كريم الدمنهوري في «ضد الكسر».. مؤنس عبدالرحمن في «لعبة نيوتن».. وجمال الصواف في «غرفة 207»، وغيرها من الأعمال الدرامية المتفردة، التي استطاع خلالها الممثل محمد فراج أن يحقق التميز، ويلفت أنظار المشاهدين بإتقانه للأدوار، وتقمصه للشخصيات، مع تنوعها بين الأكشن والتراجيدي والكوميدي. وبعد غياب 3 سنوات عن السينما منذ تقديمه فيلم «الصندوق الأسود» مع منى زكي، عاد فراج ليقدم انطلاقة قوية بفيلمه الجديد «فوي! فوي! فوي!»، الذي حصد مراكز متقدمة في شباك التذاكر، وتم ترشيحه، مؤخراً، للمنافسة في جوائز «الأوسكار» بدورتها الـ96.. «زهرة الخليج» التقت محمد فراج، خلال حضوره العرض الخاص لفيلم «فوي! فوي! فوي!» في دولة الإمارات، ليحدثنا عن شعوره بهذا الترشيح، والصعوبات التي واجهها لتجسيد شخصية «كفيف مبصر»، وسر الكيمياء الفنية التي تجمعه مع نيللي كريم، ومشاريعه الفنية المقبلة:
نبارك لك ترشيح فيلمك الجديد «فوي! فوي! فوي!» للمنافسة في جائزة «الأوسكار» بدورتها الـ96.. كيف كان شعورك عندما سمعت الخبر؟
شعور لا يوصف، فقد عشت الفرحة فرحتين، خاصة أنني سمعت خبر ترشيح الفيلم لـ«الأوسكار»، حينما حضرت العرض الخاص والأول للفيلم في دولة الإمارات، التي أعتبرها بلدي الثاني، وكنت وسط جمهوري، وحشد من ممثلي الوسائل الإعلامية المحلية والعربية. وقتها لم أتمالك نفسي؛ لدرجة أنني «بكيت من الفرحة»، ففخر لي ولكل فريق العمل منافسة الفيلم في هذه الجائزة العالمية، فهذا الترشيح يُعتبر حلماً لكل فنان، وجاء نتيجة للتعب والجهد، اللذين بذلناهما من أجل تنفيذ عمل راقٍ من ناحية الصورة والمضمون.
فيلم متكامل
هل كنت تتوقع أن يشارك الفيلم في هذه الجائزة العالمية، أو أن يعرض في مهرجانات دولية؟
عناصر نجاح الفيلم مكتملة، بدءاً من الإنتاج الضخم المشترك بين «إيمج نيشن أبوظبي»، و«فوكس ستوديوز»، و«فيلم كلينك»، والمضمون المتميز والمختلف، المستوحى من أحداث حقيقية، ويسلط الضوء على الهجرة غير الشرعية بقصة درامية في قالب كوميدي. إلى جانب فريق العمل المميز، من المؤلف والمخرج عمر خلال، والممثلين نيللي كريم وبيومي فؤاد وطه دسوقي وبسنت شوقي، أحدثت توليفة فنية غنية؛ لتقديم عمل سينمائي مغاير، تجعله يستحق - وبجدارة - المشاركة في مهرجانات ومحافل دولية، وحصد جوائز عالمية.
يُعتبر العمل بطولة مطلقة لك.. هل أنت من الفنانين الذين يسعون إلى تقديم أعمال فنية كبطولة مطلقة؟
في رياضة كرة القدم كل مهاجم يسعى إلى إحراز الأهداف، والأمر نفسه ينطبق على الفنان، فلا يوجد ممثل لا يسعى لأن يصل بحلمه إلى الأعلى، ويطمح إلى المشاركة بأدوار رئيسية، تضاف إلى مسيرته المهنية، وتحقق له الإنجاز الفني والشخصي. لكنني لست من الفنانين الذين يضعون هذا الهدف نصب أعينهم في كل عمل فني. المهم عندي هو طبيعة الدور، وتفاصيل الشخصية التي تُبرز طاقاتي التمثيلية، وعناصر نجاح العمل من إنتاج وتأليف وإخراج وفريق عمل، فمنذ أن دخلت مجال الفن (أكثر من 23 سنة، في المسرح والتلفزيون والسينما)، أحاول تطوير نفسي ومهاراتي؛ حتى أصل بأعمالي إلى أعلى المستويات.
