعفات المزمنة قد تشمل أضراراً في الأعصاب والقلب والعيون والأمعاء، ما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل: بتر الأطراف، أو الحاجة إلى زرع كلى، أو التسبب في العمى».
وتبين الدكتورة سيسيليا أنه على الأفراد، الذين تُظهر الفحوص ارتفاع مستويات السكر لديهم، إجراء الفحوص بوتيرة أكبر، إذ إنهم قد يكونون من الفئات الأكثر عرضة للإصابة، التي تشمل الأفراد من ذوي الوزن الزائد، أو الذين يعانون السمنة، والمصابين بارتفاع ضغط الدم، وانخفاض الكوليسترول النافع (HDL)، والأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالسكري، والنساء المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد التكيسات، أو اللاتي تم تشخيصهن بسكري الحمل.