أجاب متحدثون في ندوة «فن جذب القراء من خلال التحولات الدرامية»، التي أقيمت ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، في دورته الثانية والأربعين، عن سؤال يتعلق بدور الذكاء الاصطناعي في الإبداع الأدبي والكتابة، مؤكدين أنه يمكن توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في الكتابة، لكنهم أجمعوا على أن الإبداع أساسه الإنسان، ولا يمكن أن يقدم الذكاء الاصطناعي، مهما تطور، الإحساس الإنساني ذاته في المواضيع الإبداعية.
وقالوا إنه يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون عاملاً إيجابياً، يقلل المسالك الجائرة للإنسان، التي تظهر في العديد من القضايا مثل اعتداء الإنسان على الطبيعة.
وبيّن الكتّاب: الروائي البريطاني فيليكس فرانسيس، والكاتب المسرحي الأردني مفلح فلاح العدوان، والروائية الإماراتية الدكتورة مشاعل النابودة، أنهم يرحبون بالتطور التكنولوجي الذي يغزو العالم حالياً، مشيرين إلى أنهم يرون التقنية الجديدة، شأنها شأن التقنيات الحديثة السابقة التي ظهرت وأثارت الهواجس، ثم أصبحت من أساسيات الحياة.
وقالت النابودة إن القراءة تواجه الكثير من التحديات، في ظل المحتوى السريع، الذي تقدمه وسائل التواصل الاجتماعي، حيث بات الجمهور لا يملك صبراً على القراءة، ويفضل الأفكار والمعلومات والمحتويات السريعة.
فيما ركّز العدوان على ضرورة تحفيز المتلقي بطرح موضوعات قريبة منه، مشيراً إلى أن المسرح أقرب إلى القارئ، فهو يناقش القضايا الملحة بأعمال تحاكي الموضوعات الحديثة. وتناول فرانسيس أهمية الحبكة في العمل الإبداعي، مدللاً على ذلك بأن كل شيء أصبح فورياً في عصر التواصل الاجتماعي.
في سياق متصل، احتفى معرض الشارقة الدولي للكتاب بشخصية المعرض الثقافية، الروائي إبراهيم الكوني، في جلسة حوارية بعنوان «طوارق الصحراء»، حيث أجاب على سؤال حول تعلقه بالكتابة عن الصحراء، منذ أكثر من خمسين عاماً، بقوله: «نحن نكتب عن المكان الذي يسكننا، وليس عن المكان الذي نسكنه، المكان الذي نكتشف فيه البعد الروحي للوطن، وهو الأغنى والأكثر ثراءً، فالوطن قيمة نكتشفها بأنفسنا، ويجب ألا نلقن بها من الخارج»، وأضاف: «على الإنسان أن يكون مستعداً لأن ينزف في سبيل الحقيقة، فالحقيقة لا تعترف بالسعادة المجانية، أنت تنال السعادة بقدر ما تضحي».
ويبين الكوني، الذي أنجز 91 كتاباً، ترجمت إلى أكثر من 40 لغة حول العالم، أن «نحن لسنا معنيين بالأشياء التي تُرى، بل بالأشياء التي لا تُرى، لأنها أبدية، وتشعرنا بالامتلاء الذي يجعلنا على علاقة حميمة بالبعد المفقود، وهذا يجب أن يربي فينا الإحساس بالفقد، الذي يحفزنا لأن نعرف أكثر، فالحكمة رهينة الألم، والذي يريد أن يتعلم عليه أن يتألم، والصحراء علم، وهي أم العلوم لأنها ليست مكتشفة».