في حين أن هناك فتيات كثيرات عاشقات للألماس، لا يمكن لأخريات مقاومة جاذبية اللؤلؤ، حيث إن هذا الحجر الكريم، الذي يتشكل في البحر لقرون عدة، يُنظر إليه - في كثيرٍ من الأحيان - على أنه علامة على الثروة والبذخ، وقد ارتدته العديدات من النجمات والنساء المشهورات، وأيقونات الموضة البارزات، واختارته الكثيرات من النساء ليكون بمثابة اللمسة النهائية المثالية لكل زي جميل.
ورغم وجوده منذ آلاف السنين، فإنه لايزال يسيطر على الموضة وصناعة الأزياء، ولايزال يُنظر إلى قلائد اللؤلؤ والأقراط والأساور على أنها اختيارات رائعة وجميلة من الإكسسوارات اليوم، حيث تضيف لمسة من الفخامة دون عناء.
وفي حال كنتِ من المهتمين بهذا الحجر الدائري الجميل، وترغبين في معرفة كيفية شقه طريقه إلى عالم الموضة والأزياء، فإننا هنا نقوم بجولة عبر تاريخه الرائع.
العصور البدائية.. من 3000 ق.م. إلى 476 م:
في هذا الزمن البعيد كانت اللآلئ رمزاً لمكانة الملوك والأثرياء، حيث كان يتم ارتداؤها كقلائد، وأقراط، وأساور. وبسبب هذه العلاقة بين الثروة والمكانة، ارتدى المصريون القدماء والرومان اللؤلؤ كتمائم لجلب الحظ السعيد والسلامة، في حين ارتدت الملكة المصرية الأسطورية كليوباترا اللؤلؤ بكثرة، معتقدةً أن هذا الحجر يحمل نوعاً من الجودة الغامضة والجاذبية.
عصر النهضة.. من القرن الرابع عشر إلى السابع عشر:
خلال عصر النهضة، اجتاحت العالم موضة جديدة بفضل هذا الحجر، حيث بدأت الفساتين والياقات والقفازات تتميز بزخارف اللؤلؤ المتقنة، للتأكيد على تألق من ترتديها وجاذبيتها. وبسبب ارتباط اللآلئ بالحب الأبدي، سرعان ما أصبحت عنصراً أساسياً في تقاليد الزفاف، ورمزاً للنقاء، إلى جانب إضافتها لمسة من الأناقة والفخامة إلى فستان الزفاف، وتوافقها مع اللون الأبيض (لون الزفاف التقليدي).
عصر الباروك.. من القرن السابع عشر إلى الثامن عشر:
اشتهرت الموضة خلال عصر الباروك بميلها إلى التباهي. وفي هذا الوقت، احتل اللؤلؤ والمجوهرات المصنوعة منه مركز الصدارة، إذ جرى استخدام اللآلئ الباهظة الثمن لصنع التيجان وأمشاط الشعر ودبابيس الزينة، التي كانت من الأشياء المعتادة للنساء اللاتي يرتدين ملابس أنيقة، وكتعبير إضافي عن المزاج السائد في ذلك الوقت، وغالباً كان اللؤلؤ يستخدم لصنع مجوهرات الحداد.
العصر الفيكتوري.. القرن التاسع عشر:
تميزت أزياء هذا العصر باستعراضها الثروة، وكان يُنظر إلى اللؤلؤ على أنه طريقةٌ مميزة للتعبير عن ذلك. وصل اللؤلؤ إلى ذروة جاذبيته في عهد الملكة فيكتوريا، حيث كانت الدبابيس والتيجان وأمشاط الشعر المصنوعة من اللؤلؤ من بين العناصر الأولى والأساسية في خزانات النساء الأنيقات.
وكذلك استمرت شعبية مجوهرات الحداد المزينة باللؤلؤ، حيث لم تكن النساء يرغبن في تفويت فرصة التباهي بحليهن، بغض النظر عن مدى الحزن حولهن.
«الآرت ديكو».. مطلع القرن العشرين:
في مطلع القرن العشرين، ازدهر فن «الآرت ديكو»، وعندما شاع استخدام الأشكال الهندسية في الملابس والمجوهرات والتصميم الداخلي، كانت اللآلئ أفضل ما يمكن دمجه في تلك الزخرفة المستخدمة لتزيين الملابس والإكسسوارات، حيث أصبحت قلائد اللؤلؤ الطويلة، التي تُعرف أحيانًا باسم «اللؤلؤ الزعنفة»، عنصراً أساسياً، وتم ارتداؤها كرموز للحرية.
«حداثة منتصف القرن»:
أصبح مصطلح «حداثة منتصف القرن» شائعاً بعد الحرب العالمية الثانية، عندما كان هناك تحول إلى الموضة الأبسط، وبات اللؤلؤ يتناسب مع أي مظهر حتى لو كان ذلك بعيداً عن البذخ، لذلك استمر ارتداء قلائد وأقراط اللؤلؤ البسيطة لإضافة لمسة من الأناقة إلى الأزياء حينها.
كما أصبحت قلائد اللؤلؤ والأقراط المرصعة باللؤلؤ رموزاً عالمية للرقي، وساعدت أيقونات الموضة، مثل: أودري هيبورن، وغريس كيلي، في تعزيز شعبية هذا النمط اللؤلؤي.
الستينات.. والسبعينات:
حاز اللؤلؤ المزروع مكانة مهمة في الستينات والسبعينات، فعندما بدأ اتباع نهج أكثر انتقائية في الملابس، تم تصنيع اللآلئ المزروعة باستخدام أحدث التقنيات، ما جعل الأحجار الكريمة الفاخرة بمتناول جمهور أكبر، وتم دمجها بسرعة في إكسسوارات «البوهو» الأنيقة، مثل: عصابات الرأس، والتنانير المتدلية، وحتى سترات الدنيم.
النهضة المعاصرة في القرن الحادي والعشرين:
شهد القرن الحادي والعشرون نهضة في استخدام اللؤلؤ كعنصر من عناصر الموضة، إذ يضع المصممون اليوم لمسة جديدة على مجوهرات اللؤلؤ التقليدية، من خلال دمجها في قطع مذهلة ومتطورة، يمكن ارتداؤها؛ لإضفاء انطباعٍ خاص، وتعتبر خواتم اللؤلؤ الكبيرة الحجم، وأقراط اللؤلؤ غير المتماثلة، والسترات الجلدية المزينة باللؤلؤ، مجرد أمثلة قليلة على هذا الاتجاه في العمل.