قوية بلطف، حازمة برحمة، هادئة بثورة، تشعر مع نبرات صوتها الحانية بأعلى درجات الصدق مع الذات والآخرين.. إنها مريم الدخيل، مدربة الثراء، وصاحبة مؤسسة «غنى»، التي أصبحت اليوم النموذج الأشهر والأنجح في كيفية الوصول إلى الثراء من خلال صدق نيتها. استطاعت الدخيل تحويل مسار حياتها بالكامل بالالتزام والتعب والمثابرة، وتعد من أكبر الملهمين على مستوى الوطن العربي لكل باحث عن الثراء، من خلال قصتها التي ترويها بكل ثقة وواقعية، عن كيفية التحول من الإفلاس إلى الثراء الحقيقي، المتمثل في الاتزان المادي، والروحي، والنفسي.. التقينا مريم الدخيل؛ لنعرف أكثر عن تجربتها، ومراحلها المختلفة؛ فكان هذا الحوار:
هل لايزال تحقيق الثراء أمراً سهلاً؟
طبعاً، أراه سهلاً، ومعنى كونه سهلاً أي أنه متاح للجميع، وبإمكان أي إنسان الوصول إليه إذا اختار ذلك، وسعى وبذل الجهد، وسلك الطريق الصحيح؛ ليتعلم أساسياته، وقواعد الوصول إليه.
هل سيساعد الذكاء الاصطناعي في الوصول إلى الثراء لراغبيه؟
نعم؛ لأنه سيوفر الكثير من النفقات لأصحاب الأعمال؛ في حال اتخذوا قرار اختيار تعلم طرق استخدامه، لخدمتهم، وخدمة مشاريعهم وأعمالهم.
مفهوم الحب
تتحدثين دوماً عن الحب، فما مفهومه لديك؟ وما علاقته بالثراء؟
الحب شعور إنساني فطري يولد مع الإنسان، ولا يمكن أن يعيش الإنسان من دونه، بدءاً من حبنا لذواتنا وأنفسنا ومَنْ حولنا؛ فهو الأساس الصحيح لبناء علاقات سوية مع كل ما في الكون، وهو فن الالتقاء مع الروح واحترامها وتقديرها؛ حفاظاً على أمانة الخالق سبحانه وتعالى التي أودعها فينا، كما له علاقة قوية بتحقيق الثراء، فالذي يحب نفسه سيسعى دوماً إلى تحسين حياته وتطويرها والارتقاء إلى الأفضل. وكذلك، من يحب أسرته؛ سيسعى دوماً إلى تطوير وزيادة دخله المالي؛ لسد احتياجاتهم ونقلهم إلى حياة الرفاهية، فالحب يعد دافعاً للتغيير للأفضل، والتحسين المستمر لحياة الإنسان.
ما المفاهيم الخاطئة عن الحب؟
الحب يجب أن يأتي دون ضغوط، فلا تجب المبالغة في إرضاء الطرف الثاني لإثبات الحب؛ لأن ذلك يؤثر في مصداقية الشخص، وقد يكون سبباً في فشل العلاقة، فالمبالغة في أي شيء تأتي بنتائج عكسية، ولن تصل إلى الحب، ولن تمنحه بشكل صحيح إلا بعلاقة حب سليمة مع ذاتك أولاً.
لدينا صورة في مخيلتنا عن مريم الدخيل بأنها المرأة القوية الهادئة، فهل هناك ما يثيرك أو يفقدك هدوءك؟
صحيح، بفضل الله أتمتع بهدوء وثبات انفعالي، ومن الصعب أن يثيرني شيء. ومع ذلك، في بعض الأحيان، أشعر باستفزاز عند رؤية إنسان يختار أن يكون ضحية في حياته، بدلاً من أن يكون بطل قصته، ويغيرها.
مريم الدخيل أم لأربعة أبناء ذكور.. هل تتمتعين معهم بالقوة والهدوء نفسيهما؟
نعم، الحمد لله، دائماً يحركني مع أبنائي مبدأ الحب، وتقبل أنهم في طور التعلم؛ لهذا أتعامل معهم بالصبر، والحلم.
ما القيم التي تحرصين على غرسها في أبنائك؟
الحقيقة، وتحري الصدق في كل شيء، من أكثر القيم التي أركز عليها في التربية، كذلك قيمة تقوية العلاقة مع الله سبحانه وتعالى، والاحترام، والنجاح، والتطور، والإنجاز، والرحمة، والتعاون، والإخوة في ما بينهم، وأهمية الأسرة عامة. وكذلك المحبة، والخصوصية، والتقدم الشخصي، والقوة، والحزم، والسلام.. هذا على سبيل المثال لا الحصر.