تولى عمر هلال إخراج الفيلم، في أولى تجاربه الإخراجية في عالم الأفلام الطويلة.. كيف كان التعاون معه سينمائياً؟
حقق هلال مسيرة متميزة على مدى سنوات في مجال إخراج الإعلانات، وجاءت رغبته في كتابة وإخراج أول عمل سينمائي له؛ حينما قرأ بأحد المواقع الإخبارية عن واقعة انتحال مصريين شخصية مكفوفين، قبل أن يتم فقدانهم في بولندا، فشد انتباهه الخبر، وأراد تقديم عمل فني مستوحى من هذه الأحداث، يمزج الدراما والكوميديا السوداء، وبمجرد أن عرض عليَّ هلال سكريبت العمل، وافقت على الفور دون تردد، خاصة أنني وجدت القصة مختلفة، وذات مضمون هادف، كما أن لديّ شغفاً بالقصص الحقيقية. وبصراحة، نفذ هلال العمل بكل احترافية؛ حتى وصل إلى المشاهد بكل مصداقية.
كيف استطعت تجسيد دور «حسن»، الذي يدعي أنه كفيف؟
يمزج «فوي! فوي! فوي!» الدراما والكوميديا، وتدور قصته حول الشاب «حسن»، الذي يعمل حارس أمن، ويعيش حياة فقيرة مع والدته، ويسعى إلى السفر خارج مصر عن طريق الانضمام إلى فريق كرة قدم للمكفوفين في إحدى بطولات كأس العالم بأوروبا، ويقرر التظاهر بأنه لاعب فاقد للبصر. في هذه الرحلة، يلتقي العديد من الشخصيات، منها: صحافية شابة تدعى «إنجي» جسدت دورها نيللي كريم التي تهتم بالكتابة عن ذلك الفريق، ومدرب في منتصف العمر يبحث عن فرصة وجسده بيومي فؤاد، إلى جانب صديقيه اللذين يشاركانه الذهاب إلى أبعد الحدود؛ ليكونوا مع الفريق، على أمل أن يوفر هذا تذكرتهم للحياة، ومزيداً من الفرص. فهذا الدور يمثل لي نقلة نوعية في الأداء التمثيلي، حيث أخذ مني فترة تحضير واستعداد طويلة، لكي أتقمص الشخصية بمصداقية وواقعية أمام الكاميرا، لاسيما أنه من الصعب تأدية دور شخص كفيف يلعب كرة القدم، وهو في الأساس «بيمثل» أنه فاقد للبصر.
«أنا قادم»
ماذا تعني «فوي! فوي! فوي!»؟
هي كلمة باللغة الإسبانية تعني «أنا قادم»، ويستخدمها فريق كرة القدم للمكفوفين أثناء المباراة، حيث يوجد بالكرة جرس يُصدر صوتاً، لكي يتمكن اللاعب من الوصول إلى الكرة، ويقول «فوي فوي»، حتى يعلم اللاعبون أنه قادم فلا يصطدم بهم، ومن هنا جاءت الصعوبة خلال فترة التحضير والتصوير، للوصول إلى كل أبعاد وتفاصيل الشخصية، فكان أصعب ما في التجربة الادعاء أنني شخص كفيف، لذلك كان يجب عليَّ إتقان أدوات الشخصية، وبذل مجهود أكبر، حتى يصدقني الجمهور، ويتفاعل مع الأحداث.
شاركت نيللي كريم بطولة عدد من الأعمال، ونال معظمها رواجاً لافتاً.. كيف تصف «الكيمياء الفنية» التي تجمعكما؟
تعاونت مع نيللي كريم تقريباً في 5 أعمال، منها: «سقوط حر»، و«ضد الكسر»، و«تحت السيطرة»، وجميعها حققت صدى كبيراً، وانتشاراً عربياً لافتاً، فأنا أتعامل معها براحة تامة في مواقع التصوير، وننسجم معاً في المشاهد التي تجمعنا، فوجودها في أي عمل يضيف إليه ويثريه، فهي نجمة وممثلة محترفة، وتعتبر «وش الخير» عليّ منذ أن عملنا معاً في «تحت السيطرة».
بعد النجاح الكبير الذي حققه الجزء الأول من مسلسل الرعب والتشويق «الغرفة 207».. ما مصير الجزء الثاني؟
العمل لايزال في مرحلة الكتابة، وموعد التصوير لم يُحدد بَعْدُ، ففريق العمل والإنتاج لن يبدأ تنفيذه إلا بعد الانتهاء من كل التجهيزات والتحضيرات، حتى نضمن خروجه بمستوى متميز، لا يقل جودةً عن الجزء الأول.
هل لديك مشاريع فنية جديدة؟
من المقرر أن يُعرض لي قريباً مسلسل «بطن الحوت» على إحدى المنصات الرقمية، وهو عمل درامي قصير، مكون من 15 حلقة، يشاركني بطولته: باسم سمرة، أسماء أبو اليزيد، سماح أنور، بسمة، وعبدالعزيز مخيون، وهو من تأليف وإخراج أحمد فوزي صالح، وتدور أحداثه حول رجل يعمل في صناعة الفخار، يضطر - بطريقة ما - إلى التعاون مع الجماعات المتطرفة، فيدخل في صراعات عدة، وتتصاعد الأحداث.