عتيقة المنصوري: حياكة المشغولات التراثية.. مهنة وشغف

المرأة دائماً أصل الحكاية، حكاية التميز والعمل والعطاء، التي تسردها الإماراتية عتيقة المنصوري، فهي قصة امرأة أرادت أن تجعل من هوايتها (حياكة المشغولات اليدوية والتراثية) منبراً لأحلامها باستدامة هويتها الوطنية. وتقدم «زهرة الخليج»، عبر صفحاتها، مسيرة واحدة من سيدات الرعيل الأول، والأساس لواقع المرأة

المرأة دائماً أصل الحكاية، حكاية التميز والعمل والعطاء، التي تسردها الإماراتية عتيقة المنصوري، فهي قصة امرأة أرادت أن تجعل من هوايتها (حياكة المشغولات اليدوية والتراثية) منبراً لأحلامها باستدامة هويتها الوطنية. وتقدم «زهرة الخليج»، عبر صفحاتها، مسيرة واحدة من سيدات الرعيل الأول، والأساس لواقع المرأة الإماراتية الملهم، ممن زرعن النبتة الأولى لدور المرأة في تنمية المجتمع، فكان ذلك معيناً لا ينضب في عقلها وكيانها، اللذين كانا يحدثانها كلَّ يوم بوصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالحفاظ على التراث، وصونه من الاندثار، ونقله إلى الأجيال الجديدة، لتحكي تاريخ الآباء والأجداد.

تعد عتيقة المنصوري واحدة من حاميات التراث بمركز الصناعات للحرف اليدوية، التابع للاتحاد النسائي العام، فقد عملت بين أروقته؛ وطرقت بأناملها الذهبية المزينة بالحناء، باب ريادة الأعمال عن طريق موهبتها وشغفها بالأعمال اليدوية والتراثية؛ لتنطلق بفكر جديد، اعتمد على تطوير المنتجات، وتقديم مشغولات تراثية بروح تحاكي العصر الحديث.

كيف ترين حياة المرأة الإماراتية، ودورها، في الماضي؟

لعبت المرأة الإماراتية دوراً حيوياً وفاعلاً في المجتمع منذ القِدَم، وأسهمت في نواحي الحياة كافة، فإلى جانب توليها شؤون البيت ورعاية الأطفال، كانت تقوم، أيضاً، بأعمال الزراعة، وتربية الحيوانات. وبين هذا وذاك، تجد مساحة لممارسة الحِرَف التراثية، التي أعانتها على ظروف الحياة في الأوقات المختلفة. ورغم انشغالاتها، فقد كانت بفضل مهاراتها تصنع زينتها وعلاجها من الطبيعة، ومما تجود به بيئتها. إن هذه الحرف التراثية تقف شاهدة على حياة اجتماعية، شكلت فيها المرأة محور البناء، وأساس الإبداع، فعندما كانت تُنهي أعمال بيتها ورعاية أسرتها، تبدأ إبداعاً آخر يتمثل في ممارسة حرف: السدو، والتلي، والخوص، والخياطة، وغزل الصوف، وصناعة العطور والبخور، وغيرها من الصناعات؛ لتقف شامخة، مساندة لزوجها، موفرة ملابسها وزينتها من عمل يديها.

كوادر نسائية

كيف بدأت رحلتك مع الحرف التراثية؟

اكتشفت موهبتي في الحرف اليدوية، مثل: الخوص، والتلي، والسدو، منذ الصغر، فعملت على تنميتها؛ حتى التحقت بالعمل في مركز الصناعات للحرف اليدوية، التابع للاتحاد النسائي العام، ومنذ ذلك الوقت أخذت على عاتقي الرسالة، التي حملنا إياها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، بضرورة حماية تراثنا الإماراتي الأصيل، ونقله إلى الأجيال الجديدة، ومن يومها، أعمل جاهدة على نشر تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا، في المحافل المختلفة التي أشارك بها داخل الدولة وخارجها.

كونك واحدة من حاميات التراث في الدولة.. أخبرينا بجهودكم في تأهيل أجيال جديدة؛ لإكمال المسيرة؟

نعمل، بشكل متواصل، على استقطاب فتيات موهوبات، وتعليمهن أصول هذه المهن؛ إذ إننا نعمل وفق توجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)، إذ أنشأت سموها أول أكاديمية متخصصة في الحرف الإماراتية بالاتحاد النسائي العام (أكاديمية الحرفيات الإماراتيات)، بهدف بناء قدرات الكوادر الوطنية النسائية، المتخصصة في الصناعات الحرفية والتراثية، والارتقاء بالحرف والصناعات اليدوية ذات الجدوى الاقتصادية، وجعلها عنصراً اقتصادياً مؤثراً في توفير فرص عمل كثيرة.

وحدة الهدف والرسالة

جمعت بين شغفك بحماية التراث وعملك في التجارة.. كيف تمكنت من ذلك؟

أردت، من خلال مشروعي التجاري في الصناعات اليدوية والتراثية، أن أجمع بين شغفي وحبي لمهنتي، وبين تحقيق دخل إضافي لأسرتي، والمساهمة في تقديم صورة مشرفة لقدرات المرأة الإماراتية، من خلال حضورها المؤثر في النشاط الاقتصادي، ودعم مسيرة التنمية في الدولة، إذ أعمل على تقديم منتجات تراثية قيمة بروح عصرية، وبأسعار معقولة؛ لنستقطب أكبر شريحة من المستهلكين.

المشغولات اليدوية تتطلب مجهوداً ووقتاً لإنتاجها.. كيف تتعاملين مع تلك المشقة؟

في الحقيقة، لم أجد مشقة أو صعوبة في تأدية عملي؛ لأنني أقوم به بكل حب واستمتاع، وسط مجموعة من السيدات الرائدات في مجالنا، فكلنا تجمعنا وحدة الهدف والرسالة.

ما نصيحتك للمرأة الإماراتية؟

أنصح المرأة الإماراتية بمواصلة نهج التميز والريادة في مجالات وقطاعات المجتمع كافة؛ للحفاظ على عاداتها وتقاليدها الأصيلة، التي تزيدها عزةً وفخراً.