نيات عامة.. وخاصة
تتحدثين دوماً عن قوة النية؛ فلماذا هناك أناس ينوون، وتتحقق نياتهم، وآخرون لا يصلون إلى أي شيء؟
هذا صحيح؛ لأنني أدرك أهميتها وقوتها كبداية لتحقيق التغيير، فالنية أساس نفسي، وقرار يتبعه سلوك يدعم الهدف، ومعظم الناس لديهم نياتهم، لكنهم لا يتحركون باتجاه ما يريدون؛ لذا من الطبيعي ألا يجدوا نتائج. فمن خلال النية، نحن نستخدم قوة الكلمات، وكذلك يجب أن نكون محددين في انتقاء كلماتنا عند النية.
ما الفرق بين النية، والرغبة؟
النية قوة عظيمة تحرك طاقة الجسم بالكامل، وقد تغير مسارك، وتتبعها خطة واضحة؛ لتحقيق هدف يؤدي إلى نتيجة مرغوبة. أما الرغبة، فهي انتظار النتيجة دون خطة تهدف إلى تحقيقها، مثل الفرق بين التوكل والتواكل.
كيف لا تتحول النيات إلى تعلق؟
النية أن نسعى بالقدر المعقول، ونبذل أقصى جهدنا، باتخاذ الأسباب الموصلة إلى الهدف، ثم نترك الأمر لله. أما التعلق، فهو أن نفرط ونبالغ في انتظار نتيجة معينة. النية تعبر عن إيمانك وقلبك، وتضعنا على طريق السعي الصحيح، وتقودنا إلى الجذب الانتقائي وتفعيله، والأمر الذي يكمل النية الطيبة هو السلوك الصحيح والسليم. فمهما كانت النية طيبة، فإنها لا تبرر السلوك السيئ أو الخاطئ.
ما أفضل توقيت لإطلاق النية؟
يجب أن نعرف أن هناك نيات عامة، ونيات خاصة. النيات العامة مثل أن أنوي أن أكون بصحة جيدة، أو أن أكون إنسانة ثرية. أما النيات الخاصة، فمنها مثلاً أن أحصل على مبلغ محدد في رصيدي، أو أن أسافر إلى بلد معين على سبيل المثال. كل إنسان منا يكون إما في حالة مشاعر نفسية مرتفعة، أو مرحلة اتزان، وهي التي تسمى مرحلة اللاشعور، فحينما نكون في حالة مشاعر نفسية مفرطة، سواء من البهجة والسعادة أو من الحزن والألم، يمكننا في هذه المرحلة إطلاق نية عامة. أما في حالة الاتزان الشعوري، فإننا نطلق النيات الخاصة. وكلما كانت النيات صادقة كلما تجلت في عالمك، كما أنه من المهم كتابة النيات؛ فهذا يعزز قوتها.
هل هناك سقف أو نهاية للطموح؟
من وجهة نظري، ليس للطموح سقف أو نهاية.
ما طموح مريم الدخيل؟
كثيرة هي طموحاتي، فهي تمتد إلى جميع جوانب حياتي. لكن تركيزي، الآن، منصبٌّ على أن أعيش بمحبة ورحمة واتزان بين كل جوانب حياتي. اهتمامي بصحتي، وتحسينها، يحتلان المركز الأول في هذه المرحلة من حياتي. وكذلك، أن تكون عائلتي بأفضل حال، واستمرار نجاحي العملي في ما أقوم به.
مفتاح الثراء
ما مفتاح الوصول إلى الثراء؟
الالتزام، والمثابرة، مفتاح الوصول إلى الثراء.
من جملك الشهيرة: «ليس كل غني ثرياً، ولكن كل ثري غني».. ما المقصود بذلك؟
الغنى هو وجود مصادر دخل مادية متدفقة، وهو أمر يعتمد فقط على العوامل الخارجية. لكن الثراء يعني الجمع بين الإشباع النفسي والروحي والمادي؛ لذلك هو - في رأيي - الأهم والأعمق، فالغنى جزء بسيط من الثراء، والثراء يكون غنى مع توفر حالة اتزان نفسي وروحي.
ما خلطة مريم الدخيل الخاصة؛ للوصول إلى الثراء؟
هي معادلة بسيطة وعميقة: «أفكار صحيحة + مشاعر متزنة + سلوك صحيح وداعم (كالتخطيط والعمل) + الوجود في موجة البهجة = نجاح مادي متزن ومستمر».
كيف نصل إلى السلام النفسي؟
باختيار معاركنا بوعي، بمعنى أن أبسط اختيار هو التناغم، وتفضيله على الاستجابة للحروب والمشتتات. وأن نقيم ما نستحق أن نخوض فيه، وما يجب أن نبتعد ونترفع عنه؛ حفاظاً على سلامنا الداخلي.
كيف تتعاملين مع الأشخاص المزعجين؟
بالتجاهل، لأنني أعتبرهم من مشتتات التركيز؛ فأفضل آلية هي التجاهل.
هناك مدربون وملهمون كثيرون في المجالات كافة، ما الفرق بين من يلمع نجمه ويستمر، ومن يختفي سريعاً؟
أعتقد نتائج المدرب، ومقياس نجاحه، تعتمد على مدى احترامه لعقلية من يدربهم، وحرصه على صدقه في ما يقول ويفعل.