وقار الحمادي: أصنع «قهوة مستدامة»

في سابقة تواكب فكر دولة الإمارات الذي ينتهج الريادة والتميز، أقدمت الشابة الإماراتية، وقار الحمادي، التي تعد أول عربية تحقق المركز الرابع على مستوى العالم، والأول بالشرق الأوسط، في مسابقات تحضير قهوة «إيروبرس»، إذ إنها تسلك درباً جديداً في مجالها، وتتبنى نشر ثقافة «القهوة المستدامة»..

في سابقة تواكب فكر دولة الإمارات الذي ينتهج الريادة والتميز، أقدمت الشابة الإماراتية، وقار الحمادي، التي تعد أول عربية تحقق المركز الرابع على مستوى العالم، والأول بالشرق الأوسط، في مسابقات تحضير قهوة «إيروبرس»، إذ إنها تسلك درباً جديداً في مجالها، وتتبنى نشر ثقافة «القهوة المستدامة»..

في حديثها إلى «زهرة الخليج»، أكدت الحمادي أنها تحرص على اختيار المزرعة التي تجلب منها القهوة، والتي تستوفي شروطاً عدة، منها: أن تعتمد على أدوات وآلات زراعية متطورة، وأن تستخدم الذكاء الاصطناعي لزراعة القهوة بشكل أكثر استدامة، فضلاً عن التأكد من حصولها على اعتماد من الجهات الدولية، في ما يخص الظروف البيئية العادلة التي يزرع فيها البن، حيث تنمو الأشجار بشكل طبيعي في بيئتها، ما يدعم النظام البيئي للغابات المحلية، إلى جانب التزامها بمعايير اجتماعية واقتصادية وبيئية، خلال عمليات: الزراعة والإنتاج والتوزيع؛ حتى تتمكن من الحصول على قهوة صديقة للبيئة. خلال الحوار التالي، سنعرف سبب اختيارها هذا النهج، وأسرار تحميص القهوة الخضراء، وأشياء أخرى:

كيف جاءتكِ فكرة «القهوة المستدامة»؟

كَوْني خريجة «علاقات دولية»؛ لطالما لفتت نظري أنشطة هيئة الأمم المتحدة، الخاصة بالمرأة وقضاياها، كما أنني شاركت في قضايا عدة، تخص البيئة والمجتمع، وقد أتيحت لي الفرصة لتولي وظيفة المسؤولية المجتمعية للشركات في مؤسسة الإمارات لأنظمة التبريد المركزي (إمباور)، التي من أهم أهدافها ربط فعاليات وأنشطة المؤسسة بأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، كما لا يقتصر مجال عملي على الاستدامة، إذ شاركت عام 2016 في مخيم المشاريع الاجتماعية، ضمن برنامج كفاءات من مؤسسة الإمارات، ومن أهم أهدافه تسخير المشروع التجاري لخدمة المجتمع، وتحقيق أرباح للمشروع؛ لذلك اهتممت كثيراً بمحمصة «ريلام»، التي أطلقتها، مؤخراً، على قيم عدة، ترتكز على تنمية المجتمع، والتعليم الجيد، والاستدامة، من خلال ربطها مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

تعزيز العمل المناخي

ما المبادرات، التي قمتِ بتنفيذها في هذا الشأن؟

كان من ضمن هذه المبادرات: تنظيم فعاليات وورش عمل تعليمية؛ لرفع مستوى الوعي حول القهوة، واستهلاكها، وتأثيرها في البيئة والمجتمع، والذي يأتي في إطار الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة (التعليم الجيد)، كما نعمل على إدارة النفايات والمنتجات البلاستيكية، بإعادة تدوير علب الماء البلاستيكية المستخدمة في إعداد القهوة، من خلال التعاون مع شركات معنية بإعادة تدوير العلب إلى منتجات استهلاكية، مثل: الملابس والحقائب، كما نقوم باستخدام مواد تغليف صديقة للبيئة، وقابلة لإعادة التدوير؛ لتقليل التأثير البيئي، مثل علبة القهوة الـ40 غراماً، التي يمكن لمحبي القهوة استخدامها في تخزين القهوة، وتأتي ضمن الهدف الـ12 (الاستهلاك والإنتاج المسؤول)، وكذلك نقوم في «ريلام» باستخدام معدات تحميص صديقة للبيئة، توفر الطاقة، وتقلل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون؛ لتعزيز الهدف الـ13 (العمل المناخي). وأيضاً، نراعي الهدف الخامس (المساواة ما بين الجنسين). بتمكين الفتيات والشباب في مجال القهوة المختصة، وتطوير مهاراتهم، ودعم خبراتهم عن طريق تنظيم الورش والدورات المختلفة، فيما ندعم الهدف الـ17 (شراكات لتحقيق الأهداف)، بالتعاون مع الهيئات والجهات الحكومية والمنظمات غير الربحية، والمشاريع التجارية في مجال القهوة المختصة، بهدف تبادل الخبرات والمعرفة.

جودة.. ونكهة

حدثينا عن أسرارك مع عملية تحميص القهوة الخضراء!

نتيح للعميل، في محمصة «ريلام»، الحصول على درجة التحميص التي يرغب فيها. وقد وصلت إلى هذه الخبرة بعد أن وجدت كثيراً من المعالجات الغريبة مع القهوة، إذ إنها تبدأ مع قطف الثمار، وصولاً إلى المعالجات الخاصة بالتحميص. وفي هذه المرحلة، اكتشفت أسرار القهوة الخضراء، حيث تحدث تفاعلات عدة داخل حبوب البن أثناء عملية التحميص، ما يؤدي إلى تغير لونها من الأخضر الفاتح إلى البني، ثم تدخل مرحلة تطور النكهات، وعند الوصول إلى هذه المرحلة؛ يتم تكسير بعض النكهات، وتطوير نكهات أخرى، حيث تتنوع النكهات، ومنها: نكهة الشوكولاتة الداكنة، والفانيليا، والياسمين، والنكهات الحمضية. وهذه النكهات تتبدل حسب نوع القهوة ومدة التحميص، إذ إن تقليل المدة الزمنية للتحميص يقود إلى نكهات الفاكهة. أما إطالة وقت التحميص فتُظهر نكهات الشوكولاتة والمكسرات، فالنكهة والتباين في أكواب القهوة، يكونان بسبب المزارع والمحمص، فهما يحددان جودة القهوة ونكهتها.

كيف تحولت من دراسة العلوم السياسية إلى «علوم القهوة»؟

كان ذلك عن طريق الصدفة، بعدما حضرت ورشة عمل عن أساسيات تذوق القهوة، وخلالها اكتشفت النكهات المتنوعة التي تحملها القهوة، واطلعت على آلة «إيروبرس». بعدها، شاركت في مسابقة بمجال تحضير القهوة، وحققت المركز الأول على مستوى الدولة، والرابع على مستوى العالم، وقد شاءت الأقدار أن أحقق جزءاً من طموحي في مجال القهوة، لاسيما أنه تم اختياري سفيرة لعلامة مهمة في عالم القهوة، ما منحني كثيراً من الفخر.