أشخاص كثيرون لا يحبون أن يلمسهم غرباء.. هذا طبيعي، وهو ما نحذر منه أولادنا، وهم صغار: لا تسمحوا لأحد بأن يلمسكم! لكن، ماذا إذا كبر هذا الرهاب معهم، ومعنا، ومعكم؟.. وكيف نعرف مبكراً أن أحد أطفالنا مصاب بفوبيا التلامس، أو اللمس، أو الملامسة.. سموه ما شئتم، لكنه يعني رهاباً سيقلب الحياة رأساً على عقب، فهو رهاب لا يأتي من لا شيء، فجأة، بل يتسلل تدريجياً، ولا يلبث أن يشتدّ. فكيف تتأكدون أن طفلكم، على سبيل المثال لا الحصر، مصاب؟.. اختبار من عشرة أسئلة، سيساعدكم على إجراء تقييم ذاتي، وبالتالي اكتشاف الحالة أسرع:

1 - كيف تكون ردة فعل ولدكم عند قيام شخص ما، بشكلٍ غير متوقع، بملامسته؟

أ-  يشعر بالذعر، ويركض بعيداً.

ب- يشعر بعدم الارتياح، خاصة أنكم حذرتموه سابقاً من عدم السماح بذلك.

2 - هل رأيتم نظرات الخوف في عينيه؛ عند قيام أحد الأقارب باحتضانه تحبباً؟

أ-  صحيح، وهذا التصرف يتكرّر.

ب- لا، فهو لا يبالي، مع أنه، ضمناً، يحاول أن يبتعد عن أجواء كهذه.

3 - هل شعرتم بأنه يسارع إلى غسل يديه ووجهه؛ إذا ألقى أحدهم السلام باليد؟

أ-  هذا ما لاحظته، لكنني اعتبرته أمراً عادياً.

ب- لا، لم يسبق أن لفت نظري هذا النوع من التصرفات.

4 - هل رأيتم ولدكم يبقى ساعات في غرفته، يُنظم أشياءه، واضعاً إشارات تنبئه بما إذا تجرأ أحد ولمس أغراضه؟

أ-  بالفعل هذا ما أراه، فهو يتشاجر دائماً معنا؛ بحجة أن أحداً ما فتح خزانته.

ب- لا، فهو لا يهتم بذلك.

5 - هل لاحظتم أن ابنتكم تبالغ في ردات فعلها؛ إذا تجرأ أحد ووجه إليها مدحاً، يتعلق ببشرتها مثلاً؟

أ-   هذا صحيح، كأنها لا تحب أن يتودد أحد إليها.

ب- لا، فهي تفرح عادة حينما تسمع أي نوع من الإطراء.

6 - هل لاحظتم أن ولدكم، الذي كان شغوفاً باللعب، بات يتهرب من المشاركة؛ خوفاً من أن يتلامس خلال اللعب مع الآخرين؟

أ-    نعم، وهذا ما رسم أمامي ألف علامة استفهام.

ب- لا، لم يسبق أن حدث ذلك.

7 - هل سبق أن شعر طفلكم بمرض جسدي، بمجرد معرفته أنكم ستأخذونه معكم إلى لقاءٍ عائلي كبير؟

أ-  نعم، فهو يتظاهر بالمرض في كل مرة ننوي أن نخرج فيها للقاء أقارب وأصدقاء.

ب- لا، فهو يحب اللقاءات العامة عادةً.

8 - هل لاحظتم أن ولدكم المراهق قرر إجراء تغييرات كبيرة في نمط حياته؛ لتجنب تعرضه للملامسة؟

أ-  صحيح، فقد توقف عن ارتياد النادي الرياضي، وقرر استبداله فجأة برياضة الهرولة في الطبيعة.

ب- لا، لم أنتبه إلى مثل هذا التصرف.

9 - هل يتغيّر مزاجه، ولا يعود قادراً على التركيز على مهامه؛ عندما يسمع أن ضيوفاً سيصلون بعد قليل؟

أ-   هذا ما لاحظته، وما جعلني قلقة.

ب- لا، فهو يفرح بالضيوف.

10 - على عكس أقرانه، يرفض طفلكم تناول الطعام في الخارج، أو تشارك الأطباق نفسها مع رفاقه؟

أ-     هذا صحيح.

ب-   لا، لم يسبق أن حدث ذلك.

 

النتائج:

نتيجتكم بين نقطة و9 نقاط:

نعم، دلت النتائج - بشكلٍ حاسم جازم - على أن طفلكم (أو طفلتكم) يعاني علامات واضحة للوسواس القهري، وتحديداً رهاب التلامس. يجب أخذه إلى الطبيب النفسي حالاً، الذي قد يطرح عليه جملة من الأسئلة، بينها: كم من الوقت يستمر الخوف؟.. ما الأعراض التي يشعر بها بدقة؛ حينما يفكّر في أن أحد سيلمسه؟.. هل تعرض لصدمة هائلة في يوم ما؟.. هل تعرض لتحرش؟.. على كل حال، عليكم أنتم، أيضاً، أيها الأهالي دور في العلاج، من خلال تعزيز الأفكار العقلانية، لكن اليد الواحدة لا تصفق، والعلاج من قِبَل معالج نفسي لا بُدّ منه.. فلا تتأخروا.

نتيجتكم بين 12 و20 نقطة:

وضع طفلكم ممتاز، فهو يتصرف بشكلٍ عقلاني.. لكن، نصيحة أبقوه تحت المكبّر؛ فالأطفال دون سن البلوغ يبقون عرضة لتحديات كثيرة، ويتأثرون بشكل أسرع من سواهم؛ لذلك امنحوهم عنايتكم المطلقة، وانتبهوا إلى أدق التفاصيل لناحية مشاعرهم وتصرفاتهم وكلامهم وردات فعلهم. وتذكروا، دائماً، أن التقاط أي مرض أو تطور في بداياته، يسمح بإعادة تقويم الأمور بأقل أضرار ممكنة. واحرصوا على أن ينضمّ ولدكم إلى ألعاب رياضية، تقوي النفس، كما تقوي الجسد.

النقاط:  أ (نقطة).           ب (نقطتان).