كما للذكاء الاصطناعي جانب مفيد وإيجابي، له وجه مظلم أيضاً!
كيف ذلك؟.. ببساطة، يستغل بعض العاملين بوسائل التكنولوجيا الرقمية الحديثة سهولة تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، للعبث بأصوات وصور الناس وحكاياتهم، فالكثيرون وجدوا، بعد فترة، أن هذا الصوت ليس لصاحبه، أو أن هذه الصورة وضعت ببراعة في مكان غير الذي التقطت به.
ومنذ انتشار تقنيات بصمة الصوت، التي تسهل نقل صوت أي شخص، ووضعه على أي فيديو، دون إذن أو علم أو موافقة صاحبه، بدأت منصات التواصل الاجتماعي تعج بالعجائب التي لا يمكن تخيلها، قبل أشهر عدة من الآن، مثل: أن يغني محمد عبده أغنية مسلسل الأطفال الشهير «غرانديزر»، أو نسمع صوت عبدالحليم حافظ وهو يغني الأغنية الشهيرة لكاظم الساهر «ليلى»، وحتى دوبلاج أقوال تاريخية شهيرة، لشخصيات مغمورة، بهدف الشهرة وتزييف الحقائق.
ويبدو أن نجوم العالم الغربي من المشاهير، خاصة الفنانين واللاعبين، صاروا هدفاً لبعض الماركات التجارية، بهدف تسويقها من خلالهم، حيث وقوعوا ضحايا «هكرز تقنيات الذكاء الاصطناعي»، الأمر الذي دفع بعضهم للتصريح، علناً، بعدم مسؤوليتهم عما نشر، باعتباره مشاركة منهم في بعض الإعلانات التجارية.
وآخر هؤلاء النجوم النجمة سكارليت جوهانسون، التي قررت اتخاذ إجراءات قانونية وقضائية، تجاه من استغلوا صوتها في ترويج أحد المنتجات.
وفي التفاصيل، ظهرت نجمة هوليوود في إعلان قصير على موقع «إكس» (تويتر سابقاً)، بواسطة تطبيق لإنشاء صور الذكاء الاصطناعي، يسمى «Lisa AI: 90s Yearbook & Avatar»، وهي تروج أحد منتجات هذا التطبيق، حيث أكد محامو سكارليت، في تصريحات صحافية لموقع مجلة «فاريتي»، أنهم بدؤوا إجراءات فعلية قانونية ضد التطبيق، الذي استغل سهولة استخدام بصمة صوت النجمة العالمية وصورتها، وأنشأ فيديو عبر الذكاء الاصطناعي، تظهر به سكارليت تروج التطبيق، وعملياته التجارية.
وعلى الرغم من أن التطبيق المشار إليه كان قد مسح الفيديو بعد ساعات من بثه، مساء السبت الماضي، فإن محامي سكارليت عازمون، بتوجيه من النجمة، على تصعيد الأمر قضائياً وقانونياً، منعاً لتكرار ما حدث معها مجدداً.
وبحسب موقع المجلة، يبدأ الإعلان المفترض بمشاهد من كواليس فيلمها الشهير «Marvel Cinematic Universe Black Widow»، وتظهر وهي تقول: «كيف حالكم؟.. أنا سكارليت، وأريدكم أن تأتوا معي».
ويعرض الإعلان، بعدها، صوراً تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي للنجمة، مع استمرار صوت مزيف يقلد نبرة سكارليت في ترويج التطبيق.
وكان النجم توم هانكس قد وجد نفسه بوضع مماثل، في وقت سابق من شهر أكتوبر الماضي، إذ أشار عبر صفحته الرسمية على منصة «إكس»، إلى أنه لم يقم بأي إعلان ترويجي لواحدة من عيادات الأسنان في الولايات المتحدة الأميركية، وأنه أراد تحذير معجبيه من الوقوع في هذا الفخ.