يتقاعس الناس عن عادة المشي، ويعدونها متعبة، رغم أنها لا تحتاج سوى إرادة، فلا هي متعبة كما التمارين الرياضية، ولا هي شاقة كالجري بالأثقال في حصص التمارين الرياضية وتدريبات الجيم.
والمشي عادةٌ يمكن اكتسابها بالإرادة، فإذا رغب الإنسان في المحافظة على طاقته الجسمانية، في ظل تواتر الانشغالات بين العمل والمنزل والواجبات الاجتماعية، فبإمكانه ممارسة رياضة المشي، فهي تعتبر رحلة يومية نحو التعافي، من الضغوط والروتين والإرهاق، وحتى الوزن الزائد.
ليس سهلاً اتخاذ قرار بالمشي، سواء كنت وحيداً أو مع مجموعة، فالأهم الاحتفاظ بقابلية المشي اليومي، ولو لنصف ساعة. ويفضل، دائماً، اختيار أوقات الصباح الباكر، أو ساعات مغيب الشمس، حتى لا تتعرض لحرارة الشمس العالية.
وقد يكون المشي، على بساطته، أفضل أنواع التمارين الرياضية، كونه سهل التطبيق وبسيطاً، ولا يحتاج سوى حذاء رياضي مريح، وملابس قطنية خفيفة، ما يجعله نشاطًا متاحًا للجميع.
لكن المهم، عند المشي، الحرص على استقامة الظهر والخصر، وتوجيه الرأس نحو الأعلى لاستنشاق الهواء، مع رفع الكتفين، والحرص على تحريك الذراعين بشكل طبيعي، والمشي على وتيرة واحدة.
ويفضل خبراء التمارين الرياضية أن يمشي الإنسان الطبيعي لمدة 180 دقيقة أسبوعياً، بمعدل 30 دقيقة كل مرة، ما يعني السير لنصف ساعة لمدة ستة أيام في الأسبوع، وفي ذلك لا يوجد تأثير على مواعيد العمل والنوم والارتباطات العائلية والاجتماعية، إذا قرر الفرد المشي في ساعات الصباح الباكر، أو ساعات مغيب الشمس.
ومن فوائد المشي، أنه يحسن صحة القلب، حيث يقلل بشكل كبير المخاطر الصحية، وتحديداً الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. والمشي يوازن مستوى السكر في الدم، حيث يقلل مخاطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني. كما يحسن أنماط النوم، من خلال بذل مجهود إضافي، يساعد الجسم على نيل حاجته من الراحة.
كما يسهم المشي في تقليل خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية، ويعزز الصفاء الذهني. ويقي كذلك الأمراض المزمنة، ويعزز كثافة العظام، وبالتالي يساعد على الوقاية من مرض هشاشة العظام.
وترتبط فكرة المشي بالانفتاح على النفس، حيث تساعد الحركة الإيقاعية اليومية على التأمل واليقظة لكل ما حولك، وتجعل الشخص مرتاحاً نفسياً عند التفكير في خطواته القادمة بالعمل، والشؤون الأسرية.