من منا لا يعرف النصيحة الطبية التي يدلي بها الأطباء، للأطفال المصابين بـ«الصفراء»؟
هذه النصيحة، التي كبرت مع أجيال كاملة، تلخص مفهوم حاجة الجسم والبشرة للضوء، فالمواليد الجدد الذين يصابون بـ«صفار الجسم»، يُطلب الأطباء من آبائهم وضعهم تحت أشعة الشمس، أو الاستعاضة بضوء يتم توجيهه إلى بشرتهم، خاصة وجوههم، للحصول على فيتامين (سي)، وبالتالي رد العافية إلى أجسامهم الطرية.
لكن يبدو أن هذه الحيلة الطبية الطبيعية التاريخية، استفاد منها، مؤخراً، خبراء التجميل والعناية بالوجه، إذ صاروا ينصحون النساء الراغبات في المحافظة على صحة بشرتهن، باستخدام العلاج بالضوء، ولم يقف الأمر عند اللون الأبيض المتعارف عليه، بل امتد الأمر إلى ألوان أخرى.
والعلاج بالضوء عملية يتم من خلالها استخدام أطوال موجية مختلفة من الضوء، لتجديد شباب البشرة، والتخلص من العيوب، حيث يعمل الضوء على تعزيز التغيرات في خلايا البشرة، فتخترق الأطوال الموجية من ألوان الضوء المختلفة، بشرة الوجه لتعزيز صحتها من الداخل والخارج.
وبحسب أخصائيي موقع «مايو كلينك» الطبي، المعني بالصحة، ينصح باستخدام الضوء الأبيض، والأزرق، والأحمر، والأصفر، والأخضر. ولا يقف الأمر على توفر أنظمة العلاج بالضوء بألوانها المختلفة، في عيادات الأطباء، بل تتوفر أجهزة مختصة بهذا الأمر على شكل أقنعة وعصي وشاشات (LDE)، بمختلف الأحجام، ويمكن اقتناؤها منزلياً.
ويتم استخدام العلاج بالضوء، عادة، بهدف الحصول على بشرة ناعمة وأكثر شباباً، كون الضوء يساهم في تخفيف تهيج البشرة، وإزالة البقع الحمراء، وإخفاء الندبات، ويساعد على توحيد لون البشرة.
كما يعزز اللون الأحمر الدورة الدموية، ويدعم كذلك إنتاج الكولاجين الطبيعي، فيما ينعّم اللون الأخضر تجاعيد الوجه وخطوطه الدقيقة، بينما يعالج اللون الأزرق عيوب البشرة، وحب الشباب، ويساهم كذلك في تقليل نشاط الغدد الدهنية.
ويعتبر استخدام الضوء في علاج البشرة آمناً طبياً، كون الضوء يعمل بطاقة منخفضة، لكن يجب ارتداء قناع أو ماسك على العينين، خوفاً من احتمال إصابتهما بالضرر بشكل غير مباشر.
والعلاج الضوئي الديناميكي شكل من أشكال العلاج بالضوء، باستخدام مركبات غير سامة وحساسة للضوء، تتعرض للضوء بشكل انتقائي، عندئذ تصبح هذه المركبات سامة للخلايا الخبيثة المستهدفة، والخلايا المرضية الأخرى.
ويساعد العلاج الضوئي، أيضاً، على علاج الالتهابات البكتيرية والفطرية والفيروسية، حيث أظهرت الدراسات العلمية أن العلاج بالضوء يمكن أن يحفز الاستجابة المناعية للجسم، ما يمنح الجسم وسيلة أخرى، للمساعدة على تدمير الخلايا السرطانية، والخلايا المحتملة للتسرطن.